حسن عابدين.. فدائى واجه الصهاينة فى سن 17 عاما وحكموا عليه بالإعدام.. ماذا حدث أمام قبر الرسول جعله يقرر الاعتزال؟.. كيف أعاده الشعراوى للفن؟.. ابنه يؤكد: ردد الشهادة 14 مرة قبل وفاته.. وهذه وصيته.. فيديو

الخميس، 06 نوفمبر 2025 06:49 م
نجل حسن عابدين مع زينب عبد اللاه

زينب عبداللاه

تمر، اليوم، ذكرى وفاة الفنان الكبير حسن عابدين أحد عمالقة الفن الذى رحل عن عالمنا فى مثل هذا اليوم الموافق 6 نوفمبر من عام 1989 بعد رحلة عطاء فنى وإنسانى ثرية بالأعمال والأحداث والبطولات.

هذا الفنان ذو الوجه الجاد الصارم، الذى شارك في روائع الأعمال الفنية والدرامية، ومازالت أعماله تلقى رواجاً ونسبة كبيرة من المشاهدة وتعالج قضايا اجتماعية، ومنها، مسلسلات : في حاجة غلط ، أهلا ً بالسكان، في المشمش، نهاية العالم ليست غداً، فرصة العمر، أبنائى الأعزاء شكراً، وغيرها عشرات الأعمال الدرامية،  فضلاً عن تاريخه المسرحى الكبير، فقدم مسرحيات حققت نجاحاً وجماهيرية كبيرة، ومنها: عش المجانين، على الرصيف، نرجس، الرعب اللذيذ، وفى السينما كانت له العديد من الأفلام ومنها : الأشقياء، سترك يارب، ريا وسكينة، درب الهوى، العذاب فوق شفاه تبتسم، فيفا زلاطا، وغيرها.

حمل الفنان الكبير صاحب المبادئ الذى أكد ابنه خالد حسن عابدين أنه رحل في 6 نوفمبر وليس في 5 نوفمبر كما هو شائع، تاريخاً طويلاً من البطولات، فلم تكن بطولاته فى عالم الفن فقط، بل كان بطلاً فدائياً مقاوماً واجه الصهاينة وحاربهم إبان حرب 1948، وهو لا يزال صبياً فى سن 17 عاماً وحكموا عليه بالإعدام، ولكن كتب الله له عمراً جديداً بعد أن فر منهم بمعجزة.

كشف الابن خالد حسن عابدين تفاصيل مشوار والده فى حوار سابق له مع اليوم السابع، فأشار إلى أن الفنان الكبير ينتمى لمحافظة بنى سويف وتنتمى جذور عائلته إلى شبه الجزيرة العربية، وهو من مواليد يوليو 1931، وكان ترتيبه الرابع بين 15 أخا وأختا، ومنذ طفولته ظهرت قوته فى اللغة العربية والإلقاء، وشارك بالتمثيل فى فرق المدرسة والمحافظة.

وعندما كان الفنان الكبير في سن 17 عاماً شبت حرب 1948، فقرر الفتى أن يسافر إلى فلسطين للمشاركة فى المقاومة.

وأكد الابن أن والده سافر سرًا ولم يخبر أحدًا من عائلته، فسافر إلى الإسماعيلية مع مجموعة من الفدائيين المتطوعين وتلقوا تدريبات على يد قيادات الجيش المصرى ثم سافر إلى فلسطين، وهناك شاهد أهوالاً أكبر من سنه، فكان يرى الجثث والأشلاء وينام بينها، واستشهد عدد من رفاقه أمام عينيه، وظل يشارك فى الأعمال الفدائية لمدة عامين، واشترك وزملاؤه فى قتل اثنين من العصابات الصهونية، وألقى القبض عليه مع 4 من رفاقه وتمت محاكمتهم فى بلدية حيفا وحكم عليهم بالإعدام، ولكنه أفلت بعدما دخل شاب قاعة المحكمة وهدد بتفجيرها إذا لم يتم الإفراج عن المتهمين وبالفعل تم إخلاء سبيلهم وهربوا إلى مصر.

 

حسن عابدين طلب نقله إلى وزارة الثقافة بالقاهرة حيث المسارح والفرق التمثيلية

وبعد عودته حصل على الثانوية العامة وعمل فى محكمة بنى سويف، لكنه استقال ليشق طريقه الفنى، وطلب نقله إلى وزارة الثقافة بالقاهرة حيث المسارح والفرق التمثيلية، وبعد ثورة 1952 انضم للمسرح العسكرى، ثم التحق بفرقة يوسف وهبى ونشأت بينهما صداقة، وعمل فى كل المسرحيات التى قدمتها الفرقة فى الخمسينات، ولكن لم يتم تصويرها، كما قدم العديد من المسرحيات فى المسرح الحديث والقومى، وحققت أعماله التلفزيونية جماهيرية كبيرة. 

وتحدث ابن حسن عابدين عن أصعب المواقف التي مرت على والده، فقال لليوم السابع: "توفى شقيقه الأكبر أثناء دراسته بكلية الشرطة، وله أخ مستشار وأخ مهندس زراعى ورابع لواء مهندس شارك فى حرب أكتوبر، وشقيقه الأصغر ممدوح كان ضابط احتياط، واستشهد فى حرب 73، وكان شابا جميلا يستعد للزواج، وذكر أبى اسمه فى مسرحية على الرصيف، وقال فى أحد مشاهده مع سهير البابلى: "الإسرائليين قتلوا أخويا ممدوح"، فكانت علاقة العداء مع إسرائيل متأصلة عند والدى منذ صباه وحتى وفاته".

يحكى الابن عن موقف صعب تعرض له والده عندما سافر لأداء العمرة، وأثناء وقوفه أمام قبر الرسول بكى بشكل هستيرى، وشاهده الحرس وعرفوه فأبعدوه قائلين: «هذا ممثل» فتأثر بشدة وقرر الاعتزال، وكان وقتها يمثل مسرحية «عش المجانين».

ويوضح خالد حسن عابدين تفاصيل ما حدث بسبب هذا الموقف قائلاً: "بعد عودته حبس نفسه فى غرفته ولم يكن يخرج إلا للصلاة بالمسجد، وتحدث مع عمى المهندس كمال واتفقا على تأسيس مشروع بعد الاعتزال، وأخبر محمد نجم بقراره فسأله :"هتشتغل إيه"، فأجابه والدى: "وأنت مالك هافتح كشك سجاير"، واقترح عليه صديقه الفنان إبراهيم الشامى الذهاب للشيخ الشعراوى الذى كان جاره فى الجمالية، وبالفعل ذهبا لزيارته ولم يكن أبى قابله من قبل، وبمجرد أن رآه إمام الدعاة استقبله بحفاوة واحتضنه قائلا: "حبيبى"، فتعجب أبى وقال له «أنت تعرفنى يامولانا؟!".

يكشف الابن كيف كان الشيخ الشعراوى سبباً في عدول والده عن قرار الاعتزال قائلاً: "رد الشيخ الشعراوى على أبى وقال: "طبعا وباتفرج عليك فى كذا وكذا"، وأخبره والدى أنه ينوى الاعتزال، فقال له: "لما أنت والناس الحلوة اللى بتتكلم عن المبادئ يسيبوا الفن أمال الناس تسمع لمين؟!"، وكان هذا أسعد يوم فى حياة والدى، وشعر أنه يسير فى الطريق الصحيح، وبعد هذا اللقاء قدم حلقات بعنوان "نور الهدى"، تتحدث عن القضايا الاجتماعية والمواقف اليومية بمنظور دينى، وبعد الحلقة يتحدث الشيخ الشعراوى لمدة نصف ساعة، معلقاً على أحداث الحلقة".

 

نجل حسن عابدين اكتشفنا إصابته بسرطان الدم بعد مسرحية بولوتيكا 

وعن الفترة الأخيرة في حياة الفنان حسن عابدين وتفاصيل وفاته، قال ابنه "بعد انتهاء الموسم الصيفى من مسرحية "بولوتيكا"، اكتشفنا إصابته بسرطان الدم وسافرنا به للعلاج فى لندن، ولكن كانت حالته متأخرة، وتوفى بعد شهر، ولم يدخل فى غيبوبة كما توقع الأطباء، وظل واعيا حتى آخر لحظات حياته ونطق الشهادة 14 مرة، وكتب وصية لم يتحدث فيها عن الأمور المادية ولكنه أوصانا فيها بصلة الرحم ومراعاة الله وتوفى فى 6 نوفمبر 1989".

وأكد خالد حسن عابدين أن علاقة والده استمرت مع الشيخ الشعراوى حتى وفاته، وكان الشعراوى يتصل يوميا بالفنان الراحل فى المستشفى أثناء فترة مرضه، وعندما توفى صلى عليه صلاة الجنازة.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة