تمر اليوم الذكرى الـ 108 أعوام على رسالة آرثر بلفور (2 نوفمبر 1917) التى منحت الحركة الصهيونية وعدًا بإنشاء "وطن قومى لليهود" فى فلسطين، وهو ما كان له أثر كبير على المنطقة كلها، وبالتالي كان قرار بريطانيا بالاعتراف بدولة فلسطين فى 21–22 سبتمبر 2025، خطوة مهمة.
ما الذى حدث فى 2025؟
أعلنت المملكة المتحدة، بالتزامن مع كندا وأستراليا، الاعتراف بدولة فلسطين، وربطت قرارها بتدهور الأوضاع الإنسانية فى غزة، واستمرار الاستيطان فى الضفة الغربية، وبقاء الرهائن لدى حماس، مؤكدةً أن الاعتراف ليس "مكافأةً" لأى طرف، بل محاولة لإنقاذ المسار السياسي.
لماذا يعد القرار مفصليًا؟
تحمل الخطوة وزنًا رمزيًا وسياسيًا مضاعفًا لبلدٍ ارتبط اسمه تاريخيًا ببدايات القضية الفلسطينية، من بلفور 1917 خلال الحرب العالمية الأولى، إلى نظام الانتداب وما تبعه من مسارات انتهت بقيام إسرائيل عام 1948 وتشريد الفلسطينيين، فى المقابل، ترى لندن اليوم أن الاعتراف بدولة فلسطين "أداة ضغط سياسية" لإبقاء حل الدولتين ممكنًا على الأرض، بعد أعوامٍ من الجمود ووقائع ميدانية تُضعِف هذا الحل.
بين 1917 و2025.. ماذا تقول الذاكرة؟
رسالة بلفور، التى وجهت إلى اللورد روتشيلد فى 2 نوفمبر 1917، عبرت عن تأييد بريطانى لإنشاء "وطن قومى لليهود" مع شرط "عدم المساس بالحقوق المدنية والدينية للطوائف غير اليهودية فى فلسطين"، غير أن التطبيق التاريخى لهذا التوازن انتهى إلى واقع إقصائى للفلسطينيين، اعتراف 2025 لا يُلغى إرث بلفور، لكنه يضع على الطاولة سرديةً بريطانية محدثة: الاعتراف المتزامن بحق الفلسطينيين فى دولتهم بوصفه شرطًا للعدالة والاستقرار.