مع تزايد الزخم، يقود معرض دبي للطيران 2025 نمواً غير مسبوق لصناعة الطيران العالمية، ويوحد القادة من خلال صفقات قياسية بمليارات الدولارات، وابتكارات تحويلية، وتجارب غامرة.
حافظت الميزات الجديدة والإعلانات البارزة على حماس الحضور طوال اليومين الثاني والثالث، ممهدةً الطريق لعصر جديد في قطاع الطيران، ومعززةً مكانة معرض دبي للطيران كمنصة مثالية لتطور الصناعة. من توسعات الأساطيل الكبرى إلى عروض التقنيات المتطورة، شهد المعرض لحظاتٍ حاسمة تدفع بقطاع الطيران إلى الأمام.
لغت القيمة التقديرية للصفقات المعلنة، خلال فعاليات الأيام الثلاثة الأولى من الدورة الـ19 لـ«معرض دبي للطيران 2025»، النسخة الأكبر في تاريخه، أكثر من 411.6 مليار درهم، شملت شراء 430 طائرة.
وتجاوزت قيمة الصفقات المبرمة خلال الأيام الثلاثة الأولى إجمالي قيمة الصفقات المبرمة خلال الدورة الـ18 من المعرض في دورة عام 2023.
وشهد المعرض في يومه الثالث الإعلان عن مزيد من الصفقات التجارية والعسكرية، التي زادت قيمتها الإجمالية عن 75.6 مليار درهم، مقابل 183 مليار درهم في اليوم الثاني، ونحو 153 مليار درهم في اليوم الأول.
وبلغ إجمالي عدد الطائرات ضمن الصفقات التجارية المعلنة خلال اليوم الثالث 95 طائرة مقابل 243 طائرة في اليوم الثاني، و92 طائرة في اليوم الأول.
بدورها، بلغت قيمة الصفقات المبرمة لمصلحة وزارة الدفاع الإماراتية خلال اليوم الثالث من المعرض أكثر من 7.9 مليارات درهم، ليصل بذلك إجمالي الصفقات المبرمة خلال الأيام الثلاثة الأولى إلى أكثر من 18 مليار درهم من خلال 20 صفقة.
وخلال فعاليات اليوم الثالث، أعلنت «طيران الإمارات»، أكبر ناقلة جوية دولية في العالم، عن شرائها ثماني طائرات إضافية من طراز «إيرباص A350-900»، المزودة بمحركات رولز رويس «Trent XWB-84» بقيمة 3.4 مليارات دولار (نحو 12.5 مليار درهم)، لترفع عدد طائرات «A350-900» ضمن أسطول «طيران الإمارات» إلى 73 طائرة عند اكتمال عمليات التسليم.
ورفعت «طيران الإمارات» قيمة التزاماتها في «دبي للطيران 2025» إلى 41.4 مليار دولار (نحو 152 مليار درهم)، بإضافة طلبية شراء 65 طائرة «بوينغ 777-9»، وثماني طائرات من طراز «A350-900».
كما وقّعت «فلاي دبي» مذكرة تفاهم مع «بوينغ» لشراء 75 طائرة من طراز «بوينغ 737 ماكس» بقيمة 13 مليار دولار (نحو 47.7 مليار درهم)، في خطوة تعكس جهود الناقلة في تحقيق رؤية دبي لنمو قطاع الطيران في السنوات المقبلة.
ورفعت «فلاي دبي»، التزاماتها إلى 37 مليار دولار (أكثر من نحو 135 مليار درهم) لطلبيات شملت 225 طائرة.
ووقّعت شركة «سيلك واي ويست» للطيران عقداً مؤكداً لشراء طائرتي شحن إضافيتين من طراز «A350F» مخصصتين للشحن بقيمة وصلت إلى نحو 3.48 مليارات درهم.
بدوره، أعلن «طيران البراق»، أول شركة طيران ليبية خاصة، عن توقيع مذكرة تفاهم لشراء 10 طائرات من عائلة «إيرباص A320neo» بقيمة بلغت نحو أربعة مليارات درهم.
خلال هذه الأيام، تلقت إيرباص العديد من الطلبات الجديدة، ورحبت بعملاء جدد، ووقعت اتفاقيات. وقّعت فلاي دبي وإيرباص اتفاقية تاريخية لشراء 150 طائرة من طراز A321neo، مع خيارات لشراء 100 طائرة إضافية، مسجلةً بذلك أول طلبية لشركة فلاي دبي من إيرباص . تبلغ قيمة الاتفاقية 24 مليار دولار أمريكي، وسيبدأ تسليمها في عام 2031.
أعلنت الاتحاد للطيران أيضًا عن توسع كبير في أسطولها من طائرات إيرباص، حيث طلبت ست طائرات A330-900، لتصبح بذلك أحدث عميل لطائرة A330neo، إلى جانب سبع طائرات إضافية من طراز A350-1000 وثلاث طائرات من طراز A350F. كما أعلنت عن التزامها باستئجار تسع طائرات A330-900 من شركة أفولون. في غضون ذلك، طلبت طيران الإمارات ثماني طائرات إضافية من طراز إيرباص A350-900 بقيمة 3.4 مليار دولار أمريكي، وأصبحت الخطوط الجوية الإثيوبية عميلًا جديدًا لشركة إيرباص، بطلبها ست طائرات A350-900، إلى جانب توقيع اتفاقيات رئيسية أخرى مع طيران أوروبا والبراق للطيران. كما وقعت الشركة اتفاقيات مع معهد الابتكار التكنولوجي (TII) وأسباير لتسريع التقنيات المتقدمة في قطاع الطيران، وستراتا، ومبادلة.
علق غابرييل سيميلاس، رئيس إيرباص أفريقيا والشرق الأوسط، قائلاً: "يُعدّ معرض دبي للطيران منصةً استثنائيةً للابتكار والتعاون في قطاع الطيران، إذ يجمع روّاد صناعة الطيران الذين يُشكّلون مستقبل هذا القطاع. وقد واصل هذا العام هذا الزخم، ونحن فخورون بتوقيع اتفاقياتٍ تاريخية، مثل الترحيب بفلاي دبي والبراق للطيران كعميلين جديدين، ورؤية الاتحاد للطيران تُصبح أحدث عميلٍ لطائرة A330neo، مع توسيع أسطولها من طائرات A350. كما أبرمنا شراكاتٍ جديدة، ووسّعنا نطاق تعاوننا طويل الأمد مع ستراتا ومبادلة، مما يعكس الدور المتنامي لدولة الإمارات العربية المتحدة في سلسلة التوريد العالمية لقطاع الطيران. ومع استمرار نموّ واستثمارات منطقة الشرق الأوسط الكبيرة، يبقى معرض دبي للطيران المكان الأمثل لرؤية هذا التحوّل على أرض الواقع."
خلال اليومين الثاني والثالث، طلبت فلاي دبي 75 طائرة بوينج 737 ماكس، وأعلنت طيران الخليج عن طلب شراء 15 طائرة بوينج 787 دريملاينر، استكمالاً لالتزامها في يوليو، مع خيارات لشراء ثلاث طائرات دريملاينر إضافية. كما أعلنت إيركاب أن شركة الطيران الاقتصادي الجنوب أفريقية فلاي سافاير وقّعت اتفاقية استئجار لخمس طائرات بوينج 737، ثلاث طائرات من طراز 737 ماكس واثنتين من طراز 737NG.
خلال الدورة التاسعة عشرة من معرض دبي للطيران، استغلت مجموعة إيدج هذه المنصة لإطلاق 42 منتجًا وحلًا جديدًا، محققةً بذلك أحد أكثر الإطلاقات طموحًا في تاريخها. كما وقّعت مجموعة إيدج العديد من الاتفاقيات، بما في ذلك مذكرات تفاهم مع شركة كوريا لصناعات الطيران والفضاء (KAI) لاستكشاف آفاق التعاون المستقبلي في قطاعات الطيران والدفاع والتكنولوجيا المتقدمة ذات الصلة، بالإضافة إلى اتفاقية مع شركة إل 3 هاريس تكنولوجيز لتطوير حلول مبتكرة تُسهم في تعزيز القدرات الدفاعية لدولة الإمارات العربية المتحدة.
قال حمد المرر، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمجموعة إيدج: "في نسخة هذا العام من معرض دبي للطيران، أظهرنا كيف تواصل إيدج تجاوز الحدود الحالية لإحداث تغيير جذري في الصناعة في مجالات الجو والفضاء. مع أحد أكثر الإطلاقات طموحًا في تاريخنا، تم إطلاق 42 منتجًا وحلًا جديدًا، بما في ذلك OMEN VTOL الهائل، وهو الحل الأول في شراكة تطوير مشترك طموحة مع المبتكر الأمريكي، أندوريل. كما وقعنا اتفاقية تعاون مع شركة Republikorp الإندونيسية والتي ستؤدي إلى عقد تاريخي بقيمة 7 مليارات دولار أمريكي مع القوات المسلحة الإندونيسية - وهو أكبر صفقة دولية لنا حتى الآن، وعززنا شراكتنا مع شركة Indra الإسبانية لدعم برامج الدفاع الأوروبية، وأعلننا عن أحدث خطوة نحو إنشاء مشروع مشترك مع ليوناردو. تظل إيدج مثالاً على كيف يمكن لدولة بحجم دولة الإمارات العربية المتحدة أن تنمو وتتقدم بسرعة على نطاق عالمي من خلال تقرير المصير، ومن خلال الاستثمار في كوادر وتقنيات الغد، وفي شراكات دولية قيّمة."
أعلن مجلس التوازن الاقتصادي، ممثلاً بوزارة الدفاع الإماراتية وشرطة أبوظبي، عن 20 عقداً رئيسياً بقيمة إجمالية بلغت 18.016 مليار درهم إماراتي خلال الأيام الثلاثة الأولى من معرض دبي للطيران 2025. وتؤكد هذه الاتفاقيات، التي تم توقيعها مع أبرز الجهات الفاعلة في الصناعة المحلية والدولية، التزام دولة الإمارات العربية المتحدة بتعزيز منظومتها الدفاعية وتشجيع مشاركة القطاع الخاص في تطوير حلول مبتكرة ومستدامة لمستقبل الأمن الوطني.
قال مانع المنصوري، المتحدث الرسمي باسم مجلس توازن لتمكين الصناعات الدفاعية: "تلعب هذه الاتفاقيات مع الشركات الوطنية والدولية العاملة في قطاعات الدفاع والأمن والطيران دورًا حيويًا في تعزيز المنظومة الصناعية الدفاعية والأمنية في دولة الإمارات العربية المتحدة. وتدعم هذه العقود الأهداف الاستراتيجية للدولة في نقل التكنولوجيا وتوطينها والارتقاء بالصناعة، مما يعزز التزامنا بالابتكار والنمو المستدام".
في فعالية جديدة كلياً لهذا الإصدار، جمعت فعالية "العرض الجوي بعد الظلام" نخبة من رواد صناعة الطيران للتواصل والترفيه والاحتفال بأسلوب "دبي" الأيقوني. عشية اليوم الثاني، أضاءت مئات الطائرات المسيرة المضيئة سماء المدرج في عرض مذهل، مُشكّلةً أشكالاً من طائرات الهيدروجين إلى الصواريخ والمركبات الفضائية، وبرز شعار "المستقبل هنا" في أفق المعرض.
معرض دبي للطيران هو نقطة انطلاق المستقبل، إذ يستضيف أكثر من 1500 عارض، منهم 440 مشاركًا لأول مرة، و490 وفدًا عسكريًا ومدنيًا من 115 دولة. ويجتمع رواد الصناعة من 21 جناحًا وطنيًا، و98 شاليهًا، إلى جانب 120 شركة ناشئة و50 مستثمرًا، لصياغة ملامح مستقبل صناعة الطيران وما بعدها.
