تمر اليوم الذكرى الـ 126 على تأسيس نادي برشلونة الإسباني، إحدى طرفي كلاسيكو الأرض، وواحد من أشهر الأندية التي تحمل أسماء مدن في تاريخ كرة القدم الأوروبية، أُسِّس نادي برشلونة لكرة القدم في نوفمبر من عام 1899 على يد مجموعة من اللاعبين من أربع جنسيات سويسرية وإنجليزية وألمانية وإسبانية بقيادة الإسباني ذو الأصول السويسرية خوان غامبر، وقد أصبح النادي رمزًا للثقافة الكتالونية والقومية القطلونية.
ومدينة برشلونة هي مَدينة إسبانية ذات موقع استراتيجي تقع في الشمال الشرقي من إسبانيا، وهي عاصمة مُقاطعة كاتالونيا التي تتمتع بحكم ذاتي، تعد برشلونة ثاني أكبر مدينة في إسبانيا من حيث عدد السكّان، بعد العاصمة مدريد، وهي سادس أكثر مُدن الاتحاد الأوروبي اكتظاظاً بالسكان. تطلّ سواحل مدينة برشلونة الغربية على البحر الأبيض المتوسط؛ ممّا يجعل شواطئها مكاناً مُفضلاً لاستقطاب السيّاح من حول العالم للتمتع برمالها ومُناخها.
في مطلع القرن الثامن الميلادي، وبعد أن فتح المسلمون أغلب أراضي الأندلس، اتجهت جيوشهم شرقًا نحو برشلونة، تلك المدينة التي كانت تُعد بوابة الأندلس من ناحية جبال البرانس، حيث فتحها القائدان المسلمان موسى بن نصير وطارق بن زياد عام 95هـ /714م إثر إتمامها لفتح الأندلس وضم إسبانيا لخارطة الدولة الأموية في دمشق، وقيل بل فٌتحت على يد القائد الإسلامي "عبد الرحمن الغافقي" عام98هـ/ 717م، بعد سلسلة من المعارك البطولية التي أظهرت براعة المسلمين في القتال والاستراتيجية.
ظلت برشلونة تحت الحكم الإسلامي قرابة 90 عامًا، كانت فيها مركزًا عسكريًا وعلميًا مهمًا، حيث استقر فيها فرسان من العرب والبربر وموالي المسلمين، يدافعون عن الثغور ويُعلمون أهلها فنون الحرب والسلام.
وصفها المؤرخ "المقري التلمساني" في كتابه الشهير "نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب" بأنها كانت إحدى القواعد الإسلامية التي أرهبت أعداء الإسلام، حيث توغلت جيوش المسلمين منها إلى ما وراء جبال البرانس، حتى وصلت إلى قلب أوروبا، فييقول: "وانقرضت أمم القوط، وأرز الجلالقة ومن بقي من أمم العجم إلى جبال قشتالة وأربونة وأفواه الدروب فتحصنوا بها، وأجازت عساكر المسلمين ما وراء برشلونة من دروب الجزيرة حتى احتلوا البسائط وراءها، وتوغلوا في بلاد الفرنجة."