بعث الرئيس الصيني شى جين بينج، السبت، برسالة تهنئة إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي بمناسبة افتتاح المتحف المصري الكبير. وفي الرسالة، التى نشرتها السفارة الصينية فى القاهرة، قدم شي تهانيه الصادقة للرئيس السيسي والشعب المصري بمناسبة افتتاح المتحف.
وأعرب شي عن اعتقاده بأن المتحف المصري الكبير سيترك بصمة عميقة في التاريخ الثقافي لمصر ويلعب دورًا مهمًا في الحفاظ على الحضارة المصرية القديمة ونقلها.
وأشار إلى أن الصين ومصر تربطهما صداقة عريقة، وأن شراكتهما الاستراتيجية الشاملة ازدهرت في السنوات الأخيرة.
وقال شي إن البلدين يتمتعان بتبادلات شعبية وثقافية نابضة بالحياة ومتنوعة، مضيفًا أن معرضًا كبيرًا للآثار المصرية القديمة أقيم بنجاح في متحف شنغهاي وأن فريقًا أثريًا مشتركًا بين الصين ومصر يعمل الآن معًا تحت أهرامات سقارة لاستكشاف أسرار الحضارة المصرية القديمة.
وقال شي إنه من المشجع أن نرى الحضارتين القديمتين تتواصلان مع بعضهما البعض، مع تقارب الشعبين بشكل متزايد من خلال التفاهم المتبادل والتقارب. وأضاف أنه بينما يشهد العالم اليوم تحولًا متسارعًا لم نشهده منذ قرن، يجب على الصين ومصر، وكلاهما حضارتان قديمتان، مواصلة تعميق التبادلات والتعلم المتبادل بين الحضارات، وضخ زخم جديد في تطوير شراكتهما الاستراتيجية الشاملة، والمساهمة بقوة الحضارات فى بناء مجتمع ذى مستقبل مشترك للبشرية.
ومن جانبها، ألقت وكالة الأنباء شينخوا الصينية الضوء على افتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسي المتحف المصري الكبير قرب أهرامات الجيزة، وسط حضور دولي غير مسبوق. وقالت إن 79 وفدا رسميا من دول العالم، شاركوا فى الحفل من بينها 39 وفدا برئاسة ملوك وأمراء ورؤساء دول وحكومات، إلى جانب ممثلي عدد من المنظمات العربية والإقليمية والدولية.
أكبر متحف في العالم لحضارة واحدة
وخلال الحفل رحب الرئيس السيسي بالمشاركين في افتتاح المتحف على أرض مصر "أقدم دولة عرفها التاريخ، حيث خطت الحضارة أول حروفها وشهدت الدنيا ميلاد الفن والفكر والكتابة والعقيدة".
وأضاف الرئيس السيسي، في كلمته خلال الحفل الذي حظى بتغطية إعلامية عالمية، "اليوم ونحن نحتفل معا بافتتاح المتحف المصري الكبير نكتب فصلا جديدا من تاريخ الحاضر والمستقبل في هذا الوطن العريق، فهذا أكبر متحف في العالم مخصص لحضارة واحدة، حضارة مصر التي لم ينقض بهاؤها".
وقالت شينخوا، إنه في بداية حفل الافتتاح، حملت طائرات "درونز" تحلق فوق سماء المتحف المصري الكبير لافتة مكتوب عليها، "أهلا بكم في أرض السلام" باللغة الإنجليزية.
وتضمن الحفل عروضا موسيقية وفنية ومجسمات ضوئية وألعاب نارية أضاءت سماء المتحف، وفي خلفيتها أهرامات الجيزة الشهيرة.
جوهرة الحضارة المصرية

مقتنيات المتحف المصرى
ووصف الدكتور محمد إسماعيل خالد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، المتحف المصري الكبير بأنه "جوهرة الحضارة المصرية القديمة والتاريخ المصري القديم".
وقال خالد، في مقابلة مع وكالة أنباء شينخوا، "لدينا (في المتحف) صورة كاملة عن الحضارة المصرية القديمة منذ عصر ما قبل الأسرات وحتى العصرين اليوناني والروماني"، مشيرا إلى أن المتحف سيشكل "تجربة فريدة للزوار".
وأضاف المسئول، أنه "لأول مرة منذ اكتشافها، نعرض مجموعة الملك توت عنخ آمون، فقد تم اكتشافها في الرابع من نوفمبر 1922، أى أنه بعد 103 أعوام تعرض مقتنيات الملك توت كاملة" فى المتحف المصري الكبير.
وأشار إلى أن كل المصريين انتظروا لحظة افتتاح المتحف بفارغ الصبر، قبل أن يتابع أن "جميع المصريين سعداء برؤية هذه المعروضات التى تأسر قلوب الجميع، وتجذب الأنظار إلى مصر وحضارتها وتاريخها العريق".
وأكد أن هذا المتحف "سيغير خريطة السياحة الثقافية في مصر تماما وسيفيد قطاع السياحة، ونحن سعداء أيضا بقربه من هضبة الجيزة (الأهرامات)، حيث سيسهم الموقعين معا في جذب الكثير من السياح من جميع أنحاء العالم".
5 آلاف زائر يوميا
ويستقبل المتحف فى المتوسط حوالي 5 آلاف سائح يوميا منذ التشغيل التجريبي له في أكتوبر 2024، وسط توقعات رسمية بأن يصل عدد زائريه بعد الافتتاح الرسمي إلى 15 ألف يوميا، ما يزيد عن خمسة ملايين سائح سنويا.
وقالت وكالة شينخوا إن المتحف المصري الكبير يعد صرحا ثقافيا متكاملا حيث يضم بين جنباته أيضا أماكن خاصة بالأنشطة الثقافية والفعاليات مثل متحف للأطفال، ومركز تعليمي، وقاعات عرض مؤقتة، وسينما، ومركز للمؤتمرات، وكذلك العديد من المناطق التجارية.