فيسبوك
واتساب
يواجه العالم تغيرات مناخية غير مسبوقة؛ ما بين حرائق فى لبنان وفيضانات فى باكستان وتسونامى فى شمال شرق اليابان؛ تحاول حكومات بلدان العالم تدبر الإجراءات الملائمة لمواجهة التحديات المناخية التى تفوق فى كثير من الأحيان تنبؤات خبراء الأرصاد الجوية.
بين الحرائق والمنخفض الجوى.. لبنان يواجه التحديات
يشهد لبنان حالة من الارتباك الشديد بسبب التغيرات المناخية المفاجئة؛ حيث اندلعت موجة من الحرائق المدمرة فى مساحات شاسعة من الأحراج والغابات بالجنوب وقد ساعد الجفاف الشديد وسرعة الرياح على توسع رقعة النيران وصعبت مهمة إخمادها على فرق الإطفاء وقد اقتربت النيران من أكبر غابة صنوبر فى الشرق الأوسط فى بكاسين، مسببة أضرارًا بيئية كبيرة.
وقد اتهم البعض إسرائيل بمسؤليتها عن إشعال تلك الحرائق بسبب إلقاء مواد حارقة؛ بينما قال آخرون أن السبب الجفاف والرياح.
وقد بدأت الحرائق تشتعل وتتوسع فى مناطق فى الشمال وفى إقليم الخروب (جبل لبنان) والجنوب، لا سيما فى أحراج الصنوبر والسنديان والزيتون فى بلدتى العيشية والجرمق فى قضاء جزين، وامتدت النيران إلى أحراج الجبل الرفيع وجبل الريحان فى إقليم التفاح (قضاء النبطية)، وأتت على مساحات كبيرة من غابات الصنوبر فى أضخم حريق تشهده المنطقة امتد لكيلومترات، وقضى على أهم ثروة حرجية تحتوى آلاف أشجار الصنوبر والبلوط والزيتون.
وواجهت فرق الدفاع المدنى صعوبات كبيرة فى السيطرة على الحريق بسبب وعورة المنطقة، ووجود أجسام مشبوهة غير منفجرة من مخلفات الحرب.
وفى إقليم الخروب، ظلت النيران مشتعلة لساعات وانتشرت بسرعة كبيرة فى خراج بلدات الزعرورية والمطلة والجليلية (الشوف)، حيث لم تفلح جهود الدفاع المدنى لإخمادها طوال ساعات الليل بسبب وعورة المنطقة وشدة الرياح، التى تتسبب فى اتساع رقعة الحريق التى وصلت إلى المنازل.
فيما نجحت الجهود فى إخماد الحريق فى بلدة شحيم، بمشاركة طوافة للجيش وسط استنفار أمنى وبلدى وشبابي.
وأفاد الدفاع المدنى فى بيان له بأن الفرق تمكنت من إخماد الحرائق التى اندلعت فى مناطق فى الشمال وجبل لبنان والجنوب؛ مشيرة إلى أن العناصر استخدموا آليات الإطفاء والوسائل اليدوية، وعملوا على تطويق النيران ومنع امتدادها إلى المنازل والأراضى الزراعية، إلى أن تمت السيطرة عليها بالكامل، فيما دخلت كل هذه الحرائق مرحلة التبريد لضمان عدم تجددها.
وبالمقابل يستقبل لبنان، الخميس، أول منخفض جوى هذا الموسم والذى يمر بالحوض الشرقى للمتوسط ويكون مصحوبا بكتل هوائية باردة نسبيا تؤدى إلى إنخفاض ملموس بدرجات الحرارة، وتكون مترافقة ببرق ورعد ورياح ناشطة ويستمر حتى نهاية الأسبوع.
وتبقى غدًا الجمعة الفرصة مهيأة لسقوط أمطار رعدية، ثم تتصاعد قوتها تدريجيًا وتصبح طوفانية على الساحل وفوق الجبال الغربية غزيرة فى باقى المناطق مصحوبة بعواصف رعدية قوية وصواعق مساء الجمعة أما الثلوج فتلامس قمم الجبال العالية على 2200 متر.
وتكون ذروة الحالة الجوية ابتداءً من مساء الجمعة وحتى صباح السبت تخف حدة الأمطار صباح السبت، لكنها تعود لتشتد ظهرًا وتستمر حتى صباح الأحد.
أمطار رعدية فى ولايات جزائرية
وفى الجزائر تشهد عدة ولايات سقوط أمطار رعدية كثيفة وقد اتخذت السلطات الجزائرية الاستعدادات لمواجهة أو طوارىء فى ظل هذا الطقس السىء.
تسونامى اليابان يثير الذعر
أثار زلزال بقوة 6.9 درجة فى المحيط الهادئ، أمواج تسونامى خفيفة فى شمال شرق اليابان، الأمر الذى أدى إلى إجلاء بعض السكان فى المناطق الساحلية وتعليق جزئى مؤقت لخدمات شبكة قطارات شينكانسن السريعة، وأصدرت وكالة الأرصاد الجوية اليابانية، التى عدلت قوة الزلزال من 6.7 درجة كما ورد سابقا، تحذيرا من أمواج تسونامى يصل ارتفاعها إلى متر واحد لمحافظة إيواتى بعد الهزة الأرضية التى وقعت قبالة ساحل سانريكو على عمق حوالى 16 كيلومترا.
وأشارت الوكالة، إلى أنه لم يتم الإبلاغ عن أى إصابات أو أضرار مادية، وأن سكان المناطق الساحلية فى إيواتى، بما فى ذلك أوفوناتو وريكوزينتاكاتا وأوتسوتشى، تلقوا دعوات للإخلاء، ورصدت أمواج تسونامى بارتفاع 20 سنتيمترا فى منطقتى كوجى وأوفوناتو، بينما وصلت أمواج بارتفاع 10 سنتيمترات إلى مياكو وكامايشى، وفقا للوكالة.
فيضانات عارمة وإجلاء الآلاف فى تايوان
وقى تايوان تم إجلاء أكثر من 8300 شخص قبل وصول الإعصار فونج وونج والذى جلب أمطارا غزيرة قياسية على الساحل الشرقى الجبلى وأطلق فيضانات وصل منسوبها إلى العنق فى بعض الأماكن، وذلك حسبما نشرت وكالة الأنباء الأوروبية صورا.
غلقت الحكومة الشركات والمدارس فى معظم المناطق الجنوبية من الجزيرة، وأصيب 51 شخصا، وأظهرت الصور فيضانات شديدة فى أجزاء من مقاطعة يلان الشرقية الريفية إلى حد كبير، حيث وصل منسوب المياه إلى أعلى الرأس فى حين كثف الجنود جهود الإنقاذ للعالقين.
وقال مسؤولون فى الأرصاد الجوية، إن الفيضانات غمرت أكثر من ألف منزل فى مدينة سواو الساحلية التى استقبلت 648 ملم (25 بوصة) وقال الصياد هونغ تشون يى الذى أمضى الليل فى إزالة الطين من منزله بعد أن غمرت المياه التى بلغ عمقها 60 سنتيمترا الطابق الأول منه دخلت المياه بسرعة كبيرة.
لقد هطلت الأمطار بغزارة وبسرعة كبيرة، ولم تتمكن شبكة الصرف الصحى من تحملها.
وقالت إدارة الإطفاء، إن نحو 8300 شخص تم نقلهم من منازلهم إلى مناطق أكثر أمانا، معظمهم فى ييلان وهوالين القريبة، حيث تسببت الرياح الموسمية القادمة من الشمال فى زيادة هطول الأمطار مع الإعصار المتأخر غير المعتاد.
