تتجه أنظار عشّاق كرة القدم فى القارة السمراء إلى المغرب يوم 21 ديسمبر، حيث تنطلق منافسات بطولة كأس أمم أفريقيا فى نسخة تُوصف مسبقًا بأنها واحدة من الأقوى والأكثر إثارة خلال السنوات الأخيرة.
وعلى أرضٍ تعشق كرة القدم وتعرف قيمة الأضواء، تتوافد منتخبات القارة مدجّجة بنجوم الصف الأول، يتقدمهم المصري محمد صلاح الذي يدخل البطولة بطموح قيادة الفراعنة نحو منصة التتويج.
بطولة كأس أمم أفريقيا كعادتها تكون ساحة لتألق النجوم وفرصة ذهبية لاكتشاف المواهب الشابة، ويسلط التقرير التالي الضوء على أبرز النجوم الذي سيكونون محط أنظار الجماهير في النسخة القادمة من المونديال الأفريقي.
محمد صلاح.. يرفع شعار "التالتة تابتة"
يُعدّ محمد صلاح أيقونة الكرة المصرية وأبرز نجومها فى تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز، بعد المسار الاستثنائي الذي قدّمه بقميص ليفربول، حيث حطّم عشرات الأرقام القياسية واعتلى منصّات التتويج محليًا وقاريًا، جامعًا بين الألقاب الجماعية والجوائز الفردية التي رسّخت مكانته بين كبار اللعبة.
ورغم البريق الذي يحيط بمشواره الأوروبي، ما زال سجل محمد صلاح مع منتخب مصر يفتقد اللقب القاري الذي طال انتظاره، بعدما اقتصرت أبرز إنجازاته الدولية على قيادة الفراعنة للعودة إلى كأس العالم عام 2018 فى روسيا، ثم التأهل من جديد إلى نسخة 2026 من المونديال الذي سيقام فى الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك بمشاركة 48 منتخبًا للمرة الأولى فى التاريخ.
ويحلم محمد صلاح بتحقيق الإنجاز الأهم فى مسيرته الكروية، وهو الحصول على بطولة كأس الأمم الأفريقية، وإعادة الكأس إلى أحضان "الفراعنة" بعد غياب 15 عاماً. ويدخل محمد صلاح، هداف الدوري الإنجليزي الممتاز "4 مرات"، فعاليات النسخة القادمة من المونديال الأفريقي بشعار "الثالثة تابتة"، بعدما قاد المنتخب إلى نهائيين سابقين أمام الكاميرون والسنغال، على أمل أن يكون النهائي الثالث هو بوابة فكّ النحس واعتلاء عرش أفريقيا أخيرًا.

عمر مرموش يبحث عن اللقب الأول
ويدخل عمر مرموش بطولة كأس أمم أفريقيا 2025 في المغرب بطموحات كبيرة، واضعًا نصب عينيه هدفًا واضحًا وهو حصد أول لقب في مسيرته مع منتخب مصر.
وقدم عمر مرموش مستويات رائعة مع آينتراخت فرانكفورت الألماني قبل أن ينتقل إلى مانشستر سيتي الإنجليزي في يناير الماضي مقابل 75 مليون يورو، ليواصل التألق في ملاعب أوروبا عبر بوابة الفريق السماوي وسط تزايد التوقعات حول قدرة النجم المصري على لعب دور محوري مع الفراعنة في النسخة المقبلة من البطولة القارية.
ومنذ انضمامه لصفوف المنتخب الأول تحت قيادة المدرب البرتغال كارلوس كيروش، أثبت عمر مرموش أنه أحد أهم المواهب الهجومية الصاعدة، لما يمتلكه من سرعة وانطلاقات خطيرة وقدرة على التسجيل وصناعة الفارق في اللحظات الحاسمة.

أشرف حكيمي أمل المغرب لإنهاء السنوات العجاف
يعد المغربي أشرف حكيمي، نجم باريس سان جيرمان الفرنسي، من أفضل اللاعبين فى مركز الظهير الأيمن بالعالم، ويتميز بقدراته الدفاعية بجانب إجادة تسجيل وصناعة الأهداف.
ويعتبر أشريف حكيمي أحد أعمدة الجيل الذهبي لكرة القدم المغربية، كما يُنظر إليه باعتباره اللاعب القادر على قيادة منتخب المغرب نحو منصة التتويج، لما يملكه من شخصية داخل الملعب وقدرة على صنع الفارق هجومياً ودفاعياً.
ومع احتضان المغرب للنسخة المقبلة من البطولة، تتضاعف آمال الجماهير في أن يكون ِشرف حكيمي بطل دوري أبطال أوروبا مع باريس سان جيرمان الفرنسي، هو الشرارة التي تقود "أسود الأطلس" إلى استعادة اللقب الغائب منذ عام 1976، ليكتب الجيل الحالي صفحة جديدة في تاريخ الكرة المغربية.

رياض محرز.. سلاح محاربي الجزائر
ويعتبر الجزائري رياض محرز من أبرز اللاعبين فى القارة الأفريقية، ونجح فى جلب البهجة إلى الجماهير الجزائرية وذلك بعدما ساهم فى حصول منتخب الجزائر للفوز ببطولة كأس الأمم الأفريقية 2019 التي أقيمت في مصر، ساعيًا لتكرار الإنجاز ذاته فى المغرب.
وفي نسخة 2025، تتجدد الآمال لدى الجماهير الجزائرية في أن يكون رياض محرز القائد القادر على إعادة المنتخب إلى منصة التتويج، خصوصًا فى ظل الرغبة القوية لدى اللاعبين في طي صفحة الإخفاقات واستعادة بريق "المحاربين".
ومع وجود محرز الفائز بلقب دوري أبطال أسيا للنخبة مع الأهلي السعودي في أفضل حالاته الفنية، تبدو الجزائر مستعدة للدخول فى المنافسة بكل قوة، بحثًا عن لقب يعيد كتابة التاريخ من جديد.

ساديو ماني يحمل أحلام أسود التيرانجا
يعد النجم السنغالي ساديو ماني أحد أبرز الأسلحة الهجومية التي يعوّل عليها منتخب السنغال في رحلته نحو التتويج بلقب كأس أمم إفريقيا للمرة الثانية في تاريخه، بعدما قاد "أسود التيرانجا" للتتويج التاريخي في النسخة قبل الماضية على حساب منتخب مصر.
ورغم التراجع النسبي فى مستواه منذ انتقاله إلى نادي النصر السعودي، فإن قيمته الفنية لم تتأثر، حيث لا يزال ساديو ماني يمتلك ما يكفي من مهارة وسرعة وخبرة تجعله عنصرًا حاسمًا في المباريات الكبرى.
قدرة ساديو ماني، الذي كان يشكل مثلثًا هجوميًا ناريًا مع الثنائي محمد صلاح وفيرمينو في نادي ليفربول الإنجليزي، على التسجيل وصناعة الفرص تمنحه دورًا محوريًا في تشكيل السنغال، وتجعله أحد أهم مفاتيح القوة الهجومية التي يراهن عليها المنتخب من أجل الظفر باللقب القاري من جديد.
