فيسبوك
واتساب
كشف علماء الآثار عن تمثال رخامي يوناني قديم نادر في مدينة فولتشي الإترورية القديمة بإيطاليا، كاشفين بذلك عن روابط ثقافية أقوى بكثير مما كان يُعتقد سابقاً، يعود تاريخ هذا الاكتشاف، الذي أعلنته فرق من جامعة فرايبورغ وجامعة يوهانس جوتنبرج في ماينز، إلى أكثر من 2500 عام، ويقدم دليلاً جديداً على التبادل الفني والديني عبر البحر الأبيض المتوسط.
يصف الباحثون هذا التمثال بأنه استثنائي، فنادراً ما تظهر التماثيل اليونانية الكبيرة خارج اليونان ، وقليل منها ما نجا بحالة جيدة كهذه، كان الرأس المنحوت بدقة ينتمي في الأصل إلى تمثال كوري ، وهو نوع من التماثيل يمثل امرأة شابة، ويرتبط عادةً بالقرابين الدينية أو أماكن المعابد، وفقا لما نشره موقع" greekreporter".
لحظة فارقة في أبحاث فولتشي
عثر على الرأس داخل بقايا معبد ضخم يعود إلى أواخر العصر العتيق، والذي تم اكتشافه لأول مرة في العام نفسه، بقي التمثال مدفونًا تحت تراب منطقة لاتسيو لأكثر من ألفي عام، وظل سليمًا بشكل ملحوظ، وقال الباحثون إنه لا يوجد تمثال رخامي يوناني آخر تم العثور عليه في إتروريا يضاهي مستوى براعته ودقته.
أدلة جديدة على تفاعل عميق بين الإغريق والإتروسكان
أكدت الدكتورة مارياكيارا فرانشيسكيني من جامعة فرايبورج والدكتور بول ب. باسيكا من جامعة ماينز، وهما المديران المشاركان للمشروع، أن هذا الاكتشاف يؤكد أن التواصل بين الإغريق والإتروسكان كان أوسع نطاقًا مما أشارت إليه الأدلة السابقة.
وأشارت فرانشيسكيني إلى أن الفخار اليوناني لطالما شكل محور النقاشات حول التبادل الثقافي، لكن موقع كوري يشير إلى حركة أوسع بكثير في مجال النحت والحرفيين المهرة والأفكار الدينية.
لا تدع ملامح التمثال مجالاً للشك في أصله، فتسريحة الشعر المُصففة بعناية، ونحت الوجه الدقيق، والتاج المنحوت بدقة، كلها تشير إلى ورشة عمل في أتيكا، يُرجح أنها في أثينا، في أوائل القرن الخامس قبل الميلاد.
وقالت إن الفريق يعتقد أن القطعة صنعت في أتيكا ووُردت إلى إتروريا، مما يدل على مستوى من التبادل الفني نادرًا ما وثق لتلك الفترة.
كما تضيف آثار الطلاء الأصلي عنصرًا استثنائيًا، ويقول الباحثون إن الأصباغ المتبقية ستساعد في إعادة بناء مظهر التمثال وستقدم رؤى جديدة حول استخدام الألوان في العصور القديمة.
