لاشك ان الخروقات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة، تتصاعد من حين إلى آخر، وما نود الإشارة إليه في هذا المقال، تعاطى الولايات المتحدة مع هذه الخروقات، لأن كل ما تفعله، أنها تعمل على وضع خطط لما يسمى بالمجتمعات الآمنة البديلة داخل مناطق غزة الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية، والتي يُشار إليها بالمنطقة الخضراء.
لذا، ندق ناقوس خطر أن ما يحدث الآن في غزة ولبنان وسوريا يشهد تحولاً استراتيجياً نوعياً يهدف إلى إعادة فرض الردع الإسرائيلي على معظم دول النطاق الجغرافي لإسرائيل في لحظة ضعف غير مسبوقة للمنطقة.
وهذا يحدث من خلال تقويض فكرة المقاومة ضد الاحتلال بصورة عامة عبر ضربات استباقية دقيقة، فضلا عن خلق بيئة أمنية غير مستقرة للفلسطنيين لتشجيعهم على الهجرة.
وما يجب الانتباه إليه، أن كل ما يحدث هو العمل على الحفاظ على هامش سياسي ضيق يتيح استمرار وقف إطلاق النار، لكن التصعيد الدائر من أجل مخططات بعينها، ففي لبنان، يتم توسيع نطاق العمليات بهدف قطع الروابط اللوجستية بين الجبهتين وإجبار بيروت على تنفيذ القرار 1701 بالقوة.
أما سوريا فالعمل على توسيع المنطقة العازلة يعكس تحوّل الاحتلال من نمط الضربات الجوية المحدودة إلى وجود أرضي دائم يهدف لرسم حدود أمنية جديدة في الجنوب السوري خاصة بعد تزايد الاختراقات الإسرائيلية والوصول إلى قمة جبل الشيخ، واستباحة الأجواء السورية ليل نهار دون أي ردع.
إذن.. تعتمد إسرائيل نهج الجبهات المتعددة المدارة لتحقيق عدة أهداف منها ترسيخ فكرة الهيمنة الإسرائيلية الكاملة وممارسة القتل والقصف المجاني دون ردود فعل، واستغلال الضعف لفرض وقائع ميدانية دائمة، فضلا عن تعزيز الشرعية الداخلية لنتنياهو عبر إظهار انتصار استراتيجيى خاصة مع اقتراب الانتخابات الإسرائيلية.