كشف الخبير الأثري الدكتور خالد سعد عن جوانب جديدة من قصة اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون، والأثر العالمي الذي يُحدثه المتحف المصري الكبير، مؤكدًا أن هذا الصرح سيُعيد تعريف تجربة المتاحف على مستوى العالم.
قصة اكتشاف عمرها قرن: صدفة قادت إلى أعظم كنوز التاريخ
وأوضح د. سعد، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج هذا الصباح، المذاع على قناة اكسترا نيوز، أن اكتشاف مقبرة الفرعون الذهبي في 4 نوفمبر 1922 بدأ بصدفة بطلها الطفل حسين عبد الرسول من عائلة عبد الرسول الشهيرة بالأقصر. كان حسين يعمل مساعدًا ضمن بعثة هوارد كارتر، وأثناء نقله لجرار المياه، انكسرت إحداها، وتسرب الماء ليكشف عن الدرجة الأولى من سلم المقبرة التي أبهرت العالم.
ليس الوحيد: الفرعون الفضي يشارك توت عنخ آمون مجد المقابر الكاملة
وصحح الدكتور سعد معلومة شائعة بأن مقبرة توت عنخ آمون هي المقبرة الملكية الوحيدة التي عُثر عليها سليمة، وأشار إلى أن مقبرة الملك بسوسنس الأول، التي اكتُشفت في "صان الحجر"، وُجدت هي الأخرى كاملة بكنوزها، ويوضح الفارق قائلًا: "أُطلق على بسوسنس لقب 'الفرعون الفضي' لكثرة القطع الفضية في مقبرته، بينما استحق توت عنخ آمون لقب 'الفرعون الذهبي' لأن معظم آثاره كانت من الذهب الخالص أو المطلية به".
سر الجاذبية: لماذا يظل توت عنخ آمون الأيقونة العالمية؟
ويرى الدكتور سعد أن شهرة توت عنخ آمون تكمن في صغر سنه؛ حيث توفي في عمر 18 أو 19 عامًا بعد حكم لم يتجاوز ثماني سنوات، هذه الحقيقة أثارت خيال العالم، الذي تساءل: "إذا كانت هذه هي كنوز فرعون شاب حكم لفترة قصيرة، فكيف كانت كنوز ملوك عظام مثل رمسيس الثاني؟"، هذا التساؤل هو ما يجدد سحر الملك الذهبي حتى اليوم.
المتحف الكبير بعيون العالم: "سيكسر قواعد السياحة العالمية"
وانتقل د. سعد للحديث عن المتحف المصري الكبير، مستشهدًا بردود فعل إعلامية دولية واسعة أشادت بالمشروع، حيث ذكر أن منصات إعلامية كبرى، مثل "AP Today" الهندية، وصفته بأنه "سيكسر قواعد السياحة العالمية" وأن تصميمه سيغير نظرة الزائرين للمتاحف. كما نقل عن صحيفة "الإندبندنت" البريطانية تأكيدها على أن توقعاتها بأن المتحف سيكون أفضل مقصد سياحي قد تحققت.
أرقام قياسية وتأثير مباشر: من زائرين إلى عائدات دولارية
وأبرز سعد الأثر الفوري للمتحف، مشيرًا إلى أن اليوم الأول للافتتاح الرسمي شهد إقبالًا بلغ 18 ألف زائر، وهو معدل غير مسبوق عالميًا، وأضاف أن الافتتاح الجزئي للمتحف في 2024 ساهم في زيادة عدد السياح الوافدين إلى مصر بواقع 5 ملايين سائح في عام واحد، واختتم بتوقعات متفائلة بأن يستقبل المتحف أكثر من 5 ملايين زائر خلال العام الحالي، مما يترجم الزيارات إلى مردود دولاري مباشر يدعم الاقتصاد الوطني.