سلامة داود: حذف حرف الجر في سيد الاستغفار قمة في التواضع والأدب مع الله

أكد الدكتور سلامة جمعة داود، رئيس جامعة الأزهر، أن الدعاء النبوي الشريف يحمل في طياته كنوزاً من البلاغة والأدب الرفيع مع الله عز وجل، تتجلى في أدق التفاصيل اللغوية مثل الحذف والذكر.

وفي حلقة جديدة من برنامجه "بلاغة القرآن والسنة" على قناة "الناس"، استعرض د. داود الدعاء المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم عقب الوضوء: "اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين"، موضحاً أن استخدام حرف الجر "من" هنا يحمل دلالة عميقة على التواضع وهضم النفس.

الاندراج في الزمرة

وأشار رئيس جامعة الأزهر إلى أن قول "اجعلني من التوابين" يعني "اجعلني واحداً منهم ومندرجاً في زمرتهم"، وهو ما يعكس اعترافاً بوجود قوم توابين ومتطهرين يرجو الداعي أن يلحق بهم، بخلاف لو قال "اجعلني تواباً متطهراً" التي قد توحي بالاعتداد بالنفس وكأن لا تواب غيره.

أدب النبوة

وقارن د. داود بين هذا الدعاء وبين حديث "إذا دخل أحدكم المسجد فليقل... اللهم اجعلني أوجه من توجه إليك..."، موضحاً أن طلب "الأفضلية" و"الأقربية" هنا خاص بمقام النبوة، حيث يحق للنبي صلى الله عليه وسلم أن يطلب أعلى المراتب، أما نحن فعلينا التأسي بتواضعه في دعاء الوضوء وطلب الاندراج في سلك الصالحين.

واختتم "داود" حديثه بدعوة المشاهدين إلى تدبر الأدعية النبوية واستشعار ما فيها من معانٍ تربوية وروحية سامية، تعزز الأدب مع الله وترتقي بالنفس البشرية.