تقرير يحذر من الوحدة.. 2 من كل 5 مراهقين يلجأون للذكاء الاصطناعى للحصول على نصيحة

الأربعاء، 26 نوفمبر 2025 09:00 م
تقرير يحذر من الوحدة.. 2 من كل 5 مراهقين يلجأون للذكاء الاصطناعى للحصول على نصيحة مخاطر ChatGPT

كتب مؤنس حواس

لم تعد روبوتات الدردشة الذكية، مثل ChatGPT وGemini، مجرد أدوات للواجبات المدرسية، بل أصبحت بسرعة رفيقًا رقميًا لعدد متزايد من المراهقين، ووفقًا لدراسة جديدة، فمع ازدياد ذكاء هذه الأنظمة وسرعتها وسهولة الوصول إليها، يعتمد عليها الشباب بشكل متزايد في كل شيء، من الإجابات السريعة إلى الراحة النفسية، ومع ذلك، فإن هذا الاعتماد المتزايد يترك جيل الشباب يعاني من الوحدة.

ووفقًا لأحدث تقرير "جيل العزلة 2025" الصادر عن مؤسسة OnSide الخيرية البريطانية للشباب، والذي شمل استطلاعًا لأكثر من 5000 شاب وشابة تتراوح أعمارهم بين 11 و18 عامًا، لجأ 39% - أي ما يقرب من اثنين من كل خمسة - إلى روبوتات الدردشة الذكية طلبًا للمشورة أو الدعم أو المصاحبة، ويكشف التقرير أن الاستخدام هو الأعلى بين المراهقين الأكبر سنًا، حيث يعتمد أكثر من نصف الشباب في سن 18 عامًا على الذكاء الاصطناعي للتوجيه، في الوقت نفسه، أفاد الفتيان باستخدام أعلى بقليل من الفتيات.

الذكاء الاصطناعي يصبح الرفيق العاطفي

الأمر لا يقتصر على الراحة فحسب، بل تُسلّط الدراسة الضوء على مدى الطابع الشخصي لهذه التفاعلات، ويشير الباحثون إلى أن المراهقين لم يعودوا يستخدمون الذكاء الاصطناعي فقط للواجبات المنزلية أو المعلومات العملية، بل يلجأ الكثيرون الآن إلى برامج المحادثة الآلية للحصول على نصائح عاطفية أو اجتماعية، واعترف حوالي 14% منهم بأنهم طلبوا المساعدة في بناء الصداقات، ولجأ 11% إلى الذكاء الاصطناعي لمشاكل الصحة النفسية، واستخدم 12% برامج المحادثة الآلية لمجرد "رغبتهم في التحدث مع شخص ما"، وقال أكثر من نصف مستخدمي الذكاء الاصطناعي الشباب إنهم يعتمدون على برامج المحادثة الآلية للحصول على بعض النصائح، سواءً بشأن التوتر أو المشاعر أو المشاكل اليومية.

و يقترح الباحثون أسبابًا مثل السرعة والفضول وإخفاء الهوية، وقال ما يقرب من واحد من كل خمسة منهم إن التحدث إلى الذكاء الاصطناعي أسهل من الانفتاح على شخص حقيقي.

ومع ذلك، على الرغم من هذا الاعتماد المتزايد، لا تزال الثقة منخفضة بشكل ملحوظ، وتكشف الدراسة أن نسبة ضئيلة فقط من الشباب يقولون إنهم يثقون بالذكاء الاصطناعي أكثر من البشر، يشير هذا إلى أنه بينما يلجأ المراهقون إلى الذكاء الاصطناعي للحصول على الدعم العاطفي، فإنهم لا يعتقدون أنه قادر على استبدال التواصل الحقيقي.

ويُسلّط التقرير الضوء أيضًا على السياق الأوسع الذي يُشكّل هذه العادات، فمع ازدياد الاعتماد على برامج الدردشة الآلية، يتزايد أيضًا وقت استخدام الشاشات بين المراهقين، حيث يُقرّ 76% منهم بقضاء معظم ساعات فراغهم على الأجهزة الرقمية، ويقضي نصفهم تقريبًا هذا الوقت بمفردهم في غرف نومهم، وبينما تُسهّل تطبيقات التواصل الاجتماعي والمراسلة التواصل، لا يزال العديد من المراهقين يتوقون إلى التفاعل الشخصي، ووفقًا للباحثين، قال ما يقرب من نصف من شملهم الاستطلاع إن قضاء الوقت معًا في الحياة الواقعية يجعلهم يشعرون بأكبر قدر من التواصل مع أصدقائهم، أكثر بكثير من الرسائل أو المكالمات الصوتية.

قد تُشعرك برامج الدردشة الآلية بالوحدة أكثر

من أكثر الأفكار المثيرة للقلق التي استخلصتها الدراسة مدى انتشار الوحدة، فقد أبلغ أكثر من ثلث الشباب عن مستويات عالية أو عالية جدًا من الوحدة، غالبًا بسبب صعوبات تكوين صداقات، أو الشعور بالتهميش، أو عدم وجود مساحات اجتماعية كافية يشعرون فيها بالأمان والترحيب، وبينما قد تُقدّم أدوات الذكاء الاصطناعي راحةً سريعة، يُحذّر الخبراء من أن الاعتماد المُفرط على برامج الدردشة الآلية قد يُؤثّر سلبًا على النموّ العاطفي على المدى الطويل، كما حذّرت الجمعية الأمريكية لعلم النفس من أن الأطفال والمراهقين قد لا يمتلكون الخبرة الكافية لتقييم مخاطر استخدام الذكاء الاصطناعي كأداةٍ لتقييم مشاعرهم.

 




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب