فيسبوك
واتساب
كشف الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف) عن تميمة بطولة كأس الأمم الأفريقية 2025، التي ستقام بالمغرب في الفترة من 21 ديسمبر إلى 18 يناير، والتميمة مستوحاة من الأسد الأطلسي، أحد أهم الرموز الوطنية بالمغرب، وشخصية موحدة وقوية عبر القارة، واسم (الأسد) يحمل معنى القوة والفخر والأصالة الثقافية، وهي قيم تلامس مشاعر الجماهير في المغرب وإفريقيا ككل”.
ووفقا لدراسة بعنوان "الأسد ودلالاته في المغرب القديم" لسعيدي سليم نشرت بمجلة طنجة للدراسات العلمية، يعتبر الأسد من أهم الحيوانات الوحشية التي عاشت في المغرب القديم خلال العصور القديمة، وشكّل وجوده تهديدا للسكان لا سيما في المناطق القريبة من الغابات والأحراش، ولحماية أنفسهم ومواشيهم، تفننوا في صيدها بمختلف الوسائل إما لقتلها والتخلص من أخطارها، أو كرياضة وتسلية، أو لتصديرها لروما وعرضها في حلبات المسارح المدرجة. ومن جهة أخرى، كان للأسد حضورا واسعا في المعتقدات الدينية البونية والإفريقية (النوميديون والموريون)، بحيث كان من أهم الحيوانات المقدسة عندهم، وارتبط ببعض الآلهة المحلية والأجنبية، وغدا رمزا للقوة والشجاعة والسلطة السياسية والخلود، وهذا ما تؤكده صوره على التوابيت والأضرحة وعند مداخل أبواب القصور.
من المجد إلى الانقراض
وحصل أسد الأطلس على الاسم من جبال الأطلس التي كان يعيش فيها، وتمتد من الجنوب المغربي إلى شمال تونس، ويحظى هذا الحيوان بمكانة مهمة في الثقافة المغربية، إذ كانت القبائل في الماضي تصطاد الأسود والأشبال بحكم وفرتها في مناطق كثيرة وتهديها للسلاطين عربونا على ولائها.
تعرضت أسود الأطلس للصيد العشوائي، خصوصا في فترة الاحتلال الفرنسي للمغرب (1912-1956)، إذ كان الصيادون يصطادونها للظفر بفروها وجلدها ولتهريبها إلى دول أوروبا، إلى أن اختفى هذا الحيوان من الوسط الطبيعي، ولم تتبقَّ منه إلا أعداد محدودة جدا في حديقة الحيوانات الخاصة بالقصر الملكي في الرباط. وأصبح أسد الأطلس جزءا من شعار المملكة المغربية الذي اعتُمد عام 1957، ويتكوّن من درع وتاج تعلوه نجمة خماسية يحيط بها أسدان.
