داخل قاعات المتحف المصري، يقف أحد أكثر التماثيل إثارة للدهشة فى تاريخ الفن المصرى القديم، تمثال الكاتب الجالس، الذى يترك كل من يقف أمامه فى حالة رهبة حقيقية، كأنه كائن حى يراقبك بعينيه.
اللمعة فى العين والتفاصيل الدقيقة للجفون تجعل الزائر يشعر أن التمثال يتحرك وينظر إليه فعلا.
علماء الآثار يفسرون هذه الظاهرة بعبقرية المصرى القديم، إذ صنعت عيون التمثال من الكالسيت والنحاس والزجاج بطريقة هندسية مذهلة تخلق وهم الحركة وتمنح النظرة عمقا واقعيا، حتى أن زاوية العين صممت لتتابع حركة المشاهد أينما ذهب داخل القاعة.
التمثال يجسد شخصية كاتب ملكى كان يحتل مكانة مرموقة فى الدولة القديمة، باعتباره "عين الملك ولسانه" الذى يسجل التاريخ والأوامر الملكية بدقة، أما وضعية الجلوس، فهى نموذج أصيل للمصرى حتى اليوم جلسة متربعة تعكس الأصالة والهدوء والثقة.
ويصف الباحثون تمثال الكاتب الجالس بأنه تحفة فنية وإنسانية فريدة، تظهر كيف استطاع المصرى القديم أن يكتب التاريخ بالحجر، ومع ذلك، لا يزال الحجر إلى اليوم "يرانا".