محمد السعداوى

المتحف المصري الكبير.. إنجاز مصر فخر لكل العرب

السبت، 08 نوفمبر 2025 12:00 ص


على ضفاف النيل، كتب المصريون القدماء أول كلمة في التاريخ، سطوا التاريخ وبدايات البشر، شيدوا المعابد، وأقاموا الأهرامات، وزيّنوا الأرض وعمروها بحضارتهم الخالدة لآلاف السنين بعلمهم وفنهم وإبداعهم.

صار اسم مصر مرادفًا للتاريخ، وصار التاريخ نفسه يبدأ بها ويُقاس عليها، احتفلت مصر بافتتاح المتحف المصري الكبير، أكبر متحف أثري في العالم، المتحف ليس مجرد صرحٍ حجري يحتضن كنوز المصريين القدماء، بل قلب نابض يروي قصة وطنٍ علّم الدنيا معنى العظمة.


كل قطعة بالمتحف تحكي عظمة ملوكٍ عرفوا كيف يخلّدون أسماءهم بالعلم والعمل والفن، وكل جدارٍ فيه شاهد على أن مصر مازالت قادرة على أن تصنع الحضارة وتكتب التاريخ.


المتحف المصري الكبير هدية مصر للإنسانية، فمصر دوما تفتح ذراعيها لكل من يريد أن يعرف كيف بدأت التاريخ وشيدت الحضارة وكتبت العلوم على الجدران، وكون مصر قلب العروبة النابض ومنارة العرب، فإن المتحف المصري الكبير، هو فخر العرب أمام العالم، كما قال صاحب السمو السيد ذي يزن بن هيثم آل سعيد وزير الثقافة والرياضة والشباب بسلطنة عمان بأن «ما تحققه مصر لا يعبر عنها وحدها، بل يمثل فرحة وفخرًا للعالم العربي كله».


وكما قالت الكاتبة عائشة سلطان (الحقيقة الأولى أن مصر تكتب التاريخ كعادتها ولا ينافسها أحد في ذلك، والثانية أن ما من بلاد تستحق وصف "بلاد عظيمة" تاريخيًا أكثر من مصر).


يأتي افتتاح المتحف المصري الكبير ليُتوج حلم استمر لأكثر من عقدين من الجهد المتواصل بدأ بفكرة طموحة تحولت إلى واقع، نتج عنه صرح هو الأضخم من نوعه في العالم، حيث يقف المتحف المصري الكبير عند أقدام الأهرامات ليشكّل مع هضبة الأهرامات لوحة متكاملة تروي مسيرة الإنسان المصري منذ فجر التاريخ حتى العصر الحديث، على مساحة تقارب نصف مليون متر مربع تضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية، من بينها المجموعة الكاملة للملك توت عنخ آمون التي تُعرض للمرة الأولى في قاعات مهيأة بأحدث تقنيات العرض المتحفي في العالم.


ثلاث قاعات رئيسية، و إثنى عشر قاعة داخلية، وقاعة الدرج العظيم وقاعتين للملك توت عنخ آمون والتي تعرض مقتنيات الملك بالكامل، وتبلغ عدد القطع في المتحف أكثر من 100 ألف قطعة، أن المتحف لا يقتصر على عرض الآثار فقط، بل يمثل مركزًا ثقافيًا عالميًا سيضم فعاليات علمية وفنية وسياحية تجعل منه وجهة حضارية متكاملة.


أن الافتتاح كان حدثًا استثنائيًا شهد تفاعلًا شعبيًا واسعًا داخل مصر وخارجها، حيث عبّر المصريون عن فخرهم بارتداء الزي الفرعوني ومشاركة صورهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي في أجواء من البهجة الوطنية، بدأ الحفل بنداء أوبرالي مصري الى العالم لبت قارت العالم النداء لتجتمع على أرض مصر، عرضت لوحات تاريخية لمختلف العصور قديما وحديثا، انتهت بالإنجازات الحديثة مثل العاصمة الإدارية وغيرها، تزين الابطال والعازفون والمشاركون بملابس المصريون القدماء، صاحبها عروض موسيقية مبهرة، ومثلت الإضاءة لوحات نابضة بالحياة على الجدران وفي سماء العرض المرئي، تم العرض وسط فضاءات واسعة، بحضور الملوك والرؤساء وأصحاب السمو والمعالي والشخصيات العامة وكل المحبين لمصر وحضارتها.


إن أعمار الشعوب لا تقاس فقط بالسنين، بل بإنجازاتها وعطائها وبنائها ورقيها والحفاظ على مقدرات الأوطان، فمصر لا تكتفي بأن تحفظ تراثها، بل تحيا به وتفخر وتنقله للعالم، فكما كانت مصر منارة الأمس، فهي اليوم قلب الحاضر ونور المستقبل، واليوم يحق لمصر أن تردد ما قاله شاعر النيل حافظ إبراهيم:-

قُل لِمَن أَنكَروا مَفاخِرَ قَومي ..... مِثلَ ما أَنكَروا مَآثِرَ وُلـــــــدي

هَل وَقَفتُم بِقِمَّةِ الهَرَمِ الأَكبَرِ ..... يَوماً فَرَأيتُمُ بَعضَ جُهدي
 




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب