صلاح الجنيدي

المتحف المصري الكبير... حين أرسى الرئيس مبدأ الوفاء

الإثنين، 03 نوفمبر 2025 06:40 م


حين دعا الرئيس عبدالفتاح السيسي الفنان الكبير فاروق حسني ليكون أول المتحدثين في افتتاح المتحف المصري الكبير، لم يكن ذلك تفصيلًا بروتوكوليًا عابرًا، بل رسالة أخلاقية عميقة أرسى من خلالها الرئيس مبدأ الوفاء ورد الجميل.


فاليوم، لم يكن الافتتاح حدثًا أثريًا أو معماريًا فحسب، بل إعلانًا صريحًا بأن القيم ما زالت في قلب الجمهورية الجديدة، وأن مصر لا تنسى أبناءها حين يخلصون لها.


إنها لحظة رمزية مفعمة بالمعنى؛
لحظة تقول فيها الدولة للعالم:
كما نحفظ آثار أجدادنا في الحجر، نحفظ كذلك جهود المخلصين في الذاكرة.
هذه هي مصر في أجمل صورها؛ وفاءٌ متجدد، وضميرٌ لا يصدأ.


لقد كان مشهد الفنان فاروق حسني — صاحب الفكرة، وباذل الجهد، وواضع اللبنة الأولى — وهو يتحدث أمام الحضور، أكثر من مؤثر.
كانت كلماته امتدادًا لصوته القديم الذي حلم بالمتحف قبل أن يُرسم له باب أو اسم، وكانت دمعة الاعتراف التي تأخرت لكنها جاءت في وقتها.
فما أروع أن يُنصف صاحب الحلم وهو حيّ، يسمع ويرى أن مصر التي أحبها لم تنسَ فضله.
غير أن ما حدث اليوم يجب ألا يظل موقفًا عابرًا.

إنه مبدأ يجب أن يتحول إلى ثقافة دائمة داخل مؤسساتنا.
كم من مسؤولٍ وضع فكرة، وغرس حلمًا، وسهر الليالي من أجل مشروع وطني،ثم أُبعد بقرارٍ إداري، ليأتي من بعده من يفتتح إنجازه وينسبه لنفسه!
تُمحى الأسماء، ويُلغى الجهد، وكأن التاريخ بدأ من لحظة قصّ الشريط!

 

أيها السادة...


هذا ليس مجرد نكرانٍ للجميل، بل جريمة أخلاقية مكتملة الأركان.
إنه اغتيال للضمير، وتدمير لنفوسٍ مخلصةٍ عملت في صمت، ثم رأت غيرها يقطف ثمارها على الشاشات.
تخيلوا ما الذي يشعر به من يرى حلمه يُفتتح بيد غيره، وذكره يُمحى كأنه لم يكن!
إنه موتٌ بطيء للروح، لا يليق بأمةٍ بحجم مصر ولا بتاريخها.


من هنا، أرفع صوتي بنداءٍ صادق:
فلنحوِّل ما فعله الرئيس اليوم إلى قانونٍ رادع ومبدأٍ ثابت،
قانون يُلزم كل جهة أو مؤسسة أن تُسجل اسم صاحب الفكرة، وبادئ الحلم، على جدران مشاريعها وسجلاتها،
وأن يُحاسَب من يتعمد محو الأسماء أو تزوير التاريخ.
فالأمم لا تُبنى بالإنجازات وحدها،
بل بأخلاق من يعترفون بمن أنجزوها.
وما فعله الرئيس اليوم ليس تكريمًا لرجلٍ واحد،
بل إحياء لقيمةٍ كانت تحتضر، ورسالة تقول للأجيال:
"في مصر... الوفاء لا يموت."
كفى جحودًا.
كفى محوًا.
كفى صمتًا.
الوفاء ليس ضعفًا،
بل هو شجاعة النبلاء،
وآخر ما تبقّى من ملامح الإنسانية في هذا الزمن القاسي.
#فاروق_حسني
#المتحف_المصري_الكبير
#الوفاء_مبدأ_أرساه_الرئيس
#رد_الجميل




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب