في كارثة جوية حقيقية تهز سماء القارة الأوروبية، شهدت عدة دول اضطرابات واسعة في حركة الطيران بعد إلغاء ما لا يقل عن 98 رحلة جوية، وسط تأخيرات هائلة طالت مئات الرحلات الأخرى، ما حول مطارات كبرى في بلجيكا وفرنسا وإسبانيا والمملكة المتحدة إلى مسرح لفوضى غير مسبوقة، حيث تجمعت حشود غاضبة من المسافرين عالقين لساعات طويلة في صالات الانتظار، يحاولون بكل الطرق العثور على رحلات بديلة أو العودة إلى منازلهم، في مشهد يعكس حجم الأزمة المروعة التي تضرب أوروبا هذا الأسبوع.
شلل شبه كامل في المطارات الأوروبية الرئيسية
أصابت الفوضى مطارات رئيسية مثل بروكسل وباريس وبرشلونة، إلى جانب مطارات بريطانية مثل جلاسجو ومانشستر، حيث تعطلت الرحلات أو أُعيد جدولتها بشكل مفاجئ. آلاف المسافرين وجدوا أنفسهم محاصرين، بين صرخات الإحباط وطوابير طويلة تنتظر معلومات غير واضحة، بينما تكبدت شركات الطيران الكبرى خسائر فادحة نتيجة اضطرارها إلى تعديل خطط التشغيل وإعادة حجز المسافرين وإيجاد حلول سكنية لهم.
إضرابات عمالية تهز بلجيكا وتضرب قلب أوروبا
وتمتد جذور الأزمة إلى بلجيكا، حيث أدى الإضراب العام الثالث على التوالي إلى شل شبه كامل لحركة النقل والمطارات، احتجاجًا على خطط الحكومة للتقشف وتعديل نظام التقاعد وإعادة هيكلة المساعدات الاجتماعية. مطار بروكسل العاصمة ألغى جميع الرحلات المغادرة ومعظم الوصول، بينما تعطلت شبكات الحافلات والقطارات بشكل كبير، ليضيف ذلك فوضى على أزمة الطيران. وفي الموانئ البلجيكية، توقفت حركة السفن عن الدخول والخروج من ميناء أنتويرب—ثاني أكبر ميناء في أوروبا—مما زاد الضغط على النقل البحري أيضًا.
النقابات العمالية حذرت من أن تأثير الموازنة الحكومية الجديدة سيكون قاسيًا على الأسر ذات الدخل المحدود، مؤكدة أن هذه الإجراءات الاقتصادية ستضرب مباشرة العمود الفقري للعمال الأوروبيين.
نقص الطواقم الجوية يزيد الأزمة سوءًا
إلى جانب الإضرابات، واجهت فرنسا وإسبانيا والمملكة المتحدة نقصًا حادًا في طواقم المراقبة الجوية، ما أجبر سلطات الطيران على تقليص الحركة الجوية المسموح بها، فزاد ذلك من الإلغاءات والتأخيرات المتتالية، لتصبح السماء الأوروبية كساحة من الفوضى التنظيمية، حيث لا يجد المسافرون سوى الانتظار بلا أي ضمانات لرحلاتهم.
تضرر آلاف المسافرين في إسبانيا وفنزويلا
وفي تطور إضافي، تأثر أكثر من 6,000 مسافر كانوا يخططون للسفر بين مدريد وكراكاس هذا الأسبوع، بعد تحذير وكالة سلامة الطيران الإسبانية (AESA) بشأن التحليق فوق فنزويلا وأجزاء من منطقة الكاريبي، ما أدى إلى إلغاء الرحلات وترك الركاب في حالة من الإحباط واليأس، خاصة بعد أن كانوا يعتمدون على هذه الرحلات للسفر في موسم العطلات.
شركات الطيران تحت ضغط هائل
وتكبدت شركات كبرى مثل رايان إير، إير فرانس، وإيزي جيت خسائر إضافية نتيجة اضطرارها إلى تقديم التعويضات والإقامة للمتضررين، مع اضطرارها إلى تعديل جداولها اليومية بشكل مستمر لمواجهة الأزمة. وأكدت تقارير محلية أن هذه الفوضى ستستمر على الأرجح خلال الأيام القادمة، مع توقعات بإلغاء وتأخير مزيد من الرحلات إذا لم يتم التوصل إلى حلول عاجلة مع النقابات العمالية، أو رفع جاهزية مراقبة الحركة الجوية.
تداعيات مباشرة على المسافرين والمجتمع
تسببت الأزمة في تأجيل آلاف الرحلات، وارتفاع تكلفة التذاكر البديلة، وضغط هائل على مكاتب خدمة العملاء، بينما انتشرت شكاوى واسعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي حول غياب المعلومات الدقيقة وصعوبة الوصول إلى المساعدة. وأصبح المشهد مأساويًا أمام مطارات تعج بالركاب العالقين بلا حلول واضحة، والذين يعانون من صعوبة التواصل مع شركات الطيران أو الحصول على تعويضات.
تحذيرات المسافرين واستعدادات عاجلة
دعت سلطات الطيران الأوروبية المسافرين إلى متابعة تحديثات الرحلات قبل التوجه إلى المطار، واستخدام التطبيقات الرسمية لشركات الطيران للتحقق من الرحلات وخيارات التعويض وفق قوانين الاتحاد الأوروبي، مؤكدين أن التجهيز المبكر والتخطيط البديل هما السبيل الوحيد لتجنب الوقوع في الفوضى التي ضربت أوروبا هذه الأيام.