أثارت مسودة مشروع القانون التى قدمتها النائبة الأرجنتينية لوسيا لورينا كلوج لفرض ضريبة على غازات البقر، انبعاثات غاز الميثان، جدلا واسعا فى الأوساط الزراعية فى الأرجنتينة ، وقد أعربت الجمعية الريفية الأرجنتينية (SRA) عن رفضها لهذه الضريبة، مؤكدة أن التجارب العالمية لم تحقق النتائج المرجوة.
وأشارت صحيفة انفوباى الأرجنتينية إلى أن تجارب دول آخرى ، منها الدنمارك وهولندا ونيوزيلندا ، أثبتت فشل هذه الضريبة ، بل يرى الخبراء أن الحل الأمثل لهذا هو ضوع مكأفآت وتحفير بدل من العقوبات.
تقليل انبعاثات الميثان
وأوضح أندريس كوستاماجنا، منسق لجنة الاستدامة في الجمعية، أن المزارعين لديهم مصلحة طبيعية في تقليل انبعاثات الميثان، لأنها تمثل خسارة للطاقة لا تُستغل في إنتاج اللحوم أو الحليب، وأضاف: الحد من الميثان يعود بالمال مباشرة للمزارع، لذلك يُبذل جهد كبير للحد منه بطريقة طبيعية.
افضل طريقة التحفيز والمكافآت لخفض الانبعاثات
وأشار كوستاماجنا إلى أن مشروع القانون المقترح من النائبة كلوج يعتمد على فرض الضرائب كأداة ضغط، بينما يرى القطاع الزراعي أن أفضل طريقة هي التحفيز والمكافأة لتحقيق خفض الانبعاثات، وهي استراتيجية تم تبادلها على المستوى العالمي دون فرض عقوبات صارمة.
فشل تجارب هولندا ونيوزيلندا
وتؤكد التجارب الدولية على فشل هذه السياسات. فالدنمارك تمتلك تشريعات مماثلة لكنها لم تنفذها عملياً. أما هولندا، فقد طبقتها وخسرت 40% من قطيع الماشية، واضطرت لاستيراد اللحوم. وفي نيوزيلندا، التي تعتمد اقتصادها على إنتاج الألبان واللحوم، تم تطبيق الضريبة في 2022، لكنها ألغيت بعد ستة أشهر لعدم تحقيقها أي تأثير بيئي واضح، بينما زادت تكاليف الإنتاج.
وتشير هذه التجارب إلى أن فرض الضرائب على الانبعاثات ليس أداة فعالة، وأنه من الأفضل استخدام التحفيز والتكنولوجيا لتحسين الإنتاج وخفض الانبعاثات في آن واحد، بما يحافظ على الاستدامة الاقتصادية والبيئية للقطاع.