يشهد ملف استبدال مركبات التوك توك في محافظة الجيزة اهتمامًا واسعًا بين السائقين والمواطنين، خاصة مع بدء تنفيذ خطوات الإحلال التدريجي، واعتماد سيارة جديدة كبديل حضاري أكثر أمنًا وتنظيمًا.
وتعمل المحافظة خلال هذه المرحلة على توضيح إجراءات ترخيص المركبة البديلة، ومتطلبات الحصول عليها، وقيمة الرسوم المقررة، إلى جانب الدعم المقدم لتسهيل عملية الانتقال إلى المنظومة الجديدة، بما يضمن عدم تحميل الأسر المعتمدة على التوك توك كمصدر دخل أي أعباء إضافية.
وقال محمد مرعي السكرتير العام المساعد لمحافظة الجيزة، إنه في إطار جهود المحافظة لضبط منظومة مركبات "التوك توك"، بدأت في ترقيمها، وذلك لإحكام السيطرة عليها وتسهيل الوصول إلى قائديها في حال حدوث أي طارئ، وكذلك لتحقيق حصر عددي نهائي للمركبات، مشيرًا إلى أنهم ما زالوا مستمرين في هذا العمل، وقد حققوا حتى الآن نتائج جيدة على مستوى أحياء المحافظة.
ترقيم مركبات التوك توك
وأضاف في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن المهندس عادل النجار محافظ الجيزة، يحرص في جميع اجتماعاته مع رؤساء الأحياء والمراكز على متابعة ملف ترقيم مركبات "التوك توك"، حرصًا على أمن وسلامة المواطنين، مشيرًا إلى أنه في الاجتماع الأخير، شدد على ربط الحوافز الشهرية الممنوحة لرؤساء الأحياء بقدرتهم على ترقيم أكبر عدد من المركبات، كنوع من التحفيز وتنشيط هذه العملية.
إحلال التوك توك بسيارة حضارية
وتابع أن الخطوة الثانية التي بدأوا في تنفيذها لضبط المنظومة، هي عملية إحلال مركبات "التوك توك" بمركبات خفيفة أخرى تسمى "كيوت"، تحقق نفس الأهداف التي تحققها مركبات "التوك توك"، مع إضافة مزايا جوهرية، أبرزها مستوى الأمان المرتفع، وترخيصها رسميًا في الإدارة العامة للمرور وفقًا للاشتراطات القانونية، بما يضمن الأمن والسلامة، إلى جانب كونها وسيلة اقتصادية، وغيرها من المزايا التي تجعلها أفضل من "التوك توك".
وأكد أن الهدف الأساسي للمحافظة هو استبدال مركبات التوك توك بمركبات حضارية آمنة واقتصادية في التكلفة، وتضمن لهم سهولة الوصول إليها في أي وقت حال حدوث أي مشكلة، مشيرًا إلى أن المركبة الجديدة ستكون مرخصة لدى إدارة المرور، ما يضمن توفر جميع البيانات المتعلقة بالسائق والمركبة ومكان تواجدها، وفي الوقت ذاته سيكون لها ملف موازٍ داخل الحي يحدد نطاق عملها، بما يتيح تحقيق سيطرة كاملة وتنظيم أفضل لحركة المركبات داخل الشوارع.
تطبيق المنظومة على مراحل وبشكل تدريجي
وأشار مرعي إلى أن المحافظة عقدت سلسلة من الاجتماعات والتنسيقات مع جميع الجهات المعنية بهدف الوصول إلى منظومة متكاملة تحقق أهدافها دون أن تُحمّل قائدي مركبات التوك توك أي أعباء اقتصادية، لاسيما وأن هذه المركبات تُعد مصدر الدخل الأساسي لكثير منهم، مشيرًا إلى أن تطبيق المنظومة سيتم على مراحل وبشكل تدريجي في مختلف قطاعات المحافظة.
وأوضح أن هدف المحافظة هو الإحلال الكامل للتوك توك، لكن بصورة تدريجية وطوعية، قائلاً: "نحن لا نجبر أحدًا في الوقت الراهن على التخلص من التوك توك أو الحصول على المركبة الجديدة؛ بل إن رغبة المواطن ستكون المحرك الأساسي لقائد المركبة لاتخاذ خطوة الاستبدال".
تنفيذ التجربة على مراحل
وقال إن المرحلة الأولى من عملية الإحلال ستنفذ في أحياء الهرم والعجوزة، ومدن أكتوبر وحدائق أكتوبر، ومن المتوقع بعد شهر أو شهرين من تطبيق التجربة توسيعها لتشمل أحياء أخرى وفقًا للاحتياجات، مشيرًا إلى أن حي الهرم تم اختياره في البداية نظرًا لاحتوائه على المتحف المصري الكبير والمناطق الأثرية ذات الطابع السياحي، الأمر الذي يتطلب تحسين المشهد البصري ووسائل النقل المستخدمة.
ولفت أن المركبة الجديدة مجهزة للعمل بالبنزين أو الغاز الطبيعي، ما يجعلها أكثر اقتصادية من السيارات العادية، كما يجري دراسة إمكانية توفير نماذج تعمل بالكهرباء إلى جانب البنزين، لتوفير بدائل متنوعة، كما أنها آمنة تمامًا، مكونة من أربع عجلات ومغلقة بالكامل، تشبه السيارات الخاصة أو سيارات الأجرة الصغيرة، مع مظهر خارجي جيد.
برامج تمويل وتسهيلات بالسداد
وأوضح مرعي أن سعر المركبة ليس مرتفعًا، حيث يقارب سعرها سعر "التوك توك" مع فارق بسيط، مع تحقيق جميع المزايا، مشيرًا إلى أنه جارٍ دراسة السعر وإمكانية تخفيضه، وقد تم الاتفاق مع الشركة الموردة على تقديم حوافز تشجيعية لمن يُقدم على الاستبدال من سائقي مركبات "التوك توك" للحصول على المركبة الجديدة، بالإضافة إلى مساهمة الشركة في تكلفة الترخيص في إدارة المرور.
وأضاف أن العمل يتم بالتنسيق بين الإدارة العامة للمرور والأحياء والمدن المختصة، وتشمل الإجراءات قيام الشخص بشراء المركبة من أماكن عرضها، ثم التوجه إلى إدارة المرور لاستكمال باقي الإجراءات بالتنسيق مع الحي المختص، مشيرًا إلى أنه تم بالفعل ترخيص عدد من المركبات، وقد أبدى بعض المواطنين دهشتهم من سهولة الإجراءات وخطوات الحصول على المركبة وترخيصها.
وبيّن أن صاحب التوك توك يمكنه طواعية استبداله بالمركبة الجديدة، مع توفير حزمة من التسهيلات والحوافز التشجيعية، من بينها اتفاق المحافظة مع الشركة المنتجة على رد مبلغ يقترب من 10 آلاف جنيه بعد انتهاء إجراءات الترخيص وتسلم الرخصة وبدء العمل، إلى جانب دعم إضافي في رسوم الترخيص بالمرور بقيمة تصل إلى 1000 جنيه، ليصل إجمالي المبالغ المستردة إلى نحو 11 ألف جنيه من ثمن المركبة بعد إتمام إجراءات الترخيص.
وأضاف أن إقبال المواطنين أنفسهم على استخدام المركبة الجديدة سيكون عاملًا تحفيزيًا مهمًا لقائدي التوك توك للاتجاه نحو الاستبدال، خاصة وأن المركبة الجديدة مؤمنة وتكلفتها قريبة من تكلفة التوك توك، مؤكدًا أن المحافظة ستعلن عن حوافز إضافية لدعم عملية الإحلال والاستبدال خلال الفترة المقبلة.
تحديد تعريفة ثابتة للسيارة الجديدة
وفيما يخص التسعيرة، أكد مرعي أن تحديدها سيتم وفقًا للأبعاد الاجتماعية والاقتصادية، ومسافة المشوار، والمكان، بما يراعي مصالح المواطنين.
وأوضح أن هناك اجتماعات دورية شهرية خاصة بإدارة المركبة الخفيفة البديلة لـ"التوك توك"، لمراجعة ما تم تنفيذه، والوقوف على أي مشاكل في التنفيذ لتلافيها، إضافة إلى استطلاع آراء الأحياء وإجراء دراسات مستقلة لكل حي، تمهيدًا لتعميم التجربة تدريجيًا بما يتناسب مع حجم إنتاج المركبة، خاصة وأنها تُصنع في مصر.