أنفاق تحت الأرض لمدينة فيو الأترورية القديمة تم رسم خرائطها لأول مرة

الثلاثاء، 18 نوفمبر 2025 11:00 م
أنفاق تحت الأرض لمدينة فيو الأترورية القديمة تم رسم خرائطها لأول مرة خريطة أنفاق لمدينة فيو

كتبت ميرفت رشاد

أكمل علماء الآثار أول مسح تكنولوجي شامل لشبكة الأنفاق تحت الأرض أسفل مدينة فيو الإتروسكانية القديمة في إيطاليا، مما يوفر رؤية غير مسبوقة لهندسة المدينة وتخطيطها الحضري، تكشف الخريطة التفصيلية كيف دعمت أنفاق مدينة فيو الإتروسكانية تحت الأرض إدارةً مائيةً معقدةً وحياةً دينيةً قبل فترة طويلة من هيمنة روما، وفقا لما نشره موقع" greekreporter".

هذا العمل، الذي يشرف عليه المتحف الوطني الإتروسكوي في فيلا جوليا وجامعة سابينزا في روما، جزء من مشروع أوسع نطاقًا تدعمه وزارة الثقافة الإيطالية، يتمحور حول حرم بورتوناتشيو، وهو موقع ديني رئيسي يضم معبد أبولو .

استخدم الباحثون مركبة جوالة ذاتية القيادة تُدعى ماجلانو، مُجهزة بأنظمة تنقل مستوحاة من ناسا، للتنقل عبر الممرات الضيقة وغير المستوية، أرسلت المركبة صورًا وبيانات آنية، مما سمح للفرق فوق الأرض بفحص المناطق التي يصعب على البشر الوصول إليها.

خريطة أنفاق لمدينة فيو
خريطة أنفاق لمدينة فيو

 

خريطة رقمية تكشف عن البنية التحتية المقدسة

هذه هي المرة الأولى التي تُوثَّق فيها البنية التحتية الجوفية بأكملها رقميًا، تشمل الشبكة أحواضًا طقسية، وصهاريج، وقنوات، وآبارًا، جميعها جزء من نظام هيدروليكي مُخطَّط له كان يربط سابقًا هضبة كامبيتي، وشرفة الحرم، ووادي كانيتاتشيو.

من أهم الاكتشافات وجود بركة مقدسة كبيرة بجوار معبد أبولو ، يعتقد علماء الآثار أن هذه البركة لعبت دورًا محوريًا في طقوس التطهير، وأُعيد استخدامها لاحقًا خلال الاحتلال الروماني بعد سقوط المدينة عام 396 قبل الميلاد.
من المرجح أن الأنفاق التي تدعم نظام المياه هذا كانت تخدم أغراضًا عملية واحتفالية، بما في ذلك المواكب الدينية والوصول إلى الطقوس.

وأوضحت لوانا تونيولو، التي أدارت أعمال الحفر، أن المشروع يقدم مجموعة بيانات جديدة تمامًا لفهم البنية الداخلية لفيو.

وقال ماسيمو أوسانا، المدير العام للمتاحف في إيطاليا، إن المشروع يوضح كيف تعمل التكنولوجيا الحديثة على إعادة تشكيل البحث الأثري، وخاصة في الأماكن التي تكون فيها عمليات الحفر التقليدية محدودة.

رؤى جديدة حول الأنفاق تحت الأرض لمدينة فيو الأترورية
كانت فيو، قوةً مهيمنةً في وسط إيطاليا قبل صعود روما، وبصفتها عضوًا في الرابطة الإتروسكانية، سيطرت على طرق التجارة والأراضي الزراعية والموارد المعدنية.

أدت قوتها ونفوذها إلى صراع طويل الأمد مع روما ، والذي انتهى بحصار أسطوري انتهى بهزيمتها.

ويؤكد هذا الاكتشاف مدى التقدم الذي وصلت إليه الهندسة الأترورية في مجالات مثل التحكم في المياه، والتصميم الحضري، والهندسة المعمارية الدينية.

بالنسبة لحضارة لا تزال لغتها غير مفهومة جزئيًا وثقافتها غير مفهومة تمامًا حتى الآن، فإن رسم خريطة تحت الأرض لمدينة فيو يفتح مسارات جديدة للبحث يمكن أن تسلط الضوء على الحياة الحضرية المبكرة في منطقة البحر الأبيض المتوسط.

 




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب