النجاح ثمرة الكفاح، فعندما تكد وتجتهد لتنال ما تريد ستجد جبرا يليق بما قدمت، وهذا ما لمسناه في قصة الطالبتين بسملة وتغريد، من أبناء القليوبية، وأبطال مصر والعالم العربي في تحدي القراءة الموسم التاسع، فلكل منهما قصة كفاح ونجاح كبيرة ما بين المثابرة والتصميم على الوصول للهدف، وكسر العوائق بل وتذليلها، لتصلا بعد ذلك كله إلى حالة من التفوق الكبير على عدد ما لا يقل عن 17 مليون مشارك، وتكونا أبطالا على مستوى العالم العربي، وفخر لمحافظتهم وجمهورية مصر العربية.

فرحة التكريم بالتميز
الطالبتان المتفوقتان بسملة صلاح الدين، وتغريد محمد عبدالعليم، وذلك عقب عودتهما من إمارة دبي بعد تحقيقهما مراكز متقدمة في مسابقة "تحدي القراءة العربي" في موسمها التاسع على مستوى الوطن العربي، فقد فازت الطالبة تغريد محمد عبد العليم محمد، طالبة الصف الثالث الثانوي، بمدرسة الخصوص الرسمية للغات، بالمركز الأول علي مستوي جمهورية مصر العربية، والمركز الرابع علي مستوى الوطن العربي في مسابقة "تحدي القراءة العربي"، في دورته الحالية، بعد رحلة طويلة امتدت لـ10 سنوات من المحاولات والمثابرة، أما الطالبة بسملة صلاح الدين، من مدرسة النور للمكفوفين ببنها، حصلت على المركز الثاني في مسابقة "تحدي القراءة العربي" لفئة ذوي الهمم على مستوى الوطن العربي.

المشاركون في التكريم
استعداد جيد بقراءة 350 كتابا يؤهلها بالفوز بالمركز الثانى عربيا
وفي البداية قالت الطالبة بسملة صلاح الدين، الفائزة بالمركز الثاني على مستوى الوطن العربي في موسم تحدي القراءة التاسع، فئة ذوي الهمم، أنه شاركت من قبل بالمسابقة في موسمها السابع، إلا أنه هذه المرة والموسم الحالي "التاسع" حرصت على الاستعداد جيدا، موضحة أنها قرأت ما يزيد 350 كتاب في المجمل، إلا أنه بلغ عدد الكتب التي شاركت بها في المسابقة 35 كتابا.

جانب من التكريم
لا إعاقة مع الإرادة.. وجبرا يليق بمقدار التعب
وأوضحت الطالبة بسملة صلاح الدين، أنها كانت تقرأ الكتب بطريقة مسموعة من خلال تطبيقات معنية أو يوتيوب، مشيرة إلى أنه بمجرد إعلان أسماء الفائزين دبت الفرحة والزغاريد داخل المنزل، قائلة: "أهلي احتفلوا بيا، وانبسطنا جدا، وربنا جبر بخاطرنا بالمركز دا"، مؤكدة أنه لا يوجد شئ يسمي مستحيل، فما دام المرأ يحاول سيصل إلى مبتغاه، وأن الحكم على الشئ قبل مزاولته هو قمة الفشل.
تميز في التعليم والمسابقة عربيا
وأشارت، إلى أنها حاليا تدرس بالصف الأول الثانوي، بمدرسة النور للمكفوفين ببنها، مؤكدة أن المسابقة لم تؤثر على تحصيلها الدراسي أو المذاكرة، خاصة أنه تزامن موسم المسابقة الأخير مع كونها بالصف الثالث الإعدادي، لتحصد في النهاية المركز الأول على مستوى الجمهورية في مسابقة تحدي القراءة العربي، والمركز الثاني على مستوى الوطن العربي في نفس البطولة، وأيضا المركز الأول على مستوى القليوبية بالشهادة الإعدادية للمكفوفين.
طلب من المحافظ لدعم مدرستها واستجابة فورية
وقدمت الطالبة بسملة صلاح الدين، رسالة شكر للعديد من الأخصائيين الذين قدموا لها يد المساعدة والعون، من خلال العمل على تهيئتها للجلوس أمام لجنة التحكيم بالمسابقة، والتعرف على طبيعة الأسئلة، وتجهيز أسلوب الرد على تلك الأسئلة، وغيرها من الأدوات التي ساعدتها علي التميز، مشيرة إلى أنها خلال التكريم من محافظ القليوبية المهندس أيمن عطية ناشدته بتوفير أجهزة للمدرسة "برايل نوتس" تقوم بتحويل أي كتب إلكترونية لكتب مكتوبة بصيغة "برايل" من خلال تكنولوجيا معينة تظهر على الشاشة بالجهاز، ليرد المحافظ على الفور بأنه سيتم توفير تلك الأجهزة للمدرسة قريبا.
10 سنوات مثابرة وقراءة 600 كتاب متنوع
أما عن الطالبة تغريد محمد، فقالت إنها بدأت المشاركة في تحدي القراءة منذ موسمه الأول وهي ابنة الـ 8 سنوات عشر سنوات من المحاولة كانت نتيجتها المركز علي مستوي جمهورية مصر العربية، والمركز الرابع علي مستوى الوطن العربي، موضحة أنها منذ الصف الثاني الابتدائي كانت تقرأ في كل عام نحو 50 كتابا، وقرأت أكثر من 600 كتاب حتى الآن، كما كانت تعمل على تطوير لغتها العربية، وحفظت القرآن الكريم كاملا، كما حفظت متونا شعرية مثل متن الجزرية وتحفة الأطفال والأربعين النووية.
وأشارت تغريد، إلي أنها لم تكتف بالقراءة فقط، بل حرصت على نقل أثرها إلى الآخرين، حيث بدأت تنفيذ مبادرات لمحو الأمية وتعليم ضعاف القراءة، وتحفيظ الأطفال للقرآن الكريم، موضحة أن القراءة غيرت شخصيتها تماما خلال السنوات العشر الماضية، وجعلتها أكثر وعيا وثقة.
استقبال وتكريم من محافظ القليوبية
ومن ناحيته قدم المهندس أيمن عطية محافظ القليوبية، خالص التهنئة للطالبتين، مشيدًا بجهودهما وإصرارهما الذي تُوّج بفوز مشرف لمحافظة القليوبية وجمهورية مصر العربية، مؤكدًا أن ما حققتاه يعكس عظمة النشء المصري وقدرته على التميز في مختلف المحافل الدولية.
وحرص المحافظ، على استقبال الطالبتين وتكريمهما وتقديم شهادات تقدير لهما، تعبيرًا عن فخره واعتزازه بما حققتاه من إنجاز عربي يُضاف إلى سجل التفوق لأبناء القليوبية، مؤكدا أن الطالبتين تمثلان نموذجًا يُحتذى به في الطموح والإصرار، خاصة الطالبة بسملة صلاح الدين، الطالبة بمدرسة النور للمكفوفين ببنها، التي حصلت على المركز الثاني في فئة ذوي الهمم، مُجسدةً أروع صور الإرادة والتحدي.
كما أشاد بتفوق الطالبة تغريد محمد عبدالعليم، من مدرسة الخصوص الرسمية للغات، التي حققت المركز الرابع بعد قراءتها 550 كتابًا، لتتوج بطلة مصر ضمن أكثر من 17 مليون مشارك في المسابقة.
توفير أجهزة لدعم المكفوفين بالمدرسة
كما استجاب المحافظ لطلب الطالبة بسملة صلاح الدين، بتوفير أجهزة "برايل نوت" المتطورة لمدرسة النور للمكفوفين ببنها، وهي أجهزة حديثة مخصصة لضعاف البصر والمكفوفين، تعتمد على تقنية برايل واللمس لتمكين الطلاب من التعلم والتفاعل بسهولة.
وتتميز هذه الأجهزة بوجود عارض برايل تفاعلي وشاشة لمس ذكية، فضلًا عن نظام تشغيل متكامل يدعم الاتصال بالإنترنت ويتيح استخدام تطبيقات تعليمية متخصصة تلبي احتياجات المكفوفين، بما يسهم في تعزيز دمجهم التعليمي والتقني وتوفير بيئة تعليمية أكثر شمولًا وتطورًا.
الاستثمار في عقول الشباب هو الطريق الأمثل لبناء مستقبل مشرق
وبدوره أشاد مصطفى عبده مديري مديرية التربية والتعليم بالقليوبية، بإصرار الطالبتين وعزيمتهما، ووصفهما بأنهما مصدر فخر للمحافظة ومصر بأكملها، كما أثنى على جهود العاملين في قطاع التعليم لرعايتهم للمواهب، مؤكدا أنه يُعد هذا التكريم رسالة واضحة من مديرية التعليم بالقليوبية بأن الاستثمار في عقول الشباب هو الطريق الأمثل لبناء مستقبل مشرق، وأن القراءة هي مفتاح المعرفة والتطور.