فيسبوك
واتساب
أكدت الدكتورة تمارا حداد، الكاتبة والباحثة السياسية، أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يسعى للوصول إلى تسوية شاملة أو سلام نهائي، بل يفضل بقاء الوضع في مرحلة "اللاسلم واللاحرب"، وإبقاء جبهات القتال مفتوحة لتحقيق "هدفه الاستراتيجي" المتمثل في فرض حكم أمني مطلق على قطاع غزة.
الهروب من النهاية السياسية
وأوضحت "حداد"، خلال مداخلة عبر تطبيق "زووم" من رام الله مع فضائية "إكسترا نيوز"، أن نتنياهو يدرك تماماً أن إيقاف الحرب بشكل نهائي يعني "نهاية حياته السياسية"، ولذلك يماطل في اتخاذ قرارات حاسمة لإرضاء شركائه في اليمين المتطرف (بن غفير وسموتريتش) الذين يريدون حسماً أمنياً وليس تسوية سياسية.
تقاطع المصالح بين نتنياهو وحماس
وأشارت الباحثة السياسية إلى وجود "تشابه في التفكير" بين نتنياهو وحركة حماس في الوقت الراهن؛ حيث ترى الحركة أن إطالة أمد الحرب والمواجهة المفتوحة قد يصب في مصلحتها لتجنب استحقاقات "المرحلة الثانية" من أي تسوية، والتي قد تتضمن نزع السلاح أو إنهاء حكمها للقطاع. وشددت على أن "الشعب الفلسطيني هو الضحية الكبرى" بين حسابات الطرفين.
مخطط "السيادة المطلقة" والتقسيم
وحذرت "حداد" من أن المؤشرات الميدانية والعقلية الأمنية الإسرائيلية تؤكد عدم وجود نية للسماح بوجود حكم فلسطيني حقيقي (سواء للسلطة الفلسطينية أو حماس). وأضافت أن إسرائيل تسعى لفرض "السيادة المطلقة" على غزة والضفة الغربية، وهو ما يوازي عملياً "التهجير" وتقليل الديموغرافيا الفلسطينية.
وكشفت أن الخطة الإسرائيلية لغزة تتضمن اقتطاع مناطق عازلة، وتقسيم القطاع إلى "مربعات سكنية" معزولة عن بعضها البعض، ليعيش الفلسطينيون في تجمعات منفصلة تحت السيطرة الأمنية الإسرائيلية، مشيرة إلى أن المستقبل القريب قد يشهد اعتماد إسرائيل على سياسة "الاغتيالات" والضغط الإنساني والعسكري المستمر.
الموقف المصري خط أحمر
وثمنت الدكتورة تمارا حداد الموقف المصري الصلب، مؤكدة أن مصر نجحت في إفشال المخططات الإسرائيلية المتعلقة بالتهجير، حيث اعتبرت القاهرة هذا الأمر "خطاً أحمر" لا يمكن تجاوزه، مما شكل عقبة رئيسية أمام الأطماع الإسرائيلية في تصفية القضية الفلسطينية.
فشل القوات الدولية
وفيما يتعلق بطرح نشر قوات دولية، توقعت "حداد" فشل هذا المقترح، مبررة ذلك بأن إسرائيل لا تريد قوات لتعزيز الوجود الفلسطيني، بل تريدها للقيام بمهام الجيش الإسرائيلي في مواجهة الفصائل، وهو ما ترفضه الدول المقترحة للمشاركة.
