مع استمرار الإغلاق الحكومى في الولايات المتحدة منذ نحو 40 يوماً، تتواصل التداعيات الاقتصادية، لاسيما في قطاع الطيران، والأمريكيين المعتمدين على قسائم الطعام للحصول على المساعدات الغذائية..
فقد أُلغيت أكثر من 1,000 رحلة جوية، وتأخرت أكثر من 4 آلاف رحلة أخرى داخل الولايات المتحدة يوم الجمعة. وجاء ذلك عقب إعلان وزير النقل الأمريكي شون دافي، عن خفض الرحلات الداخلية بنسبة 10 في المئة اعتباراً من يوم الجمعة، في 40 مطاراً رئيسياً في جميع أنحاء البلاد.
وتم اتخاذ هذا القرار بعد أن أبلغ مراقبو الحركة الجوية عن إرهاقهم نتيجة انخفاض الخدمة اللازمة لضمان سلامة المجال الجوي الأمريكي للمسافرين، وفقاً لإدارة الطيران الفيدرالية (FAA).
وبصفتهم عمالاً أساسيين، يُطلب من مراقبي الحركة الجوية مواصلة العمل من دون أجر، خلال أطول إغلاق تشهده الولايات المتحدة على الإطلاق. وقد تسبب هذا الإغلاق في إصابة العديد من العمال بالتوتر، وأُجبر بعضهم على العمل في وظائف إضافية لتوفير لقمة العيش.
الشيوخ الأمريكي يرفض مجدداً إنهاء الإغلاق
وتعثرت محاولات إنهاء الإغلاق بعد أن رفض مجلس الشيوخ الأمريكي تمرير مشروع قانون جديد لتمويل الحكومة، في ظل إصرار الجمهوريين على تنازل الديمقراطيين عن مطالبهم المتعلقة بتمديد مزايا الرعاية الصحية التي تنتهى نهاية هذا العام.
في سياق آخر، أوقفت القاضية كيتانجى براون جاكسون، أحد أبرز القضاة الليبراليين فى المحكمة العليا الأمريكية، وبشكل مؤقت، أمرًا قضائيًا كان سيلزم إدارة ترامب بتمويل برنامج قسائم الطعام بالكامل، فيما وصفته صحيفة نيويورك تايمز بالخطوة التى تثير شكوكًا جديدة حول مصير أحد أكبر برامج مكافحة الجوع فى الولايات المتحدة.
ما الهدف من قرار القاضية جاكسون؟
وذكرت الصحيفة أن القاضية لم تصدر حكمًا بشأن قانونية إجراءات البيت الأبيض. لكنها فرضت بدلا من ذلك وقفًا مؤقتًا يهدف إلى منح محكمة الاستئناف مزيدًا من الوقت للنظر فى الحجج القانونية فى القضية، فى الوقت الذى مضت فيه الحكومة الأمريكية قدمًا فى مساعيها لحجب تمويل برنامج المساعدة الغذائية التكميلية SNAP خلال الإغلاق الحكومى.
إصدار قسائم الطعام بدأ بالفعل
جاء هذا الأمر، المعروف باسم الوقف الإدارى، فى الوقت الذى بدأت فيه عدد متزايد من الولايات، منها نيويورك وكانساس وبنسلفانيا وأوريجون، فى إصدار كامل المزايا الخاصة بمساعدات الطاعم لسكانها على أى حال. وأعلنت الكثير منها عن خططها فى يوم أشارت فيه حتى وزارة الزراعة فى توجيهاتها إلى أنها قد تتيح قريبًا الأموال اللازمة لبرامج قسائم الطعام، بعد أن رفضت ذلك فى البداية.
ولم يتضح حتى الساعات القليلة الماضية كيف سيؤثر قرار المحكمة العليا الجديد والمؤقت على بعض هذه المدفوعات، أو ما إذا كانت استحقاقات برنامج SNAP ستواجه مجددًا تأخيرات أو تخفيضات أو قيودًا أخرى.
دور القاضية جاكسون بالمحكمة العليا
أصدرت القاضية جاكسون، وهى عضو فى الكتلة الليبرالية المكونة من ثلاثة قضاة فى المحكمة، والتى انتقدت بشدة العديد من سياسات إدارة ترامب، قرارًا بوقف التنفيذ نظرًا لمسؤوليتها عن طلبات الطوارئ من تلك المنطقة من البلاد. وقالت فى الأمر إنها تتوقع من محكمة الاستئناف تقييم الأمر وإصدار حكم أكثر شمولًا بسرعة.
المساعدات الغذائية ورقة مساومة فى ظل الإغلاق
وقالت نيويورك تايمز إن العديد من الديمقراطيين غضبوا، واتهم بعضهم الرئيس ترامب بمحاولة تحويل المساعدات الغذائية، وهو برنامج يعتمد عليه واحد من كل ثمانية أمريكيين، إلى ورقة مساومة فى ظل إغلاق الحكومة، الذى يعد الأطول فى تاريخ الولايات المتحدة.
وقالت كاثى هوشول، حاكمة ولاية نيويورك الديمقراطية منشور على مواقع التواصل الاجتماعي، إن ترامب قد ناضل من أجل هذا، متهمة إياه بعدم الاكتراث بجوع ملايين الأمريكيين.
بنك الطعام يستعد لزيادة الوافدين
من ناحية أخرى، مع تزامن أطول إغلاق حكومي في تاريخ الولايات المتحدة، وعمليات التسريح الجماعي للموظفين الحكوميين، وخفض جديد في المساعدات الغذائية الفيدرالية، يستعد بنك الطعام في منطقة العاصمة واشنطن لمواجهة الزيادة الكبيرة في أعداد المحتاجين للمساعدة قبل موسم الأعياد، بحسب ما قالت وكالة أسوشيتدبرس.
ويقدم بنك الطعام، الذي يخدم 400 مركز لتوزيع الطعام ومنظمة إغاثة في مقاطعة كولومبيا وشمال فرجينيا ومقاطعتين في ولاية ماريلاند، 8 ملايين وجبة إضافية عما كان مخططًا له في ميزانية هذا العام، أي بزيادة تقارب 20%.
وقالت رادها موثيا، الرئيسة التنفيذية لبنك الطعام: "تتأثر المدينة بشكل خاص بسبب سلسلة الأحداث التي وقعت خلال هذا العام".
وقد عانت واشنطن من سلسلة من القرارات التي اتخذتها إدارة ترامب، بدءًا من تسريح الموظفين الفيدراليين وصولاً إلى التدخلات الأمنية المستمرة في المقاطعة. ويزيد الإغلاق الحكومي، الذي أدى إلى إجازات إجبارية للموظفين وتوقف تمويل برامج المساعدات الغذائية، من تفاقم الأزمة الاقتصادية.