فيسبوك
واتساب
قد يلاحظ البعض ظهور نتوءات صغيرة وناعمة على الجلد في الرقبة أو تحت الإبط أو حول العينين، فيشعر بالقلق من احتمال أن يكون ورمًا جلديًا خطيرًا. لكن في الحقيقة، أغلب هذه العلامات ما هي إلا زوائد جلدية حميدة، لا تسبب خطرًا على الصحة ولا تنتقل بالعدوى. ومع ذلك، قد تدفع ملاحظتها بعض الأشخاص إلى التساؤل عن أسبابها وطرق التخلص منها بأمان.
وفقًا لتقرير نشره موقع Tua Saúde المتخصص في المحتوى الطبي الموثوق، فإن الزوائد الجلدية — أو ما يُعرف طبيًا باسم أكروكوردون (Acrochordon) — هي نمو بسيط في الطبقة السطحية من الجلد، يتكوّن من ألياف رخوة وأنسجة دهنية صغيرة. وغالبًا ما تكون بلون الجلد نفسه أو أغمق قليلًا، ولا تتطور إلى أي نوع من الأورام الخبيثة.
ما هي الزوائد الجلدية ولماذا تظهر؟
يُرجّح الأطباء أن الزوائد الجلدية تنتج عن احتكاك الجلد المتكرر، سواء بملابس ضيقة أو مناطق جلدية متقاربة مثل الرقبة والفخذ والإبط. كما تشير الأبحاث إلى ارتباطها بعدة عوامل داخلية، منها الاستعداد الوراثي ومقاومة الأنسولين التي تصاحب مرض السكري أو السمنة.
وتُلاحظ هذه الزوائد عادة لدى البالغين بعد سن الثلاثين، وتزداد احتمالية ظهورها لدى النساء خلال الحمل نتيجة لتغير الهرمونات.
العلاقة بين الزوائد الجلدية والأمراض الأيضية
يؤكد عدد من الدراسات أن الزوائد الجلدية ليست مجرد ظاهرة تجميلية، بل قد تُعد إشارة غير مباشرة إلى خلل في عملية التمثيل الغذائي. فقد لوحظ انتشارها بين الأشخاص الذين يعانون من متلازمة التمثيل الغذائي، وهي حالة تترافق مع ارتفاع ضغط الدم وارتفاع الدهون في الدم ومقاومة الأنسولين.
ويرى الأطباء أن ملاحظة زوائد متعددة في الجسم قد تستدعي فحص مستوى السكر والدهون، للتأكد من سلامة وظائف الجسم الأيضية.
هل تستدعي القلق أو العلاج؟
بصورة عامة، لا تُعتبر الزوائد الجلدية حالة طبية خطيرة، ولا تتحول إلى أورام سرطانية. لكن قد يختار البعض إزالتها لأسباب جمالية أو بسبب تعرضها المتكرر للاحتكاك أو النزف عند الحلاقة أو ارتداء الإكسسوارات.
إزالتها أمر بسيط يتم داخل عيادة الجلدية، ويعتمد على حجمها ومكانها. فيمكن للطبيب استخدام التبريد بالنيتروجين السائل لتجميد الزائدة وسقوطها بعد أيام، أو اللجوء إلى الكي الكهربائي أو الليزر في الحالات الأكبر حجمًا.
هل يمكن علاجها في المنزل؟
لا يُنصح بتجربة أي وصفات منزلية لإزالة الزوائد الجلدية، مثل ربطها بخيوط أو استخدام مواد كيميائية، لأن هذه الطرق قد تسبب التهابات أو تندبات دائمة.
الطريقة الآمنة الوحيدة هي استشارة طبيب مختص لتحديد نوع الزائدة وطريقة التعامل معها. كما أن أي تغيّر مفاجئ في اللون أو الشكل أو سرعة النمو يستوجب فحصًا فوريًا لاستبعاد وجود أي إصابة أخرى.
الوقاية وتقليل ظهورها
رغم أن الزوائد الجلدية قد تعود بعد الإزالة، يمكن تقليل احتمال ظهورها باتباع بعض الإجراءات الوقائية:
الحفاظ على وزن صحي لتقليل الاحتكاك بين ثنيات الجلد.
ارتداء ملابس فضفاضة تسمح بمرور الهواء وتقلل التهيج.
ضبط مستوى السكر في الدم عبر التغذية السليمة والنشاط البدني المنتظم.
العناية بالبشرة باستخدام مرطبات لطيفة لتجنب الجفاف والالتهاب المزمن.
الزوائد الجلدية قد تكون صغيرة وغير مؤذية، لكنها أحيانًا نافذة تُشير إلى ما يجري داخل الجسم. لذلك، فالتعامل معها لا يكون بالتجاهل أو القلق المفرط، بل بالفهم الصحيح واستشارة الطبيب عند الحاجة.
