أكد الدكتور رامي عاشور، أستاذ العلاقات الدولية، أن الوضع في السودان بات شديد الخطورة بعد أن أصبحت الدولة تضم جيشين متصارعين، مشيرًا إلى أن قوات الدعم السريع رغم كونها مليشيات، إلا أنها تحظى بتدريب عالٍ على يد قوات فاغنر الروسية، كما أن الولايات المتحدة لها مصالح واضحة داخل السودان، ما يجعل الصراع أكثر تعقيدًا وتشابكًا.
بيئة مهيأة للتفكك والتفتت
وأوضح رامي عاشور، خلال حوار ببرنامج الحياة اليوم، مع الاعلامي محمد مصطفى شردي، على قناة الحياة، أن المناوشات بين فصيلين يمتلكان قدرًا كبيرًا من القوة العسكرية تجعل السودان بيئة قابلة للتفكك والانقسام، مؤكدًا أن الدعم السريع لا يولي أي اهتمام بالمدنيين، وأن هدفه الرئيسي هو الهيمنة على أكبر مساحة من الأراضي الغنية بـ الموارد الخام والثروات المعدنية.
وأضاف رامي عاشور أن هذه المليشيات تسعى إلى تشريع نفوذها وصناعة واقع يخدم مصالحها، دون أي اعتبار للأمن القومي أو الاستقرار الداخلي.
تداعيات إقليمية تهدد أمن مصر
وحذر أستاذ العلاقات الدولية رامي عاشور من أن استمرار الصراع في السودان قد يؤدي إلى انعكاسات خطيرة على الدول المجاورة، وعلى رأسها مصر، موضحًا أن تزايد معدلات اللجوء وانتشار تهريب السلاح يمثلان تهديدًا مباشرًا للأمن الإقليمي.
الحل في الحوار ونزع التدخلات الخارجية
وشدد عاشور على أن الحل لا يمكن أن يكون عسكريًا، بل يجب أن يعتمد على نزع التدخلات والتسليح الخارجي، مع ضرورة تغليب الحوار الوطني بين الأطراف السودانية كافة، بما يضمن الحفاظ على وحدة الدولة ومؤسساتها.
وفي ختام حديثه، علّق الدكتور رامي عاشور على الفيديوهات المنتشرة لقوات الدعم السريع أثناء قتل المدنيين، مؤكدًا أن هؤلاء يستخدمون الدين ذريعة للقتل، واصفًا ما يقومون به بأنه خيانة وتآمر على الدين والوطن، مشيرًا إلى أن هذا الخطاب التحريضي يزيد من تعقيد الأزمة ويعمق الانقسام داخل المجتمع السوداني.