حصلت على 97 % بالثانوية قبل الحرب بأيام.. حنين مقداد شاهدت استشهاد أهلها ولم يتبق سوى خالها.. تعرضت للموت مرتين ونزحت 10 مرات.. الطالبة المتفوقة: أحلم بدراسة الطب خارج القطاع لتحقيق حلم أمي قبل استشهادها

الإثنين، 03 نوفمبر 2025 04:00 ص
حصلت على 97 % بالثانوية قبل الحرب بأيام.. حنين مقداد شاهدت استشهاد أهلها ولم يتبق سوى خالها.. تعرضت للموت مرتين ونزحت 10 مرات.. الطالبة المتفوقة: أحلم بدراسة الطب خارج القطاع لتحقيق حلم أمي قبل استشهادها حنين المقداد

كتب أحمد عرفة

<< حنين مقداد: كنا ننام في مكان واحد حتى إذا قصفنا نموت جميعا

<< شقيق الطالبة المتفوقة استشهد بعد 22 ساعة من محاولات إنقاذه

<< خالها أصيب بالشلل النفسي وفقدان النطق بعد قصف الاحتلال وتعيش معه داخل خيمة

<< مدير صحة غزة: نحتاج إلى إجراء أكثر من 400 عملية جراحية وعلاج 170 ألف جريح

<< الطالبة المتفوقة: مرت علينا مجاعتين وحسبي الله وفقط

<< خال حنين مقداد: صور إخوتها الشهداء ما بتفارق نظرها كلهم راحوا وبقي حلم التحاقها بالطب

<< متحدثة الأونروا: أكثر من 660,000 طفل في القطاع حُرموا من العودة الى مقاعد الدراسة منذ أكثر من عامين

 

بين ركام منزلها المدمر في مدينة خان يونس، تقف الطالبة الفلسطينية حنين مقداد البالغة من العمر 20 عاما لتروي تفاصيل ليلة غيرت حياتها إلى الأبد، حنين التي كانت تعرف بتفوقها الدراسي وحلمها بأن تصبح طبيبة، وجدت نفسها فجأة الناجية الوحيدة من مجزرة إسرائيلية أودت بحياة معظم أفراد عائلتها.

 

اقرأ أيضا:

روبيو: إدارة ترامب تضع تنفيذ اتفاق غزة أولوية قصوى.. ومتفائلون بتجاوز العوائق

 

حلم حنين

عائلة حنين مقداد، ضمن آلاف العائلات التي أبيد معظم أفرادها خلال الحرب الإسرائيلية التي شنتها على مدار 733 يوما، الطالبة التي حلمت مع عائلتها إكمال دراستها في كلية الطب عندما احتفلت مع أسرتها بتفوقها في الثانوية العامة قبل أيام قليلة من نشوب الحرب، لم تمر سوى أسابيع قليلة لتجد عائلتها تستشهد أمام عينيها، لتعيش أسوأ عامين في حياتها، فقدت أهلها ولا تستطيع استكمال تعليمها ولا تتمكن من تحقيق حلم أسرتها بأن تدرك في كلية الطب.

الطالبة حنين
الطالبة حنين

 

وبحسب إحصاءات المكتب الإعلامي الحكومى بغزة الصادرة في 5 أكتوبر، فإن 733 يوما من الحرب على القطاع خلفت 76,639  شهيدا ومفقودا، منهم  67,139 شهداء وصلوا إلى المستشفيات، و 9,500 مفقود، منهم شهداء مازالوا تحت الأنقاض، أو مصيرهم مازال مجهولا، وأكثر من 20 ألف طفل شهيد وصل منهم للمستشفيات أكثر من 19450، وأكثر من 12500 شهيدة وصل منهن للمستشفيات 10160 بينهم 9 آلاف أم، بينما وصل عدد الآباء الشهداء إلى  22,426.

حسائر 733 يوما من الحرب الإسرائيلية على غزة
حسائر 733 يوما من الحرب الإسرائيلية على غزة

 

كما خلفت الحرب  1,015 طفلا استشهدوا وكانت أعمارهم أقل من عام واحد، وأكثر من 450 طفلا رضيعا وُلِدوا واستشهدوا خلال الحرب، و1,670 شهيدا من الطواقم الطبية، و140 من الدفاع المدني، و255 من الصحفيين، و من موظفي البلديات في القطاع بينهم 4 رؤساء بلديات، وأكثر من 787  شهيدا من شرطة وعناصر تأمين المساعدات، و894  من الحركة الرياضية من جميع الألعاب الرياضية.

الطالبة حنين وأسرتها
الطالبة حنين وأسرتها

 

العائلة تتجمع في غرفة واحدة

تقول حنين في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، بصوت تختلط فيه القوة بالألم:"نحن سكان مدينة خان يونس، بيتنا كان في الطابق الرابع، ونعيش مع نازحين من غزة، رغم القصف والدمار كنا نحاول أن نعيش بشكل طبيعي، ووجودنا مع بعض كان يهدئ الخوف لدينا بعض الشئ، كنا ننام كلنا في مكان واحد حتى إذا أصابنا القصف الإسرائيلي نموت مع بعضنا ولا يتبقى منها أحد".

ضحايا غزة
ضحايا غزة

 

في 5 ديسمبر 2023، استُهدفت سيارة أمام العمارة التي تعيش فيها عائلة "حنين" التي كانت تؤوي عشرات النازحين، لكنها وعائلتها قرروا البقاء، لكن بعد أسبوعٍ واحد فقط، وبالتحديد في ليلة 12  ديسمبر 2023 وقعت الكارثة.

الطالبة حنين وعائلتها
الطالبة حنين وعائلتها

 

مجزرة مروعة

تتحدث الطالبة الفلسطينية عن تفاصيل تلك الكارثة، قائلة : "كنت في غرفتي، ما كنت نائمة، فجأة شعرت بحجر صغير ضرب رأسي، فتحت عيوني ما رأيت حيطان المنزل، الدنيا كلها عتمة وغبرة، ناديِت ماما بصوت عالي ما ردت، خالي فقط هو من رد وقال لي: طالما أنا وأنت عايشين الحمد لله... وقتها فهمت إن الكل استُشهد.

وتسبب العدوان - بحسب إحصائيات المكتب الإعلامي الحكومي بغزة - في تعرض أكثر من 39,022 أسرة للمجازر، بينهم أكثر من  2,700 أسرة أُبيدت ومُسحت من السجل المدني بعدد 8,574 شهيدا، وأكثر من 6,020  أسرة أُبيدت ومُتبقي منها ناجي وحيد بعدد 12,917 شهيدا، وأكثر من 55% من الشهداء هم من الأطفال والنساء والمسنين.

 

 

نجاة حنين وخالها
 

"النجاة لم تكن سهلة، احترق البيت، واشتعلت أنابيب الغاز، وتأخر الدفاع المدني"، هنا تتحدث حنين مقداد عن أنها أُصيبت بجروح طفيفة، بينما نُقل شقيقها الأكبر إلى المستشفى مصابًا بشظايا في الطحال والرئة والقلب، لكنه استشهد بعد 22 ساعة فقط من محاولات إنقاذه، بينما خالها، فقد نجا جسديا، لكن الصدمة أصابته بالشلل النفسي وفقدان النطق، ومع انهيار المنظومة الصحية داخل القطاع بفعل الحرب لا يجد لنفسه علاجا يخفف آلامه، وسط تأكيد الأطباء ضرورة سفره للخارج للعلاج.

 

انهيار المنظومة الصحية

وأكد الدكتور منير البرش، المدير العام لوزارة الصحة بغزة، خلال بيان للوزارة في 16 أكتوبر، أن المنظومة الصحية أمام شح موارد لم يشهده القطاع من قبل، وغزة تحتاج إلى إجراء أكثر من 400 عملية جراحية وعلاج 170 ألف جريح، موضحا أنه يجب إدخال شاحنات المساعدات لعمل المستشفيات وإنقاذ حياة الجرحى والمرضى.

تعيش حنين اليوم مع خالها الذي يحتاج إلى علاجٍ في الخارج، فيما تحاول لملمة ما تبقى من أحلامها، حيث تقول:"أنا أتمنى أن أسافر أتعلم، وأن أصبح طبيبة وأحقق حلم أمي، قبل ما تستشهد حكت لي": لو استشهدت يا ماما، دير بالك على حالك واتعلمي وارفعي رأسي، حتى لو ما شفتك، أنا فخورة فيك."

الطلاب الضحايا من الحرب على غزة
الطلاب الضحايا من الحرب على غزة

 

التمسك بالأمل

رغم انقطاعها عن الدراسة بسبب الحرب، لم تستسلم حنين، فعملت على تطوير مهاراتها في اللغة الإنجليزية وظلت متمسكة بالأمل، وهي اليوم تُناشد الجهات الرسمية والإنسانية دعمها لإكمال تعليمها خارج فلسطين، مضيفة :"نفسي أدخل كلية الطب، أدرس وأعالج الناس، وأثبت إنه حتى تحت الركام ممكن يولد حلم."

 

انهيار المنظومة التعليمية

ووفقا لإحصائيات المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، فإن 95%  من مدارس القطاع لحقت بها أضراراً مادية نتيجة القصف والإبادة، وأكثر من 90 % من المباني المدرسية تحتاج إلى إعادة بناء أو تأهيل رئيسي، كما أن هناك 668 مبنى مدرسيا تعرض لقصف مباشر، مما يساوى 80% من إجمالي المدارس، و165 مدرسة وجامعة ومؤسسة تعليمية دمرها الاحتلال كليا، و392 مدرسة وجامعة ومؤسسة تعليمية جزئيا، وأكثر من 830 معلما وكادرا تربوياً استشهدوا خلال الحرب، بجانب استشهاد 193 عالما وأكاديميا وباحثا.

وأعلنت وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية، أن أكثر من 20 ألف طالب و1037 معلما وباحثا وأكاديميا استشهدوا منذ 7 أكتوبر 2023، خلال حرب الإبادة الجماعية التي شنتها إسرائيل ضد قطاع غزة

الأضرار التعليمية الفلسطينية بسبب الحرب
الأضرار التعليمية الفلسطينية بسبب الحرب

 

من جانبها أكدت الأونروا، أن أكثر من 8 آلاف معلم ومعلمة من الوكالة في غزة مستعدون لاستئناف العملية التعليمية، موضحة خلال بيان لها، في 18 أكتوبر أنها على استعداد تام لمساعدة الأطفال على العودة إلى الدراسة واستئناف تعليمهم.

الأضرار في المباني والبنية التحتية لمؤسسات التعليم العالي
الأضرار في المباني والبنية التحتية لمؤسسات التعليم العالي

 

وأضافت الوكالة الأممية: لقد حرم أطفال غزة من مدارسهم لفترة طويلة للغاية، لافتة إلى أنها أكبر منظمة إنسانية في غزة، ويجب السماح لها بأداء عملها دون عوائق، والناس في القطاع يحتاجون إلى إمدادات الإيواء بشكل عاجل.

الاعتداءات على المدارس والجامعات الفلسطينية
الاعتداءات على المدارس والجامعات الفلسطينية

 

وأوضحت أنها تملك هذه الإمدادات، وأنها على بعد ساعات قليلة بالسيارة، ولديها الفرق والبنية التحتية اللازمة لتوزيعها، لافتة إلى أنه حان الوقت للسماح للأونروا بإدخال المساعدات الإنسانية الضرورية إلى غزة لمئات الآلاف من الناس المنهكين جراء الخسائر الفادحة والدمار والنزوح والجوع.

 

مساعي عودة التعليم بالقطاع

من جانبها تؤكد إيناس حمدان، مديرة المكتب الإعلامي لوكالة الأونروا في غزة، أن أكثر من 660,000 طفل في القطاع حُرموا من العودة الى مقاعد الدراسة منذ أكثر من عامين، لافتة إلى أن موظفي الوكالة يعملون بلا توقف لتوفير فرص التعلم واللعب والدعم النفسي للأطفال، مع توسيع نطاق العمل يومًا بعد يوم.

الجرحى من الطلبة والعاملين في مؤسسات التعليم العالي
الجرحى من الطلبة والعاملين في مؤسسات التعليم العالي

 

وتضيف، في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن نحو 300,000 طفل يتلقون دروسا أساسية في القراءة والكتابة والحساب عن بُعد، بدعم من آلاف معلمي ومعلمات الأونروا، فيما تخطط الوكالة لزيادة عدد المساحات التعليمية المؤقتة وكذلك زيادة عدد الأطفال المستفيدين منها.

الشهداء من الطلبة والعاملين في مؤسسات التعليم العالي
الشهداء من الطلبة والعاملين في مؤسسات التعليم العالي

 

وتشير إيناس حمدان، إلى أنه منذ إطلاق خدمات التعليم المؤقت من قبل الأونروا في أغسطس 2024، استفاد حوالي 62,000 طفل وطفلة من أنشطة التعلم المقدمة، وشهد عدد الأطفال في هذه المساحات التعليمية تقلبات نتيجة تطورات الحرب، لكن الوكالة تسعى لزيادة عدد الطلبة إلى حوالي 13,000 طفل وطفلة، بالتوازي مع توسيع نطاق التعلم عن بُعد.

 

انهيار مشروعات أوروبا للتعليم في غزة

وأدان المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان بأشد العبارات، التدمير المنهجي الذي تمارسه إسرائيل ضد المشاريع والبُنى التحتية والوحدات السكنية التي شُيِّدت بتمويل كلي أو جزئي من المفوضية الأوروبية ودول الاتحاد الأوروبي، سواء عبر منظمات المجتمع المدني الفلسطينية أو من خلال مؤسسات أممية، على رأسها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، خلال جريمة الإبادة الجماعية التي تشنّها إسرائيل منذ عامين على قطاع غزة.

انهيار المنظومة التعليمية في غزة بسبب الحرب
انهيار المنظومة التعليمية في غزة بسبب الحرب


وأضاف المرصد، في تقريره الذي نشره عبر موقعه الرسمي، أن التدمير الإسرائيلي المنهجي لا يستهدف أصولًا مادية فقط، لكن يطال منظوماتٍ حيوية أُنشئت لضمان الحقوق الأساسية في الماء والصحة والتعليم والسكن اللائق، على نحو يجعل استهدافها انتهاكا صارخا لالتزامات إسرائيل بصفتها قوة احتلال بموجب القانون الدولي الإنساني، حيث تشمل الأضرار الأولية التي وثقها فريق المرصد مشاريع لتحلية المياه، ومستشفيات وعيادات ومراكز صحية، ومدارس، بجانب وحدات سكنية أُقيمت ضمن برامج إعادة الإعمار المموّلة من الاتحاد الأوروبي.


وأظهرت تقارير أممية أن الغالبية الساحقة من المدارس في قطاع غزة تضررت أو خرجت عن الخدمة، بما في ذلك مدارس "الأونروا" التي يتلقى تعليمها تمويلًا كبيرًا من الاتحاد الأوروبي، وكانت ضمن المنشآت المتضرّرة على نطاق واسع.


وأشار إلى أن تردد الاتحاد الأوروبي في اتخاذ إجراءات جادة لوقف جريمة الإبادة الجماعية التي شنتها تل أبيب على مدى عامين في غزة، والاكتفاء بالمواقف الخطابية، شجع الحكومة الإسرائيلية على تصعيد ممارساتها التي تقوّض أي أساس للسلام والعدالة، في وقت تظل فيه أوروبا الشريك التجاري الأول لإسرائيل، وتستمر كبرى دول الاتحاد في توريد الأسلحة لها، فضلا عن كونها السوق الرئيسية لصادرات السلاح الإسرائيلية.

انتهاكات الاحتلال بحق التعليم في فلسطين
انتهاكات الاحتلال بحق التعليم في فلسطين


وأكد المرصد، ضرورة إلزام إسرائيل بدفع تعويضات مالية شاملة عن كل مشروع ممول أوروبيا جرى تدميره أو إلحاق الضرر به، على رأسه أضرار وكالة الأونروا، بما يشمل تكاليف الاستبدال والتشغيل المؤقت، وفتح تحقيق أوروبي رسمي ونشر تقرير علني مفصل عن الخسائر في الأصول الممولة أوروبيا في غزة وتحديد المسؤوليات، إضافة إلى ملاحقة المسؤولين المدنيين والعسكريين المتورطين في إصدار الأوامر أو تنفيذها أمام جهات الاختصاص، ودعم مسارات القضاء الدولي ذات الصلة.

وأوضح أن التعويض في هذا السياق لا يقتصر على كونه تقديرا ماليا للخسائر، بل يمثل اعترافا بالمسؤولية عن أفعال غير مشروعة دوليًا، وخطوة أساسية لاستعادة قدرة الفلسطينيين على الوصول إلى الخدمات الأساسية التي شُلّت بفعل القصف والتجريف والاستهداف المتكرر، مطالبا الاتحاد الأوروبي بإجبار إسرائيل على دفع تعويضات كاملة وفورية عن الأضرار التي لحقت بجميع المشاريع والبُنى التي مولت من المال العام الأوروبي، سواء بصورة مباشرة عبر المفوضية والدول الأعضاء، أو بصورة غير مباشرة عبر "الأونروا" ووكالات أممية ومنظمات شريكة.

المعتقلون من الطلبة والعاملين لدى مؤسسات التعليم العالي
المعتقلون من الطلبة والعاملين لدى مؤسسات التعليم العالي

 

"اتمرمطنا ووجعنا... مرت علينا مجاعتين وحسبي الله وفقط"

رغم فقدانها لعائلتها في قصف استهدف منزلهم، لا تزال الطالبة الفلسطينية تصر على التمسك بحلمها في دراسة الطب، حيث تحكي بصوتٍ مكلوم عن معاناتها خلال الحرب:"نزحت أكتر من 10 مرات، من بيت لبيت، ومن منطقة لمنطقة، وأماكن ما كنت أعرفها".

آلاف الجرحى والمصابين في غزة يبحثون عن العلاج
آلاف الجرحى والمصابين في غزة يبحثون عن العلاج

 

وتطرقت إلى المجاعة التي عاشتها مع خالها بسبب الحرب والحصار الإسرائيلي، قائلة :"اليوم أنا أعيش في خيمة مع خالي في دير البلح، والله اتمرمطنا وجعنا، مرت علينا مجاعتين، ما كان في لا أكل ولا مي ولا أمان، وحسبي الله وفقط."

المصابون في غزة
المصابون في غزة

 

وتواصل حنين حديثها:"أنا فقط بدي أحقق حلمي وأصبح دكتورة، مثل ما كانت أمي تتمنى، قالتلي قبل ما تموت إنها فخورة فيّ وإنها واثقة بالله إنه ما رح يضيع تعبي."

الطالبة حنين مع والدتها
الطالبة حنين مع والدتها

 

ألم جديد ووجع لا ينتهي

أبو شادي عبد الباري، خال الطالبة حنين مقداد، يجلس معها في خيمة نزوح باردة جنوب غزة، وهو الوحيد الذي تبقى معها من العائلة، يصرخ كل يوما ألما بعد أن أصيب بالشلل النصفي، إلا أنه فبي ذات الوقت لم ينس الحديث عن حلم ابنة شقيقته في الالتحاق بكلية الطب خارج القطاع بعدما انهارت معظم الجامعات الفلسطينية.

شهادة التوجيهي
شهادة التوجيهي

 

ويتحدث "عبدالباري" عن ابنة شقيقته وتفوقها في دراستها وتدمير الحرب حلمها قائلا :"ألم جديد ووجع لا ينتهي، حنين، الناجية الوحيدة من عائلتها، حصلت على معدل 97% في الثانوية العامة، كان أمل أمها وأبيها وإخوتها، والكل كان يحلم يراها طبيبة، اليوم، بعد ما استشهدوا، هي الوحيدة التي بقيت".

ويضيف أبو شادي،:"اليوم حنين تعيش معي في خيمة نزوح، على أمل ترى النور قريبا وتبدأ طريقها في دراسة الطب، صور إخوتها الشهداء ما بتفارق نظرها، كلهم راحوا، وبقي الحلم، يارب يسر ولا تعسر."

في شهادته، لا يخفي أبو شادي القلق على مستقبل حنين، لكنه يتمسك بالأمل أن تجد طريقها نحو منحة دراسية تحقق بها أمنية والدتها التي كانت تقول لها دوما: "ارفعي راسي، يا ماما."




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب