تعد واحة قارة أم الصغير أصغر واحة مصرية مأهولة بالسكان، ويطلق البعض اسمها جارة أم الصغير وهي الأكثر عزلة في الصحراء الغربية، ويحافظ أهلها على الحياة الفطرية والبدائية إلى جانب العادات والتقاليد التراثية الخاصة بهم، كما يتحدثون اللغة العربية والأمازيغية مثل أهالي سيوة، ويعتمدون في حياتهم على زراعة النخيل والزيتون وبعض الزراعات اللازمة لهم.
واقع واحة قارة أم الصغير بدائي فطري يشبه المجتمعات القديمة
واقع الواحة الصغيرة يشبه الخيال السينمائي، وحياة الأساطير القديمة، إلا أن واقعها تغير قليلاً مع اهتمام الدولة بتوفير الخدمات الضرورية بها وإنشاء مدرسة وأحواض تبريد لمياه العيون الساخنة وتوفير وسيلة مواصلات لخدمة الأهالي وقت الحاجة، وتقديم دعم ومساعدات عينية ومالية في بعض المناسبات العامة، خاصة قبل شهر رمضان المبارك.
تتبع قرية قارة أم الصغير، مركز مدينة سيوة إداريا، وتبعد عنها حوالي 90 كيلو متر في الشمال الشرقي، وتقع الجنوب الشرقي لمدينة مرسى مطروح بـ 300 كيلو متر، ولا توجد أي وسيلة مواصلات عامة أو منتظمة تربط الواحة بالمناطق الأخرى، ويتطلب الذهاب إلأيها الحصول على تصريحات أمنية من الجهات المعنية.
كيفية الوصول إلى أم الصغير الأكثر عزلة في الصحراء الغربية
وللوصول إلى أم الصغير من مدينة مرسى مطروح، عن طريق واحة سيوة، وعند منطقة "بئر النص" بالكيلو 150 بأخذ الاتجاه شرقاً، مع الطريق المؤدي إلي واحة أم الصغير، بطول حوالي 130 كيلو متر، ويخضع لرقابة قوات حرس الحدود، حيث يوجد عليه 3 نقاط مراقبة وتفتيش، ولا يسمح لأي شخص المرور إلا بعد الحصول على تصريح بذلك.
ويحتاج السفر على الطريق استعدادا خاصة لأنه يمر بصحراء جرداء لا يوجد بها أي مناطق سكنية أو زراعية أو مياه، لذلك يستلزم استخدام سيارة جيدة أو مجهزة ويفضل أن تترافق سيارتان على الأقل في هذه الرحلة، تحسبا لحدوث أي عطل، على الطريق الخالي من أية خدمات أو حركة سفر، كما أنه غير مغطى بخدمة شبكات الاتصالات.
أهالي الواحة يعيشون على ما يزرعونه ويعتمدون المقايضة في تعاملاتهم
يعيش سكانها على الفطرة، وزراعة النخيل والزيتون ويعتمدون المقايضة في معظم تعاملاتهم، وتحرص محافظة مطروح وبعض الجهات الأخرى، على توفير الخدمات الضرورية والإعانات اللازمة، إلى جانب الهدية السنوية من رئاسة الجمهورية، التي تتضمن سلعاً غذائية ومواد عينية ومساعدات مالية، يسلمها محافظ مطروح أو من ينوب عنه للأهالي، قبل بداية شهر رمضان من كل عام، لكل فرد في الواحة الأكثر عزلة في الصحراء
بيوت الواحة من طابق واحد ويحافظون على قرية أجدادهم الأثرية
ويسكن أهالي الواحة في بيوت من طابق واحد، مقامة بمادة الكرشيف وهي تتشكل من خلط الطين بالملح، وتقع البيوت على مقربة من البيوت الأثرية التي كان يسكنها أجداد السكان الحاليين، في أعلى ربوة مرتفعة.
ويشتغل الرجال في أعمال زراعة النخيل والزيتون، باستخدام المياه الجوفية التي تندفع بقوة من باطن الأرض وهي في حالة غليان، من إحدى العيون التي يتم إغلاقها وفتحها حسب الحاجة، عن طريق محابس مخصصة لذلك، وتصب المياه في حوض كبير لتخزين المياه حتى تبرد ويمكن استخدامها في الشرب أو الزراعة، في ظل وجود أراضي خصبة للزراعة، رغم أن الأهالي لا يجيدون زراعة المحاصيل المختلفة ويعتمدون على الزراعة الشجرية، مثل النخيل والزيتون، وبعض المحاصيل الموسمية التي يحتاجونها للاستهلاك.
ويحصل أهالي الواحة على احتياجاتهم الحياتية، من البيئة المحيطة لهم ويتعاملون بالمقايضة فيما بينهم، في تبادل السلع والخدمات، ولا يحتاجون للتعامل بالنقود إلا في حالات محدودة، أو للحصول على احتياجاتهم من خارج الواحة بالسفر إلى سيوة أو مرسى مطروح.
أهالي الواحة المعزولة يتحدثون اللغة الأمازيغية والعربية
وتعود أصول سكان الواحة إلى الأمازيغية، ويتحدثون اللغة الأمازيغية إلى جانب اللغة العربية مثل أهالي واحة سيوة، ولا توجد لديهم حرف أو أعمال غير زراعة النخيل والزيتون وبعض المحاصيل البسيطة، التي تكفي استهلاكهم الخاص.
سكان واحة أم الصغير يتمسكون بعزلتهم ويرفضون الانتقال إلى مكان آخر
ويحافظ أهالي الواحة على الفطرة ويعتزون بعزلتهم، وتسعى الدولة إلى ربطهم بها وتوفير الخدمات المتاحة، حيث يتمسكون بتواجدهم في المكان رغم العزلة وقلة الخدمات، ويرفضون الانتقال إلى أي مكان آخر يكون قريب من العمران والخدمات، كما رفضوا عرضاً في فترات سابقة بنقلهم إلى واحة سيوة أو أي مكان آخر يختارونه، من أجل توفير الخدمات اللازمة لهم.
هدية سنوية من رئاسة الجمهورية لأهالي واحة أم الصغير
وتعمل المحافظة وأجهزة الدولة على تقديم الدعم والمساعدة لأهالي قارة أم الصغير، ويسلم محافظ مطروح، هدية رئيس الجمهورية للأهالي قبل بداية شهر رمضان من كل عام، وهي عبارة عن كميات من السلع الغذائية والبطاطين ومبالغ نقدية، توزع بالتساوي على أبناء الواحة من الكبار والأطفال والنساء، في تقليد سنوي منذ سنوات طويلة، يرجعه البعض إلى فترة الملكية في مصر.
إنشاء مدرسة بالواحة المعزولة وتوفير الخدمات الضرورية
وشهدت السنوات الأخيرة، توفير بعض الخدمات الضرورية بالواحة، من خلال إقامة مدرسة لتعليم أطفال الواحة، وتوفير مولد كهرباء لإنارة القرية، وبعدها تم تركيب خلايا طاقة شمسية، وتوفير بعض أجهزة التليفزيون لمتابعة ما يدور في مصر من خلال أطباق الدش، ومؤخراً تم توفير سيارة إسعاف تتمركز بالقرية للتعامل مع الحالات الطارئة، خصصت محافظة مطروح، خلال السنوات الماضية، سيارة للقرية تقوم بنقل أصحاب الحاجات من أهالي القرية أسبوعيا بالذهاب إلى واحة سيوة والعودة في اليوم الثاني بعد قضاء حوائجهم، ولا توجد أية وسيلة اتصال تربط القرية بما هو خارجها، سوى تليفون ثوريا بمقر الوحدة المحلية يستخدم في حالات الطوارئ.
وساهمت المدرسة التي أنشئت 15 سنة، في تعليم أطفال الواحة، بالإضافة إلى محو أمية معظم الكبار من الأهالي، وحصول بعض أبناء الواحة على مؤهلات عليا، ويعمل بعهم معلمين بمدرسة الواحة، إلى جانب عدد من المعلمين من خارج الواحة، الذين يقيمون في استراحة مخصصة لهم خلال فترة الدراسة.


احد مباني الواحة القديمة ام-الصغير

اطراف واحة قارة ام الصغير

البلدة الاثرية واحة قارة ام الصغير

الحصن الاثرية قارة ام الصغير

العمارة القديمة في واحة ام الصغير

الواحة الاثرية قارة ام الصغير

الواحة المعزولة في الصحراء الغربية

حوض تبريد مياه العيون الفوارة قارة ام الصغير

شوارع الواحة الاثرية قارة ام الصغير

عين مياه شديدة الحرارة

عين مياه فوارة قارة ام الصغير

فتيات قارة ام الصغير يعملن في المهن التقليدية

فتيات واحة قارة ام الصغير يتعلمن الحرف التراثية
.jpg)
قارة أم الصغير أصغر واحة مصرية معزولة في الصحراء

مدخل واحة قارة ام الصغير

مدرسة واحة ام الصغير