يوجد العديد من الشخصيات التاريخية داخل مراكز ومدن محافظة الغربية، والتى كتبت إسمها بحروف من نور على مر العصور، سواء بمواقفهم التاريخية والتصدى للعدوان أو بتأسيسهم منشآت تاريخية تعد قبلة وعنوان تلك الأماكن، ويأتى إليها الزوار للتعرف على تاريخها.
قصر يوسف الجندى التاريخي
وفى هذا الصدد رصد "اليوم السابع" خلال جولته داخل مدينة زفتي، أحد أهم هذه المناطق الأثرية والتاريخية، والتى شهدت أحداثا تاريخية كبيرة، ومن أهمها قصر يوسف الجندى رئيس جمهورية زفتى أول جمهورية فى الشرق الأوسط، ويظل القصر شاهدًا على النضال ضد الإنجليز، واجتماعات الثائرين للدفاع عن المدينة قبل إعلان استقلالها.
وقال أحمد الجندى أحد أفراد العائلة لـ"اليوم السابع" إن القصر يقع على بعد 500 متر من كورنيش النيل الرابط بين مدينة زفتى فى محافظة الغربية وميدنة ميت غمر فى محافظة الدقهلية، ويعد وجهة المدينة ويقع بجانبه كوبرى زفتى الفرنساوى والذى أيضا شهد أحداث تاريخية ويعود بناءة إلى أكثر من 100 سنة، وكان الهدف من بناءه هو عبور الأسلحة والذخائر، وشهد تصدى أبناء الجمهورية برئاسة المحامى يوسف الجندي للانجليز.
وأضاف أن يوسف الجندى ولد عام 1893 بمدينة زفتى وأكمل تعليمه بها حتى حصل على البكالوريا، وهو سياسى ومحامى، عمل وكيلا برلمانيا لوزارة الداخلية، وحصل على ليسانس حقوق عام 1916، كما عمل نائبا لزعيم المعارضه فى مجلس الشيوخ، واشتهر بحبه للنضال وكان أحد أهم المساهمين فى حركة النضال ضد الإنجليز، كما اشتهر بمناقشاته الثورية حينما كان طالبا بكلية الحقوق، وتم فصله من الجامعة بسبب معارضته للإنجليز.
وأوضح أن بعد عودة سعد زغلول من المنفى وعقب انتهاء ثورة 1919، تم اختيار جده "يوسف الجندى" ليكون فى حقيبته الوزارية، ولكن اعترض الملك فاروق على ذلك، مما تسبب وقتها فى أزمة بين القصر وحزب الوفد، فانتخب الجندى عضوا فى مجلس الأمة كما تولى منصب نائب زعيم المعارضة.
ثورة واستقلال جمهورية زفتى
وأشار إلى أن القصر الموجود أمام محطة القطار والتى شهدت أيضا أحداث تاريخية، هو عنوان مدينة زفتى، والذى يأتى إليه الجميع لزيارته والتعرف على تاريخه الكبير فى النضال، فكان دائم الذهاب أيضا إلى قرية مسجد وصيف التابعة لمركز زفتى، والذى كان بها بيت للزعيم سعد زغلول لعقد الاجتماعات المغلقة بصحبه زعماء الثورة.
وأضاف أن الجندى ساهم فى اشتعال ثورة 1919، لكونه أحد المساندين للزعيم سعد باشا زغلول، وعندما اندلعت الثورة قرر الجندى استقلال جمهورية زفتى للضغط على الإنجليز لاسترجاع الزعيم سعد زغلول ورفاقه من المنفى، وتم نجاح الاستقلال وتم إعلانها أول جمهورية فى الشرق الأوسط لمدة 48 ساعة، وتم إنهاء هذا الاستقلال وفك الحصار عن المدينة بعد إجراء عدة مفاوضات مع الإنجليز.
وتوفى الجندى عام 1941 وأطلق اسمه على العديد من الشوارع فى محافظتى القاهرة والغربية تخليدا لذكراه، وظل قصره فى مدينة زفتى شاهدا على كفاحه وتاريخه فى النضال هو وأهل مدينته ضد الإنجليز، وأدرج الجهاز القومى للتنسيق الحضارى، برئاسة المهندس محمد أبو سعدة، اسم يوسف الجندى، فى مشروع حكاية شارع، حيث تم وضع لافتة تحمل اسمه وعنوانه على الشارع.

قصر يوسف الجندي

قصر يوسف الجندي من الداخل

لافتة هنا عاش يوسف الجندي