البرنامج القومى الثالث للصرف الزراعى خطوة استراتيجية لتحديث المنظومة بمصر.. تأهيل 257 ألف فدان بتمويل دولى.. ووزارة الرى: المشروعات تساهم فى زيادة الإنتاجية الزراعية بنسبة تتراوح بين 15 و20% سنويا

الإثنين، 17 نوفمبر 2025 07:00 ص
البرنامج القومى الثالث للصرف الزراعى خطوة استراتيجية لتحديث المنظومة بمصر.. تأهيل 257 ألف فدان بتمويل دولى.. ووزارة الرى: المشروعات تساهم فى زيادة الإنتاجية الزراعية بنسبة تتراوح بين 15 و20% سنويا وزارة الرى

كتبت أسماء نصار

تعد كفاءة شبكات الصرف الزراعي حجر الزاوية في تحقيق التنمية الزراعية المستدامة، وضمان الاستغلال الأمثل للموارد المائية والأرضية، فمشكلة ارتفاع منسوب المياه الأرضية وتراكم الأملاح تهدد خصوبة الأراضي الزراعية وإنتاجيتها، خاصةً فى المناطق التي تعتمد على الري الدائم.

وفي إطار هذه الأهمية الاستراتيجية، تتبنى هيئة الصرف منذ انشائها خطة طموحة ومتكاملة تهدف إلى التوسع في إنشاء وتحديث شبكات الصرف الزراعي المغطى في جميع أنحاء الجمهورية، لا تقتصر هذه الاستراتيجية على الوجهين البحري والقبلي فحسب، بل تمتد لتشمل مناطق الاستصلاح الجديدة، مستندةً إلى آليات تمويل تجمع بين الموارد المحلية، والقروض، والمنح الأجنبية، لضمان استمرارية هذه المشروعات الحيوية.

ويأتي في صدارة هذه المشروعات الكبرى التي يتم تنفيذها حالياً، "البرنامج القومي الثالث للصرف"، الذي أطلقته الدولة المصرية كخطوة استراتيجية لاستكمال وتطوير منظومة الصرف الزراعي في مختلف المحافظات حيث يهدف إلى إعادة تأهيل شبكات الصرف القديمة، بما يضمن تحسين كفاءة الإنتاج الزراعي والحفاظ على البيئة، كما يركز على إدخال تقنيات حديثة في تصميم وتنفيذ نظم الصرف المغطى، ودعم البنية التحتية للمياه بما يعزز الأمن الغذائي الوطني ويواكب خطط الدولة لتحقيق التنمية الزراعية المستدامة.


أوضح المهندس محمد عبد السميع رئيس هيئة الصرف أن البرنامج القومي الثالث للصرف يهدف إلى تعظيم العائد الاقتصادي وزيادة دخل المزارعين لضمان الاستدامة مشيرًا إلى أن هناك العديد من الفوائد لمشروعات الصرف منها صرف المياه الزائدة لمنع تطبيل الأرض واختناق الجذور، وخفض منسوب المياه الأرضية لضمان تهوية التربة، و هذا التحسين في البيئة الأرضية يساهم في زيادة الاستفادة من عمليات التسميد، وتسهيل استخدام الميكنة الزراعية، وغسيل التربة لتقليل ملوحتها، مما يؤدي مباشرة إلى زيادة إنتاجية الأرض ورفع دخل المزارع.

أضاف عبد السميع أن البرنامج القومي الثالث للصرف الزراعي، يستهدف تأهيل شبكات الصرف المغطى بمساحة 257 ألف فدان بالتعاون مع كل من الاتحاد الأوروبي وبنك التعمير الألماني (KFW)، ضمن خطة الدولة الطموحة لدعم التنمية الزراعية المستدامة وتعظيم العائد الاقتصادي من الأراضي الزراعية، و تحقيق مجموعة من الأهداف الاستراتيجية التي تسهم في تحسين مستوى معيشة الفلاحين ورفع كفاءة إدارة الموارد المائية.

مخاطر الصرف غير السليم على الإنتاجية الزراعية
 

أوضح عبد السميع أن الصرف غير السليم للمياه يمثل خطرًا على خصوبة وإنتاجية الأراضي الزراعية، فالارتفاع المستمر لمنسوب المياه الجوفية قد يؤدي إلى خسائر في المحاصيل، مما يستدعي ضرورة التعامل الفوري والفعال مع هذه المشكلة للحفاظ على الأصول الزراعية للدولة.

المزايا المتعددة لشبكات الصرف المغطى
 

من جانبها قالت المهندسة هبة حسين رئيس الإدارة المركزية للتخطيط بهيئة الصرف التابعة لوزارة الرى أنه من بين الأهداف الأساسية للبرنامج زيادة الإنتاجية الزراعية بعد تنفيذ مشروعات الصرف بنسبة تتراوح بين 15 و20% سنويًا في المناطق المستهدفة، إلى جانب إشراك الفلاحين في عمليات التشغيل والصيانة، مما يسهم في تعزيز الاستدامة ورفع كفاءة الخدمات المقدمة لهم، ورفع القيمة الاقتصادية للأراضي الزراعية على المدى الطويل.

حماية التربة ورفع كفاءة الإنتاج
 

أوضحت رئيس الإدارة المركزية أن نظام الصرف المغطى يمثل حلاً متكاملاً يوفر فوائد عديدة تبدأ من حماية الأصول الزراعية نفسها، فمن الناحية الفنية، يتميز هذا النظام بقدرته على تصريف المياه الزائدة عن حاجة النبات والتربة، وهو ما يمنع ظواهر مثل "تطبيل" الأرض واختناق الجذور.

أوضحت أن الصرف المغطى يساهم في خفض منسوب المياه الأرضية، مما يضمن تهوية مثلى للتربة ويجنب النباتات الذبول، علاوة على ذلك، يعد النظام أداة أساسية لغسيل التربة وتقليل نسبة ملوحتها، مما يعزز خصوبتها ويؤدي بالتالي إلى زيادة إنتاجية المحاصيل.

كما أن هناك مردود اقتصادي وبيئي لشبكات الصرف المغطى تتجاوز مزايا الصرف المغطى الجانب الفني للتربة لتشمل مردوداً اقتصادياً وبيئياً ملموساً فمن الناحية الاقتصادية، يؤدي الى ارتفاع خصوبة وإنتاجية الأرض وتعود هذه الزيادة مباشرة على دخل المزارع، فضلاً عن المساهمة في زيادة الرقعة الزراعية المستغلة.

من جانبه قال المهندس سعيد مخيمر نائب رئيس هيئة الصرف للوجه البحرى أن الصرف الزراعى يسهم في رفع كفاءة العمليات الزراعية من خلال الاستفادة القصوى من عمليات التسميد وتسهيل استخدام الميكنة الزراعية الحديثة أما بيئياً، فيلعب الصرف المغطى دوراً حيوياً في تقليل تلوث البيئة وتجنب التعرض للأمراض التي قد تنشأ عن مياه الصرف الحقلي المكشوف، مما يعزز صحة البيئة والمجتمع الزراعي.

أضاف مخيمر أن شبكات الصرف الزراعي من أهم عناصر البنية التحتية التي تضمن استدامة الإنتاج الزراعي وجودته، فهي تعمل على تصريف المياه الزائدة من التربة، مما يمنع تشبعها بالمياه وتدهور خصوبتها، مشيرًا الى أن تراكم المياه في الأراضي الزراعية يؤدي إلى اختناق جذور النباتات وضعف نموها، وقد يتسبب في انتشار الأمراض الفطرية وتملّح التربة، لذا فإن الحفاظ على كفاءة شبكات الصرف يمثل ضرورة لضمان استمرار الإنتاج وتحسين جودة المحاصيل.

وشدد مخيمر على ضرورة ادراك المزارعين أهمية هذه الشبكات ودورهم الحيوي في صيانتها بشكل دوري، مثل تنظيف المصارف من الرواسب والنباتات الطفيلية التي تعيق جريان المياه، ومراقبة الأعطال أو الانسدادات فور حدوثها لأن إهمال هذه الأعمال البسيطة قد يؤدي إلى خسائر كبيرة في المحصول، وإلى ارتفاع تكاليف إعادة تأهيل الشبكة في المستقبل، مما قد يؤثر سلباً على دخل المزارع .

من جانبه قال المهندس محفوظ شلبى نائب مدير المشروع القومى الثالث للصرف من جانب المكتب الاستشارى، أن الاهتمام بشبكات الصرف الزراعي يسهم في حماية الموارد المائية والبيئة المحيطة، ويحافظ على توازن النظام البيئي لذلك، ينبغي أن تتضافر جهود المزارعين مع هيئة الصرف في متابعة وصيانة هذه الشبكات بانتظام، لضمان تحقيق تنمية زراعية مستدامة تدعم الأمن الغذائي وتحافظ على جودة الأراضي للأجيال القادمة.

أضاف أن مشروعات الصرف الزراعي من الركائز الأساسية لتنمية القطاع الزراعي في مصر، إذ تسهم في الحفاظ على خصوبة التربة وزيادة إنتاجيتها من خلال التخلص من المياه الزائدة والأملاح التي تؤثر سلبًا على نمو المحاصيل.

 




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب