فيسبوك
واتساب
تثير المدن المهجورة فضول البشر منذ القدم، فهى ليست مجرد أماكن خالية من السكان، بل تحوى قصصا تاريخية وأساطير مرعبة وآثار كوارث طبيعية جعلت منها مواقع مسكونة بالأرواح، وهذه المدن التى غالبا ما يطلق عليها مدن الأشباح، تقدم تجربة صامتة عن الحضارة والزوال، حيث تتحول المبانى والشوارع إلى رموز للغياب والعدم، والخراب المرسوم يروى قصصًا تفوق الخيال.
لماذا تصبح المدن مهجورة؟
تتعرض هذه المدن لأسباب مختلفة تجعلها مهجورة تمامًا أو جزئيًا، منها الكوارث الطبيعية مثل الزلازل والانهيارات الأرضية والفيضانات، وأحيانًا فشل المشاريع الاقتصادية أو النزاعات العسكرية، أو انتشار الأمراض التى تجبر السكان على الرحيل. بمرور الوقت، تصبح هذه المدن رمزًا للغموض والخيال، حيث يلتقى الواقع بالأساطير، وتبدو كأنها مسكونة بروح ماضيها.
أشهر المدن المهجورة فى إيطاليا.. 1000 منطقة يسكنها الأشباح
إيطاليا وحدها تضم أكثر من ألف مدينة مهجورة، بعضها أصبح أسطوريًا.
كونزونو: تقع فى ليكو بمقاطعة لومبارديا، كانت تُعرف بمشروع يحلم بتحويلها إلى لاس فيجاس الإيطالية، لكن انهيار الأراضى أوقف المشروع. اليوم، تُقام فيها حفلات ومهرجانات ليلية رغم خلوها من السكان.
سيفيتا دى باجنورّيجو: مدينة محتضرة على تلة من التوف، يُقال إن الرياح والمطر قد تتسبب بانهيارها تدريجيًا، ما يعطى شعورًا بالوداع الطويل.
كراكو: قرية جنوب إيطاليا، استخدمت كموقع تصوير أفلام هوليوودية مثل آلام المسيح، متأثرة بانهيارات أرضية لكنها ما زالت موطنًا لمئات السكان.
بوفيلّيا: جزيرة قرب البندقية كانت مستشفى للأمراض العقلية، وتعد واحدة من أكثر الأماكن الرهيبة فى العالم، مليئة بالقصص الغامضة.
مدن مهجورة حول العالم
برينيات، أوكرانيا (Pripyat): المدينة المهجورة بعد كارثة تشيرنوبيل النووية، تُعرف بأساطير ظهور الأشباح ومبانيها المتجمدة التى تعكس الصمت المميت.
هاشما، اليابان: جزيرة صناعية لتعدين الفحم، مهجورة منذ عام 1974، مبانيها الضيقة والمتهدمة تُثير شعورًا بالرعب والخيال الغامض.
وورين، إنجلترا: قرية مهجورة منذ العصور الوسطى بسبب الوباء والتحولات الزراعية، ما يجعلها مثالًا حيًا على المدن التى تتلاشى تدريجيًا.
بيراميدن النرويج: مدينة تعدين مهجورة فى القطب الشمالى، المبانى شبه سليمة، وكأن سكانها رحلوا فجأة تاركين المدينة فى زمن مجمد.
كولما، الولايات المتحدة: تُعرف باسم مدينة الموتى، معظم سكانها أموات بسبب المقابر الضخمة فيها، وقد تُصنف من أكثر المدن المسكونة غموضًا.
قصص وأساطير تحيط بهذه المدن
غالبًا ما تحمل المدن المهجورة قصصًا غريبة: ظهور أشباح السكان السابقين، أحداث تاريخية مروعة، أو حتى إشارات عن كوارث مستقبلية. المدن مثل كونزونّو وسيفيتا دى باجنوريجو تجذب الباحثين عن الغرائب والسياح المغامرين الذين يبحثون عن تجربة استثنائية، تجمع بين التاريخ والروحانية والخيال.
تجربة صامتة بين الأنقاض
زيارة هذه المدن تمنح شعورًا غريبًا بالزمن المتوقف، والمبانى المهجورة تتحول إلى رواة صامتين. من الصخور المتهالكة إلى الشوارع المغطاة بالأعشاب، يبدو كل شيء وكأنه يحكى قصة الغياب، ويترك للزائر مساحة للتأمل فى هشاشة الحضارة البشرية.
