مصريات شاركن فى صنع التاريخ.. ليلى تكلا تروى فى حوار لـ اليوم السابـع فصولا مـن رحلتها: الملكة فريدة سألتنى عن مصفف شعر مش غالى.. حاورت ثعلب البيت الأبيض هنرى كسنجر عن القضية الفلسطنية.. وتعلمت الكثير من القرآن

الإثنين، 17 نوفمبر 2025 06:30 م
مصريات شاركن فى صنع التاريخ.. ليلى تكلا تروى فى حوار لـ اليوم السابـع فصولا مـن رحلتها: الملكة فريدة سألتنى عن مصفف شعر مش غالى.. حاورت ثعلب البيت الأبيض هنرى كسنجر عن القضية الفلسطنية.. وتعلمت الكثير من القرآن الدكتورة ليلى تكلا

منة الله حمدى

 

 

فى بيتها لا تستقبلك مجلات الموضة، بل أرفف الكتب التى شكّلت دستور حياتها. هى المرأة التى اتخذت من المعرفة سلاحًا ومن القلم منبرًا، فمن مقاعد البرلمان إلى منابر الحوار الدولى، الدكتورة ليلى تكلا، التى سارت بخطوات ثابتة ومحددة، تؤمن بأن الكلمة الصادقة قادرة على إحداث التغيير، لم تكتف «ليلى» بأن تكون شاهدة على عصرها بل كانت جزءًا منه، تخوض معاركها الكبرى على الورق قبل أروقة البرلمان.

تخرجت ليلى تكلا فى كلية الحقوق بجامعة القاهرة فى خمسينيات القرن الماضى، ثم حصلت على الماجستير من جامعة كاليفورنيا، والدكتوراه من جامعة نيويورك، لتعود إلى وطنها حاملة على عاتقها مسؤولية وأمانة هذا العلم لأصحابه.

عاشت حياة زوجية مختلفة، فهى ابنة عائلة تكلا، تلك العائلة الكبيرة ذات التاريخ الوفدى العريق، التى تنتمى إلى الدين المسيحى، ولكنها تزوجت من اللواء عبدالكريم درويش ينتمى للدين الإسلامي  وأنجبت منه ولدين، وعاشا قصة حب إنسانية تعكس مدى إيمانها العميق بأن المحبة أقوى من أى فوارق.

ارتكزت «تكلا» فى حياتها على المرتكزات التى تجمع بين الدين الإسلامى والمسيحى، فأصدرت كتابها «التراث المسيحى الإسلامى»، الذى دعت فيه إلى التعايش بين أبناء الوطن الواحد، حملت مسيرتها السياسية الكثير من المواقف المشرفة منها عضويتها فى لجنة الخمسين لوضع الدستور المصرى، وترأست صندوق الأمم المتحدة التطوعى للتعاون الفنى فى مجال حقوق الإنسان، ورئاسة الاتحاد المصرى للمحاميات، ورئاسة مجلس أمناء برامج حقوق الإنسان بالأمم المتحدة.

ساهمت فى إنشاء مجالس لحقوق الإنسان، وعملت على عقد لجان المصالحة فى أفريقيا، كما تولت رئاسة لجنة الخبراء لإنشاء مراكز ومؤسسات تنمية المرأة من أجل المجتمع، واختيرت عضوًا فى المفوضية الدولية للثقافة والتنمية، وأطلقت أول نداءٍ دولى للتعايش بين الثقافاتفى حوارنا معها نكتشف أن السياسة، حين تقودها الحكمة، وتزينها الأصالة، وتدفعها المسؤولية تجاه المستقبل، تتحول إلى رسالة إنسانية خالدة..

وإلى نص الحوار.. 

 

كان عطاؤك كبيرًا جدًا.. كلمينا عن عطائك للمرأة المصرية كأم وماذا قدمتِ لها؟

• من القضايا التى أعتز بها هى قضية منح الجنسية لأبناء الأم المصرية، لهذه القصة خلفية، فى يوم من الأيام، جاءتنى سيدة وقالت لى إن ابنها مطلوب للتجنيد كضابط فى الجيش التركى، سألتها عن السبب، فأجابت بأن زوجها كان تركيا، ورغم أنه قريبها، فإن الولد عند ولادته أخذ جنسية أبيه ولم يأخذ جنسية أمه، لكنه لا يعرف كلمة تركية واحدة ولم يزر تركيا فى حياته، وقالت لى سيدة أخرى إن ابنها مطلوب للذهاب إلى السودان للسبب نفسه.

وجدت أنه ليس من العدل فى شىء ألا تستطيع الأم أن تمنح جنسيتها لأبنائها، مثلما يفعل الأب، درست هذا الموضوع ووجدت أن أغلب الدول تتيح للمرأة التى تتزوج من أجنبى أن تمنح جنسيتها لأبنائها، بينما كانت المرأة المصرية محرومة من هذا الحق.

اهتممتُ بالموضوع وبدأت أكتب عنه فى جريدة الأهرام، وتلقيت ردود فعل هائلة ورسائل واتصالات من حالات لا نهاية لها، ثم وجدت أن هناك آخرين مهتمين بالموضوع، تكاتفنا جميعا وحاولنا مرارا ثم نجحنا بعد فترة، وأذكر مرة كنت فى حفل استقبال، أظنه فى السفارة اللبنانية، وإذا برجل يأتى مسرعا إلىّ ويقبل يدى.. استغربت الأمر، فقال لى: «يا دكتورة، أريد أن أشكرك»، كان رجلا كبيرا فى السن، قلت له: «العفو.. على ماذا؟» قال: «لولَاكِ لما استطعت أن آتى إلى مصر وأسافر بحرية. أنا أمى مصرية وأبى سورى، ولم أحصل على الجنسية المصرية. كانوا يعاملوننى معاملة الأجانب، الآن حصلت على الجنسية، وأشعر بمصريتى التى كنت أحس بها دائما، ولكنها لم يكن مُعترفا بها رسميا.

حدثينا عن إنشاء محاكم الأسرة؟

• لمحاكم الأسرة قصة مختلفة تماما. كنت قد دُعيت لحضور مؤتمر عن محاكم الأسرة فى سان فرانسيسكو، نظمته هيلارى كلينتون، كلما سافرت ورأيت نظامًا جيدًا أو فكرة جيدة، كنت أعود وأرغب فى تنفيذها فى مصر.

ذهبت إلى المؤتمر وحضرته، وكان رئيس المؤتمر قاضيا من أستراليا، وهو رئيس محاكم الأسرة هناك، حيث تعتبر أستراليا من أكثر الدول اهتماما بهذا المجال، تعرفت عليه وعلى زوجته ونشأت بيننا صداقة، حضرت كل الجلسات وعدت وأنا مصممة على أنه لا بد أن يكون لدينا فى مصر محاكم أسرة.

أتذكر أننى عندما طرحت هذا الكلام لأول مرة، قالوا لى: «محاكم أسرة ماذا؟ هذا نظام متقدم جدا»، فقلت: «وهل مصر لا تستحق كل نظام متقدم؟» وغضبت يومها، لكن بعد ذلك بدأ الناس يتحدثون عن الفكرة، واهتمت بها السيدة سوزان مبارك، وأيدتها وبدأت تدعو لها.

لقد أُنشئت محاكم الأسرة وكان الهدف منها أن تكون حلا شاملا لقضايا الأسرة، وليست للمرأة فقط كما ظن البعض، الفكرة كانت تقوم على ثلاث مراحل «المرحلة الأولى هى «مكتب المصالحة»، حيث تتم محاولة حل الخلافات وديًا قبل تفاقمها، إذا لم ينجح ذلك، ننتقل للمرحلة الثانية وهى مرحلة «الشكوى»، حيث يحاول المختصون حل المشكلة عبر إزالة أسباب الشكوى، وفقط إذا استعصى الحل وفشلت المرحلتان السابقتان، نصل إلى المرحلة الثالثة والأخيرة وهى رفع دعوى قضائية، فلا يكون التقاضى بين الأبوين إلا كملاذ أخير».

أُنشئت المحاكم وبدأت العمل إلى حد ما وفق هذا التصور، لكننى أعتقد أنها الآن، مع الأسف، لا تؤدى واجبها كما ينبغى، بدليل أننا احتجنا إلى نظام آخر موازٍ هو «مودة»، وهو أمر جيد يكمل دورها. إننى أدعو وزير العدل والقضاء إلى الاهتمام بالمشاكل التى تواجه تنفيذ الهدف الأساسى لمحاكم الأسرة وتفعيل دورها الحقيقى، لأنها الدرع الذى يحمى الأسرة، والأسرة هى نواة المجتمع.

كيف ترين المرأة المصرية؟ وهل نالت حقوقها ووصلت للمكانة التى تستحقها؟

• لقد عاصر جيلنا بالفعل تحولات كثيرة، من النظام الملكى إلى عهد عبدالناصر بتوجهاته الاشتراكية، ثم عهد السادات بتوجهاته الرأسمالية، المرأة اليوم تعيش أزهى عصورها، فى السابق كنا خمس سيدات فقط فى مجلس الشعب، وكانوا يعتبرون ذلك كثيرا، أما اليوم فالعدد أكبر بكثير، أصبحت مشاركة المرأة فى البرلمان أمرًا عاديًا، وهناك مناصب لم تكن متاحة للمرأة فى السابق أصبحت تشغلها الآن، مثل منصب المحافظ والوزير، بل وحتى مستشار رئيس الجمهورية للأمن القومى، وهو منصب تشغله السيدة السفيرة فايزة أبوالنجا، المرأة اليوم موجودة فى كل المجالات.

بالنسبة لحقوقها، فقد نالت الكثير منها، وهناك جهود مستمرة لمراجعة قوانين الأحوال الشخصية، أستطيع القول إن وضع المرأة قد تحسن كثيرا، وقد يتحسن أكثر، المرأة اليوم، بفضل الرئيس السيسى، تعيش عصرها الذهبى.

هناك بعض الرجال أصبحوا يعتمدون اعتمادا كليا على المرأة لدرجة أنهم تخلوا عن مسؤولياتهم.. كيف تصفين هذه المرأة التى تتحمل كثيرًا على عاتقها؟

•أنا لن أصف المرأة، فهى عظيمة بشكل واضح، بل سأصف الرجل الذى يتخلى عن مسؤولياته تجاه أسرته بصفة لا أحب ذكرها. إذا كان الرجل غير قادر على العمل لسبب قاهر، فهذا أمر مختلف، هناك الكثير من الأسر التى تعولها امرأة لأن الزوج متوف أو عاجز عن العمل أو مسافر، فى هذه الحالات، هى تقوم بواجبها ونحن نشجعها وندعمها، لكن إذا كان الرجل قادرا على العمل ويفضل الجلوس على المقهى بينما تعمل زوجته، فهذا عيب، لذلك قبل أن نتحدث عن «تحرير المرأة»، نحن بحاجة إلى «تحرير الرجل»، عندما نحرر عقل الرجل، ستتحرر المرأة تلقائيًا.

 

كيف نحرر عقل الرجل؟

•هذا ما نفعله الآن. المناصب التى كانت محجوبة عنها أصبحت متاحة لها، وهناك اهتمام أكبر بالأسرة، والمرأة المعيلة أصبح لها مكانة ودعم أكبر، لقد فعلنا الكثير، والفضل يعود للرئيس السيسى، وما زال أمامنا المزيد، المجلس القومى للمرأة، الذى كان له قصة إنشاء بعد نضال طويل، يقوم بدور مهم فى هذا الصدد.

ننتقل إلى قضية أخرى.. ما هو دورك فى تطوير مفهوم «التراث المسيحى الإسلامى المشترك»؟

•هذه من القضايا القريبة جدا إلى نفسى، وقد كتبت فيها ثلاثة كتب، أذكر أننى دُعيت فى أوائل التسعينيات إلى اجتماع نظمته إحدى المنظمات المصرية بالتعاون مع جامعة هارفارد، طُلب منى الحديث عن حقوق الإنسان وحقوق المرأة وحقوق الأقليات.

•فى كلمتى، أشرت إلى أن الخلافات التى كانت تحدث آنذاك بين المتطرفين المسيحيين والسلفيين لا مبرر لها، فالعقيدتان المسيحية والإسلامية يجمع بينهما أكثر مما يفرق، وهناك أوجه تشابه كبيرة جدا بينهما لو عرفها الطرفان لاختفت الخصومة.

ضربت أمثلة على ذلك، مثل قصة ميلاد السيد المسيح الموجودة فى القرآن الكريم كما هى فى الإنجيل المقدس، وتكريم الإسلام للسيدة مريم العذراء.
كان الدكتور إسماعيل سراج الدين، مدير مكتبة الإسكندرية آنذاك، حاضرًا، وقد لاحظ أن الكلمة لاقت قبولًا كبيرًا، حيث وقف الحضور وصفقوا لى طويلا، فأخذ هذه الكلمة ونشرها فى كتيب صغير باللغة الإنجليزية، بعد ذلك، بدأت الفكرة تنتشر، حتى قال لى شيخ الأزهر: «أنتِ تقومين بالدعاية للإسلام أكثر من بعض الشيوخ».

توسعت فى هذه الفكرة وكتبت بحثا كبيرا فى كتاب بعنوان «التراث المسيحى الإسلامى المشترك»، الذى لاقى قبولا كبيرا أيضا ثم اقترح علىّ بعض الزملاء أن أكتب نسخة مبسطة باللغة العربية لطلاب المدارس والشباب فى قصور الثقافة، لأنها تدعو إلى السلام والمحبة، وبالفعل، كتبت كتابًا ثالثًا بعنوان «تراثنا المسيحى الإسلامى المشترك».

كيف ترين وضع مصر الحالى مقارنة بباقى دول العالم؟

نحن فى مصر لدينا نعمة عظيمة هى «الأمن والاستقرار»، الوثيقة العالمية لحقوق الإنسان تنص فى ديباجتها على أن أول حق يجب أن يتمتع به المواطنون وتوفره لهم الدولة هو «الحق فى الأمان».
نحن لدينا هذا الحق، لذلك عندما يتهمنا الأجانب بانتهاكات حقوق الإنسان، أقول لهم إن هذا غير صحيح بحكم منصبى السابق كرئيسة لمجلس أمناء برامج حقوق الإنسان فى الأمم المتحدة، أعرف جيدا ما يحدث فى كثير من الدول، هناك انتهاكات لحقوق الإنسان فى بعض المجالات لديهم أكثر مما هو موجود فى مصر، لذلك أقول للمصريين: أحبوا مصر، من يحب مصر يخدمها لآخر يوم، يساعدها ويعطيها، لا يشكو ولا يتذمر، ويفكر فى الوطن قبل أن يفكر فى نفسه.

قابلتِ شخصيات كثيرة ومهمة من جميع أنحاء العالم.. من هى أقرب شخصية عالمية إلى قلبك؟

•هم كُثر، ولكن من بين الذين أثروا فى وأعتبره أستاذى الكبير هو المستشار النمساوى «برونو كرايسكى». لقد نشأت بيننا صداقة غير عادية، رغم أنه كان رئيس دولة أوروبية كبير، وأنا كنت مجرد نائبة ناشئة كرايسكى، كان يهودى الديانة، وأنا فى ذلك الوقت كنت أخلط بين اليهودية والصهيونية، فكنت أرفض الصهيونية رفضًا باتًا وأتحفظ فى التعامل مع أى شخص يهودى خشية أن يكون صهيونيا.

•لكن كرايسكى، رغم ديانته، كان من أكبر أنصار القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطينى، والتاريخ يسجل له ذلك، لقد كان تأثيره علىّ كبيرًا فى أننى تعلمت أن أفصل تمامًا بين العقيدة الدينية والمذهب العنصرى.

ماذا عن حوارك مع ثعلب البيت الأبيض هنرى كيسنجر؟

•أتذكر حوارى مع هنرى كيسنجر، الذى لا أحبه شخصيًا، كنا فى مؤتمر رسمى فى البيت الأبيض، وجلست بجانبه، انتهزت الفرصة وشرحت له القضية الفلسطينية من وجهة نظرنا، وواجهته بأنه لا يفهم شيئًا عنها، فاعترف فى النهاية بأننى كدت أقنعه.

ماذا عن علاقتكِ بالملكة فريدة وبناتها؟

الملكة فريدة قابلتها وكنا نلتقى، وكانت بناتها يأتين لزيارتها، أذكر أنها مرة سألتنى عن مصفف شعر جيد وغير باهظ الثمن، ومرة أخرى قالت إنها تحب أن يوصلها أحد بسيارته لتتنزه على كورنيش النيل، تذكرت حينها جراج قصر عابدين الملىء بعشرات السيارات الحمراء الخاصة بالعائلة المالكة، وكيف أنها الآن تبحث عن سيارة توصلها.

رغم كل ما مرت به، فقد رفضت عرضًا مغريًا من أحد الناشرين لكتابة مذكراتها عن حياتها مع الملك فاروق، قائلة إن حياتها الخاصة ليست للبيع، وماتت فى منزل متواضع وفى ظروف مادية صعبة، عندما توفيت، حضر بناتها، وقد أكرمتها الدولة فى جنازتها، وذهبت قرينة الرئيس آنذاك لتعزيتهن، هذا الموقف يجسد ما يمكن أن نسميه «أخلاق الملوك».

كيف تمكنت المرأة المصرية من الوصول إلى منصب السفيرة فى الخارج؟

•فى البداية، عندما تم السماح للمرأة بأن تكون سفيرة، لم يُسمح لها بالسفر للعمل فى الخارج، بل كانت تبقى فى مصر. فى إحدى المرات، جاءتنى ثلاث سفيرات، منهن ميرفت التلاوى، وطلبن منى أن أثير هذه القضية.

•تحدثت مع السيدة جيهان السادات ومراد غالب، وزير الخارجية آنذاك، وظللنا نتابع الموضوع حتى تم السماح للسفيرة المصرية بالعمل فى الخارج، والآن، انظرى كم سفيرة تمثل مصر فى الخارج، بل إن من ألقت كلمة مصر فى أحد المؤتمرات الدولية الأخيرة، كانت سيدة. التطورات التى حدثت للمرأة كثيرة، وكلنا ساهمنا فيها.

ما هى أهم القضايا التى ناضلتِ من أجلها وتحققت الآن؟

•على سبيل المثال، قضية بناء الكنائس، كان هذا الموضوع يثير صورة سيئة جدًا عن مصر فى الخارج، كتبت مقالا أوضحت فيه موقف الإسلام من ممارسة المسيحيين لشعائرهم، وكيف أن الإسلام لا يمنع ذلك، بل إن عمرو بن العاص نفسه بنى كنيسة كما ذكر البابا شنودة، الآن، أصبح بناء كنيسة قبطية فى مصر أسهل من بنائها فى أوروبا، وهذا بفضل التسهيلات التى تقدمها الدولة.

حدثينا عن دور الكتابة والتأليف فى مسيرتك.. وكيف استخدمتِها للدعوة للقضايا المهمة التى آمنتِ بها؟

لدى كتاب اسمه «محاكم الأسرة»، ولدى كتاب آخر اسمه «المجالس القومية لحقوق الإنسان»، ألفت هذا الكتاب الأخير عندما كنا ننادى بإنشاء مجلس قومى لحقوق الإنسان، وقد كان ذلك نضالًا حقيقيًا، فعندما كنت أتولى مسؤوليات دولية، كانت دول كثيرة تأتى وتطلب منا المساعدة لإنشاء مجلس قومى لحقوق الإنسان لديها، وكان يحزننى جدًا أن مصر ليس بها مثل هذا المجلس، إلى أن صدر القرار، وأصبح لدينا فى مصر مجلس لحقوق الإنسان، كان عصره الذهبى بالطبع فى الأيام التى ترأسه فيها الدكتور بطرس غالى، فقد كان ذا كلمة مسموعة، أتمنى أن يكتب أحدهم كتابًا عن «هؤلاء الذين أحبوا مصر».

أنت شاهد عيان عن مواقف أم كلثوم الوطنية.. فما تعليقك؟

•بالطبع، أذكر أنه بعد التغيرات السياسية التى حدثت فى مصر، وتوجه البلاد نحو أمريكا بدلا من روسيا، كان الكثيرون يتجنبون الذهاب إلى احتفالات السفارة الروسية، فى إحدى المرات، كنت هناك، وقال لى السفير إننى «أشجع رجل فى مصر» لمجيئى.
•بعد قليل، دخلت أم كلثوم، فقلت له: «ليست أنا، بل هى أشجع رجل وأشجع امرأة»، وعندما تحدثت معها لاحقًا، قالت لى: «يا ليلى، من يقف بجانب مصر لا ننساه أبدًا، وهؤلاء وقفوا معنا عندما احتجنا إليهم»، كانت مواقفها قوية وغير عادية.

تعليمك كان فى مدارس راهبات.. كيف قويتِ لغتك العربية؟

•قراءة القرآن الكريم كان لها أثر كبير، فقد قوّت لغتى بشكل ملحوظ، وكذلك قراءة أعمال نجيب محفوظ، «العمل عبادة، لا إكراه فى الدين، النظافة من الإيمان»، كلها قيم عظيمة موجودة فى القرآن والسنة، ولكن للأسف، لا يتمسك بها الكثيرون فى عالمنا العربى اليوم.

بالانتقال للحديث عن رمضان.. ما هو موقع شهر رمضان فى حياتك خاصة أنكِ من غير الصائمين؟

•لرمضان مكانة خاصة فى حياتنا وفى سجل خبراتى، فمنذ كنا صغارا، أذكر أن والدى ووالدتى كانا يقيمان مأدبة إفطار كبيرة فى رمضان يدعوان إليها أصدقاءهما من الصائمين وغير الصائمين، وكنا نجلس جميعا فى الحديقة على طاولات لنفطر معا.

كانت طاولة كبيرة عليها الطعام، وطاولة أخرى فى زاوية عليها «قِدرة فول» ممتاز من أفضل ما كان يصنع وقتها، وكانت الناس تتهافت على قِدرة الفول هذه أكثر من باقى الأصناف، وبالطبع كان هناك البلح والأشياء الأخرى.

هذا التقليد استمر طوال فترة صبانا وشبابنا، وبعد أن تزوجت، استمررت أنا وزوجى فيه، فكنا نقيم حفل إفطار أيضا، لكننا لم نكن ندعو الأصدقاء فقط، بل كنا ندعو جميع العاملين معنا والبوّابين المجاورين، ونجتمع كلنا لنفطر سويا فى الحديقة.

إلى جانب ذلك، كان هناك الإفطار الجميل الذى يقيمه البابا شنودة، حيث كان يجمع المصريين كلهم معا، كنا نترقبه، وكانوا بعد الإفطار داخل الكنيسة يقومون جميعا للصلاة وقد وُضعت لهم السجاجيد.. هذه هى مصر.

ما هى رسالتك النهائية للشعب المصرى؟

مصر بها شخصيات عظيمة، وأتمنى أن يكتب أحد كتابًا بعنوان «هؤلاء أحبوا مصر» ليتحدث عن بطرس غالى ومجدى يعقوب وأحمد زويل وعبدالفتاح القصاص وغيرهم الكثير، من العيب أن نرى سلوكيات غير راقية لا تقوم على حب الوطن والناس، نحن وحدة واحدة، ويجب أن نظل كذلك لنكون أقوى دولة لا يستطيع أحد أن ينال منها.

 

معلومات عن ليلا تكلا

**  من الشخصيات الوطنية التى أثرت فى العمل السياسى والاجتماعى على مدى عقود

** أول سيدة تنتخب لرئاسة لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب المصرى

** حاصلة على جائزة النيل فى العلوم الاجتماعية وعضو حال فى لجنة ثقافة المواطنة وحقوق الإنسان

** ملقبة بـ«أم الشرطة المصرية»، لدفاعها الدائم عن رجال الشرطة المصرية

** أرملة الدكتور عبدالكريم درويش أحد أبطال معركة الإسماعيلية الذى لقب بـ«أبوالشرطة العصرية فى العالم العربى» وقد كرمها الرئيس عبدالفتاح السيسى سنة 2023

** من أقولها المرأة اليوم تعيش أزهى عصورها بفضل الرئيس السيسى وكنت أول من كتبت فى الأهرام حول ضرورة منح الجنسية لأبناء الأم المصرية وأنشأت محاكم الأسرة

 

ديكوبيه
 
ف
 
ففف
 



أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب