أكد الدكتور إسلام عنان، أستاذ علم انتشار الأوبئة واقتصاديات الدواء، أن سلالة الإنفلونزا الجديدة "K" التي ظهرت في بعض الدول الأوروبية واليابان، لا تمثل خطراً استثنائياً حتى الآن، ولا تدعو للقلق المفرط، وأوضح "عنان"، في مداخلة هاتفية لبرنامج "إكسترا ستوديو" المذاع على فضائية "إكسترا نيوز"، أن فيروس الإنفلونزا ينقسم إلى سلالتين رئيسيتين تتغيران سنوياً، وهما (H1N1) و(H3N2). وأشار إلى أن السلالة المتسيدة هذا العام عالمياً هي (H3N2) والتي ظهر منها التحور الجديد "K".
أسباب الانتشار والظهور المبكر
وعزا "عنان" الانتشار المبكر وغير المعتاد للإنفلونزا هذا العام إلى سببين رئيسيين: الفجوة المناعية: التي نتجت عن إجراءات الإغلاق خلال فترة جائحة كورونا، خاصة لدى الأطفال الذين لم يتعرضوا لفيروسات الإنفلونزا لمدة عامين، مما جعلهم أكثر عرضة للإصابة الآن. عودة نشاط الفيروس: حيث كان فيروس الإنفلونزا في حالة سكون خلال فترة سيادة فيروس كورونا.
"K" ليس أخطر.. واللقاح هو الحل
وشدد خبير الأوبئة على أن تصنيف أي متحور على أنه "أخطر" يعتمد بشكل أساسي على معدلات الوفيات التي يسببها، مؤكداً أن سلالة "K" لم تسجل ارتفاعاً في معدلات الوفيات في الدول التي ظهرت بها، وإن كانت قد تسببت في زيادة نسبية في دخول المستشفيات.
وطمأن "عنان" المواطنين بأن لقاح الإنفلونزا الموسمية المتاح حالياً لا يزال فعالاً في توفير الحماية، خاصة ضد المضاعفات الخطيرة والوفاة، حتى وإن قلت فاعليته جزئياً في منع الأعراض البسيطة للإصابة بالمتحور الجديد.
لا عودة للإغلاق
واستبعد الدكتور إسلام عنان تماماً سيناريو العودة إلى إجراءات الإغلاق التي شهدها العالم خلال جائحة كورونا، مؤكداً أن الوضع الوبائي الحالي للإنفلونزا، حتى مع ظهور متحور "K"، لا يستدعي مثل هذه الإجراءات، وأن الموجة الحالية في طريقها للانحسار في بعض الدول التي ظهرت بها مبكراً.
ونصح "عنان" بضرورة تلقي لقاح الإنفلونزا، خاصة الفئات الأكثر عرضة للخطر مثل الأطفال وكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، كأفضل وسيلة للوقاية وتقليل حدة الأعراض في حال الإصابة.