كان اكتشاف مقبرة الملك توت عنخ آمون قبل أكثر من مائة عام الحدث الأثري الأهم في القرن العشرين، فقد غيّر وجه علم الآثار إلى الأبد وفتح أبواب الدهشة أمام العالم، حين أعلن عالم الآثار البريطانى هوارد كارتر، وبتمويل من اللورد كارنافون، فى الرابع من نوفمبر عام 1922، العثور على المقبرة الملكية الكاملة فى وادى الملوك بالأقصر.
واليوم، وبعد مرور أكثر من قرن على ذلك الاكتشاف المذهل، يتحول هذا الحدث التاريخي إلى محور المشروع الحضاري الأضخم في القرن الحادي والعشرين، حيث يستعد المتحف المصري الكبير لعرض كامل مقتنيات الملك الذهبي في أكبر وأحدث قاعات العرض بالعالم، لتلتقي دهشة الماضي بعظمة الحاضر في مشهد يختصر رحلة مصر بين الحضارتين القديمة والمعاصرة.
من صفحات التاريخ إلى قاعات المتحف المصري الكبير
وبعد مرور قرن على هذا الاكتشاف العظيم، يحتفل العالم بحدث لا يقل أهمية، وهو افتتاح المتحف المصري الكبير، المشروع الحضاري الأكبر في القرن الحادي والعشرين.
يقف المتحف المطل على أهرامات الجيزة، شاهدًا على عبقرية المصري القديم وتطور المصري المعاصر، إذ يضم كامل مجموعة الملك توت عنخ آمون لأول مرة داخل قاعة مخصصة مزودة بأحدث تقنيات العرض والإضاءة والحفظ، ومن خلال العرض المتكامل، سيتمكن الزائرون من رؤية رحلة الملك الذهبي كاملة: من عرشه وصولًا إلى عربة الحرب وتوابيته الثلاثة المتعاقبة، في مشهد يعيد إلى الأذهان لحظة فتح المقبرة لأول مرة قبل مائة عام.
مقبرة الملك الذهبي دهشة العالم
ساهمت صور اكتشاف المقبرة الملكية كاملة في رواجه حيث ظهرت الصور في أكثر من أرشيف عالمى وحلت محل أدبيات أخرى في تاريخ الآثار العالمى، وفى واحدة من أكثر الصور شهرة في القرن العشرين جلس عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر يتفقد تابوت توت عنخ آمون في عام 1922 بينما استقر أحد أعضاء فريقه المصري في مكان قريب يكتنفه الظل.
لم يكن العالم يتوقع أن تُفتح أمامه نافذة بهذا الحجم على الحياة الملكية في مصر القديمة، فبعد إزالة الكفن المصنوع من الكتان، ظهرت مومياء الملك الشاب بكامل زينتها من القلائد والتيجان والعصي الذهبية.
ورغم الصعوبات فإن الصور التي التُقطت لتلك اللحظة – مثل صورة هوارد كارتر وهو يتفقد التابوت الذهبي وبجانبه أحد العمال المصريين – أصبحت من أكثر الصور شهرة في القرن العشرين، ورمزًا عالميًا لاكتشاف علمي غير مسبوق.