أكد عالم المصريات ، الدكتور وسيم السيسي، أن الهزيمة الحقيقية لأي أمة ليست في ساحة المعركة، بل في اللحظة التي تُنسى فيها تاريخها وحضارتها، مشيراً إلى أن المتحف المصري الكبير يمثل "هدية مصر للعالم" وتوثيقاً لعظمتها الحضارية التي يجب أن يعرفها المصريون أولاً قبل غيرهم.
وخلال حواره في برنامج "الستات مايعرفوش يكدبوا" على قناة "CBC"، استشهد السيسي بمقولة للشاعر الإغريقي سيمونيدس عن هزيمة إسبرطة، قائلاً: "هزمناهم ليس حين غزوناهم، بل حين أنسيناهم تاريخهم وحضارتهم". وأضاف: "نحن مهزومون طالما لا نعرف تاريخنا ولا حضارتنا".
وأوضح أن هذا النهج هو ما تم اتباعه حديثاً في المنطقة، حيث كانت أولى خطوات إسقاط الدول هي نهب متاحفها، كما حدث في بغداد وإدلب بسوريا، بهدف طمس الأدلة على الحضارات البابلية والآشورية والفينيقية. وتابع أن مصر واجهت محاولة مماثلة في 25 يناير، لكن "المخزون الحضاري" لدى الشعب المصري حال دون ذلك.
وشدد السيسي على أن المتحف المصري الكبير ليس مجرد صرح سياحي، بل هو "توثيق لهذه الحضارة" و"هدية للمصريين أولاً ليعرفوا تاريخهم". وأوضح أن الولاء والانتماء للوطن لا يتأتى إلا بالحب، والحب يأتي من الإعجاب، والإعجاب من المعرفة، والمعرفة من التنوير، وهو الدور الذي يلعبه المتحف.
واستعرض السيسي جوانب من عظمة الحضارة المصرية، ضارباً المثل بالملك تحتمس الثالث الذي انتصر في 17 معركة على 330 ملكاً وزعيم قبيلة دون أن يقتل ملكاً واحداً، بل كان يأخذ أبناءهم لتعليمهم في مصر ثم يعيدهم لحكم بلادهم بولاء لمصر، وهو ما يفوق قوانين الحرب الحديثة مثل اتفاقية جنيف.