أكد الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر الشريف، أن فهم بلاغة النبى ﷺ فى تحريمه للصيد وقطع الشجر واختلاء الخلاء فى مكة والمدينة يكشف عن أسلوبه الفريد فى التعبير، مشيرًا إلى أن الألفاظ العامة لا تعنى العموم الكامل، وإنما المضمون المقصود يتضح عند التدبر وفهم المضاف المحذوف.
وخلال حلقة برنامج "بلاغة القرآن والسنة"، المذاع على قناة الناس، اليوم الجمعة، أوضح رئيس جامعة الأزهر أن الحديث الشريف: «اللهم أن إبراهيم حرم مكة ودعا لها، وحرمت المدينة كما حرم إبراهيم مكة» يدل على أن التحريم لم يشمل مكة والمدينة كلها بمعنى الحصر، بل يشمل محاور محددة، وهى الصيد والشجر والخلاء، والتى حُذف ذكرها فى السياق لتأكيد الفصاحة والبلاغة.
وأضاف الدكتور سلامة داود أن النبى ﷺ وقع التحريم على مكة والمدينة على وجه العموم لتبرز عظمة حرمتها، موضحًا أن من استحل شيئًا من صيد مكة أو خلائها أو شجرها فكأنما استحل مكة كلها، وكذلك فى المدينة المنورة، مشددًا على أن هذا الأسلوب البلاغى يربط المسلم بالحرمة ويغرس فى قلبه الانضباط والوعى الكامل بأهمية احترام هذه الأماكن المقدسة.
وأكد على أن هذا الأسلوب من البلاغة النبوية ﷺ يُعد فيضًا من فيض بلاغته، حيث استخدم التعبير العام ليجعل التحريم أشمل وأعمق أثرًا فى النفوس، مشيرًا إلى أن التدبر فى مثل هذه المواضع يفتح آفاقًا واسعة لفهم حكمة النبى ﷺ فى مخاطبة أمته وتعليمهم الالتزام بالحرمة والقداسة.