شهدت الساعات الماضية تطورات متسارعة بعد إقرار مجلس الأمن الدولى مشروع القرار الأمريكى بشأن غزة، والذى حظى بتأييد واسع داخل المجلس، مقابل تحفظات فلسطينية وروسية وصينية، وردود فعل دولية وإقليمية متباينة. وبينما اعتبرته واشنطن إنجازًا تاريخيًا سيمهّد لمرحلة جديدة فى غزة، أبدت فصائل فلسطينية رفضًا قاطعًا لبنوده، فى حين وصفت القيادة الفلسطينية القرار بأنه فرصة لتثبيت وقف إطلاق النار وإعادة الإعمار.
وعلى خط مواز، واصلت مصر جهودها الإنسانية بإطلاق قوافلها الإغاثية، بينما عبرت عواصم غربية عن دعمها لتنفيذ خطة السلام المقترحة ليظل مستقبل القطاع مرهونًا بقدرة الأطراف الدولية والإقليمية على ترجمة القرار إلى آليات عملية وضمان حماية المدنيين.
كيف علقت فلسطين وإسرائيل؟
ورحّبت الرئاسة الفلسطينية بالقرار، مؤكدة أنه يرسخ وقف إطلاق النار ويدعم إيصال المساعدات ويحمى حقوق الشعب الفلسطينى فى تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة. ودعت إلى تنفيذ القرار فورًا بما يشمل عودة الحياة الطبيعية، ووقف التهجير، وانسحاب قوات الاحتلال، وإعادة الإعمار وأعلنت استعدادها للتعاون مع الولايات المتحدة والدول العربية والإسلامية والأمم المتحدة لضمان تنفيذ القرار والانطلاق نحو مسار سياسى قائم على حل الدولتين.
من جانبها، رفضت حركة حماس القرار الأممى واعتبرته بعيدًا عن مطالب الشعب الفلسطينى وحقوقه السياسية والإنسانية. ورأت الحركة أنه يثبت "وصاية دولية على غزة" ويحاول فرض وقائع تتناغم مع أهداف الاحتلال التى عجز عن تحقيقها بالحرب. وأكدت أن القرار يعزل القطاع عن الجغرافيا الفلسطينية ويهدد حق الشعب فى تقرير المصير، مشددة على أن سلاح المقاومة شأن وطنى داخلى غير قابل للتفاوض خارج إطار إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية.
وبدوره، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو أن خطة الرئيس ترامب خطوة نحو تحقيق السلام والازدهار، مؤكدًا أنها تتمسك بنزع سلاح غزة كشرط أساسى لأى تسوية مستقبلية، وأن الخطة تخدم الأمن الإسرائيلى فى المرحلة المقبلة.
فى حين، شنّ زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" هجومًا على الحكومة الإسرائيلية، معتبرًا أن تمرير القرار الأممى يمثل "فشلًا فى إدارة الملف"، وأن ما حدث يعد تنازلًا عن أمن إسرائيل فى لحظة إقليمية تتغير ضد مصالحها.
ترامب يشكر مصر وقطر والسعودية
وأما الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فقد رحب بإقرار مجلس الأمن للقرار، واصفًا إياه بأنه "لحظة تاريخية" تمهد لتشكيل "مجلس السلام بشأن غزة" الذى أعلن أنه سيرأسه شخصيًا، مؤكدا أن التصويت يمثل أحد أكبر التوافقات فى تاريخ الأمم المتحدة. ووجه ترامب الشكر للدول الأعضاء، بما فيها الصين وروسيا رغم امتناعهما عن التصويت، وكذلك لدول عربية دعمت الجهد الأمريكى مثل مصر وقطر والإمارات والسعودية والأردن وتركيا وإندونيسيا، مشيرًا إلى أن تفاصيل المجلس وإعلانات أخرى ستصدر خلال الأسابيع المقبلة.
المساعدات الإنسانية
وعلى الصعيد الإنسانى، واصل الهلال الأحمر المصرى جهوده بإطلاق القافلة الإنسانية رقم 75 «زاد العزة.. من مصر إلى غزة»، محملة بآلاف الأطنان من الغذاء والمواد الطبية والإغاثية والخيام والبطاطين والوقود. وتعد القافلة امتدادًا لسلسلة مساعدات تجاوزت نصف مليون طن منذ بداية الأزمة، بجهود 35 ألف متطوع وبوجود دائم على الحدود، حيث لم يُغلق معبر رفح من الجانب المصرى طوال فترة الحرب، بما يعكس استمرار القاهرة فى لعب دورها كآلية وطنية لتنسيق دخول المساعدات.