لن تقتصر العاطفة والرومانسية على البشر فقط، بل تتواجد بين الحيوانات أيضا، وفي هذا التقرير نشير إلى أن الأفيال - تلك الكائنات الضخمة - قد تكون من أكثر الحيوانات رومانسية، وهذا يرجع لعدة أسباب أهمها أن الأفيال غالبًا تعيش في مجموعات عائلية تمتد بين أجيال، لذا فأن هذه الروابط العائلية تُظهر تفاعلات إيجابية كثيرة، تعاون، رعاية مشتركة للأبناء، احترام للترتيب الاجتماعي داخل القطيع.
دراسة تكشف: الأفيال تكون روابط عائلية ودودة كالبشر
في دراسة بريطانية صادرة من جامعة نوتنجهام، تمت على أفيال أسيويّة في الأسر، لوحظ أن المجموعات المرتبطة وراثيًا (عائلة) أظهرت "تفاعلات ودودة" أكثر، وسلوك عدائي أقل، مقارنة بمجموعة غير مرتبطة، وهذا يشير إلى أن الروابط العائلية تُسهم في "جودة علاقة أقوى".
وأشارت الدراسة إلى أن هناك العديد من الملاحظات على أن الأفيال تُظهر "مشاعر" شبيهة بالمودة والفرح عند اللقاءات، وعند ولادة صغار، وعند لم شمل أفراد القطيع، وفي حالات فقدان فرد أظهرت أفيال سلوكيات يُعتقد أنها تعاطف أو حزن مثل لمس، بقاء قرب الجثة، محاولات تواصل، ما يشير إلى إدراك لوفاة وتأثر عاطفي.
دراسة: الوحدة ترفع هرمون التوتر لدى الأفيال
في دراسة حديثة صادرة عن جامعة توركو، تمت على أفيال أسيوية، تبين أن الأفيال التي تعيش وحيدة أو بمعزل عن قطيع تعاني من ارتفاع في مستويات "هرمونات التوتر"،مقارنة بأخرى في مجموعات اجتماعية، الأمر يشبه إلى حد ما كيف يشعر البشر بالضغط النفسي عند العزلة.
العاطفة في حياة الأفيال
كما رصدت الدراسة أيضا أن الأفيال قد تُوجه "نداء" مُخصصة لفرد بعينه، أي أنها تتعرف على بعضها كأفراد وتستخدم مكالمات مميزة لكل فرد، فعندما تم تشغيل نداء موجه لفيل معين، استجاب هذا الفيل أكثر من غيره، ما يشير إلى قدرة على تمييز الأفراد والتواصل الخاص.
هذا النوع من التواصل الفردي يعكس فهم اجتماعي ومعرفة «من أنا بالنسبة لك»، مما يعزز فكرة أن العلاقات بين الأفيال ليست فقط جماعية، بل فرد لفرد.