عبد العزيز معروف

لماذا مصطفى حسني وجابر بغدادي؟

السبت، 22 نوفمبر 2025 10:47 ص


عندما تابعتُ حضور الداعية الفاضل مصطفى حسني وفضيلة الشيخ  جابر بغدادي في دولة التلاوة خطر ببالي أسئلة ظلت تتردد في أعماقي:

ما سرّ هذا الخطاب الذي يأتي دافئًا، لينًا، يُلامس القلب قبل أن يطرق العقل؟

وكيف استطاعا ـ كلٌّ بطريقته ـ أن يجعلا من الدعوة جسرًا للودّ، وساحةً لا يُرفع فيها إلا صوت الرحمة؟
كيف جذبا الناس إلى بساط الوداد ؟

قلبتُ هذه الأسئلة في نفسي، ثم ظهرت لي الإجابة واضحة:

روح تحنو على الخلق، وهذا ما يحتاجه الناس ؛ رحمة ومودة وسعة

إنّ في حضور مصطفى حسني لطف بشري خالص ، فهو يُحدّثك وكأنّه يُمسك بيدك، لا لينتصر لفكرة، بل ليُعينك على نفسك. وكأنّ الرسالة عنده ليست نصيحة تُقال، بل ودٌّ يتجلّى في هيئة كلمة تُطمئن، أو معنى يفتح بابًا من نور.

أما الشيخ جابر بغدادي، فحديثه يجيء من تلك الروح التي تذوقت معاني القرآن والذكر، فعرفت أنّ الدين لا يستقيم إلا بالحب. يحدّثك بلهجةٍ صادقة، فيها عبق السالكين، ويؤنسك كأنك واحدٌ من أبناء طريقٍ طويل أساسه الصفاء، وعماده الوداد.

ولهذا يلتقيان عند نقطةٍ واحدة:

أن الدعوة ليست خصومة، ولا منبرًا للغلبة، ولا استعراضًا للعلم؛

إنما هي قلبٌ يفتح أبوابه للناس، ويرى في كل نفسٍ بابًا يوصل  إلى الله.

فالداعية الذي يهدي بالحكمة، والشيخ الذي يسكب على القلوب سكينة الذكر، كلاهما يؤكدان حقيقةً واحدة:
أن الطريق إلى الله لا يُفتح بالعنف، وإنما بالرحمة؛

ولا يُشيَّد بالخوف، بل بالمحبّة؛

ولا يثبت بالجدال، بل بتلك الكلمة الطيّبة التي تسري في القلب كما يسري الماء في العود اليابس فيخضر.

ومن هنا نفهم:
ففي خطابيهما  نفحة  تذكر بأن الدين  رحمة، لا رهبة؛ هداية، لا إقصاء.

وهنا رسالة نتعلمها من دولة التلاوة:

أن من أعظم النعم  أن يحمل الإنسان قلبا تمتلئ جوانبه بالرفق.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة