رئيس النقابة العامة للعاملين بالسياحة والفنادق: افتتاح المتحف المصرى الكبير حدث عالمى استثنائى وسيعيد مصر لصدارة المشهد السياحى العالمى.. ويؤكد: يحول الحضارة المصرية لقوة اقتصادية فعالة تدعم الناتج القومى

الأربعاء، 12 نوفمبر 2025 09:00 ص
رئيس النقابة العامة للعاملين بالسياحة والفنادق: افتتاح المتحف المصرى الكبير حدث عالمى استثنائى وسيعيد مصر لصدارة المشهد السياحى العالمى.. ويؤكد: يحول الحضارة المصرية لقوة اقتصادية فعالة تدعم الناتج القومى رئيس النقابة العامة للعاملين بالسياحة والفنادق

حوار آية دعبس
  • رئيس النقابة العامة للعاملين بالسياحة والفنادق: افتتاح المتحف المصرى الكبير يجذب شريحة سياحية ذات قدرة شرائية أعلى

  • رئيس النقابة العامة للعاملين بالسياحة والفنادق: المتحف يدعم توفير فرص عمل.. والإرشاد السياحى والفنادق والبازارات والنقل أكثر المهن استفادة

  • رئيس النقابة العامة للعاملين بالسياحة والفنادق: سنحتاج إلى إضافة ما لا يقل عن 100 ألف غرفة فندقية جديدة فى محيط القاهرة والجيزة من الفنادق ذات الـ3 و4 نجوم

مع اقتراب افتتاح المتحف المصرى الكبير تكتمل التجهيزات والاستعدادات النهائية المقرر له الأول من نوفمبر 2025، وفى إطار ذلك التقى "اليوم السابع مع محسن آش الله رئيس النقابة العامة للعاملين بالسياحة والفنادق، الذى أكد أن افتتاح المتحف المصرى الكبير يعد " حدث استثنائى " فى قطاع السياحة، ليس فقط لأنه أكبر متحف أثرى فى العالم، بل لأنه يعكس قوة مصر الناعمة وقدرتها على تحويل حضارتها الخالدة إلى قوة اقتصادية فعالة، تسهم فى دعم الناتج القومى وتوفير فرص العمل.

 

- فى البداية.. كيف تنظرون فى النقابة إلى قرب افتتاح المتحف المصرى الكبير، وما يمثله من حدث عالمى بالنسبة للعاملين فى القطاع السياحي؟

افتتاح المتحف المصرى الكبير حدث مهم للقطاع السياحى كله، وسيكون حدثا عالميا، فهو مشروع ينتظره العاملون فى السياحة منذ سنوات لأنه سيسهم فى زيادة الحركة السياحية، هذا الافتتاح يعد أحد أهم الأحداث السياحية والثقافية فى القرن الحادى والعشرين، نظرا لكونه أكبر متحف أثرى فى العالم، ولأنه يجسد قوة مصر الناعمة وقدرتها على تحويل حضارتها العريقة إلى رافعة اقتصادية تساهم فى دعم الناتج القومى وتوفير فرص عمل جديدة.

 

إن المتحف سيبعث رسالة حضارية قوية للعالم بأن "مصر عادت بقوة إلى صدارة المشهد الثقافى والسياحي"، وأتوقع أن يسهم الافتتاح فى زيادة أعداد السائحين، خاصة من الأسواق التى تكن شغفا بالحضارة المصرية مثل: أوروبا وآسيا وأمريكا اللاتينية، وقد لاحظنا منذ فترة اهتماما عالميا متصاعدا بالمتحف، باعتباره مقصدا سياحيا فريدا يربط بين الماضى العريق والحاضر المتطور، ويقدم تجربة استثنائية تتجاوز فكرة "زيارة متحف" لتصبح رحلة غامرة فى أعماق الحضارة الفرعونية، مدعومة بأحدث تقنيات العرض والتجربة التفاعلية.

 

هذ بالإضافة إلى أن الافتتاح سيحدث نقلة نوعية فى القطاع السياحى، من خلال إنعاش الطلب على الفنادق والخدمات السياحية، وإعادة رسم خريطة الاستثمار السياحى فى مصر، لهذا ندعو إلى استثمار الزخم العالمى المصاحب للحدث عبر إطلاق حملات ترويجية دولية، وإدماج المتحف ضمن المسارات السياحية الرسمية لكل زائر.

 

- برأيكم، إلى أى مدى يمكن أن يسهم الافتتاح فى إنعاش الحركة السياحية وخلق فرص عمل جديدة؟

من المتوقع أن يجذب المتحف أعدادا كبيرة من الزائرين الأجانب والمصريين، وهذا سيؤدى إلى زيادة الطلب على الخدمات الفندقية والنقل والمطاعم، وبالتالى توفير فرص عمل إضافية، خاصة فى المنطقة المحيطة بالمتحف التى من المتوقع أن تشهد نشاطا أكبر، فكثيرا من المنشآت هناك بدأت بالفعل فى رفع جاهزيتها استعدادا لزيادة الزوار، سواء فى العمالة أو الخدمات، وبالتالى من الطبيعى أن يتحسن التشغيل تدريجيا بعد الافتتاح، خصوصا إذا استمر الاهتمام بالترويج الخارجي. 

والنقابة تتابع مع لجانها فى المحافظات مستوى الجاهزية فى المنشآت السياحية، هناك منشآت تستعد بشكل جيد، وأخرى تحتاج إلى دعم فى التدريب أو فى استكمال العمالة المطلوبة، وبالتالى نعمل على توفير الدعم اللازم لكل منشأة.

كما أتوقع أننا سنحتاج إلى إضافة ما لا يقل عن 100ألف غرفة فندقية جديدة فى محيط القاهرة والجيزة، من الفنادق ذات الـ3 نجوم و4 نجوم، والتى ستجذب سوقا أخر من السائحين، وتطوير شبكة النقل السياحى، وتدريب ما يقارب 50 ألف عامل جديد فى مختلف التخصصات، والقطاع الخاص يجب أن يبدأ الاستثمار الآن فى تطوير الخدمات المحيطة من مطاعم ومحلات تذكارات ومراكز خدمية، بما يدعم خلق فرص عمل.

كما سيدعم الافتتاح خلق سوق عمل جديد للسياحة بجانب الأسواق الناشئة حديثا مثل سوق السياحة الشاطئية، فى منطقة العلميين.

- ما دور النقابة فى دعم برامج التدريب والتأهيل للعاملين بالسياحة خلال هذه المرحلة؟

النقابة تنسق مع عدد من مراكز التدريب، ومع بعض الفنادق الكبرى التى تنفذ برامج تدريب داخلية، ونحرص على أن تكون الأولوية للعاملين فى الصفوف الأمامية الذين يتعاملون مباشرة مع الزائرين، بالإضافة إلى أن وزارة العمل ستعقد ورش تدريبية متخصصة فى السياحة، بجانب التدريبات التى تجريها النقابة والسياحة ومن المنتظر أن يصدر بخصوصها قرارات وزارية فى إطار قانون العمل الجديد.


وفى هذا الإطار نطالب وزارة السياحة بإعادة تدريب المتخصصين بشكل عملى فى الفنادق، والتى تخلق كوادر عمالية سياحية مدربة عمليا على قدر عال من الخبرة، كما كان فى السابق.

 

- من وجهة نظركم، ما أبرز المهن التى ستشهد زيادة فى الطلب بعد تشغيل المتحف المصرى الكبير؟

الإرشاد السياحى، وخدمات الزوار داخل المتحف، والعاملون فى الاستقبال والنقل والمطاعم، إلى جانب عمال البازارات والحرف اليدوية، والفنادق هذه المهن ستتأثر مباشرة بزيادة الحركة.

- هل هناك خطة لدى النقابة لإعداد كوادر شابة مؤهلة للعمل فى المناطق السياحية الجديدة؟

النقابة تشجع الشباب على الالتحاق بدورات التدريب المهنى والسياحى، نعمل أيضا على توجيه الخريجين الجدد نحو مجالات العمل المطلوبة بدلا من انتظار الوظائف التقليدية.
والعمالة الموجودة حاليا لديها خبرات كبيرة فى التعامل مع السائحين، لكن تحتاج إلى تطوير فى مهارات بشكل دائم فى التواصل واللغة، لذلك نعتبر التدريب المستمر أمرا ضروريا، خاصة أن طبيعة السائحين تتغير من وقت لآخر.

- كيف يمكن للعامل المصرى أن يكون شريكا حقيقيا فى نجاح المتحف كواجهة حضارية لمصر؟

من خلال الالتزام بالمظهر اللائق، وحسن التعامل، والانضباط فى العمل، السائح يقيم التجربة بالكامل، والعامل جزء أساسى منها، سواء فى المتحف أو فى الفندق أو فى وسيلة النقل.

- ما توقعاتكم لحركة السياحة فى مصر خلال عام 2026 بعد الافتتاح المنتظر؟

من المتوقع أن يشهد القطاع السياحى فى مصر انتعاشا ملحوظا خلال 2026 مع افتتاح المتحف المصرى الكبير، التجارب الدولية المشابهة تشير إلى نتائج واعدة، فمثلا متحف اللوفر أبوظبى جذب أكثر من مليون زائر فى عامه الأول، ومتحف الأكروبوليس فى أثينا ساهم فى زيادة السياحة اليونانية بنسبة 15% خلال عامين من افتتاحه.


بالنظر إلى الأرقام الحالية فى مصر، نجد أن مصر استقبلت حوالى 14.9 مليون سائح فى 2023، ونحو 15.78 مليون سائح فى 2024، وإذا افترضنا معدل نمو طبيعى بين 8-12% سنويا مع تأثير المتحف، فمن الممكن أن نصل إلى 17-18 مليون سائح بحلول 2026، المتحف وحده قد يستقطب ما بين 3-5 ملايين زائر سنويا بناء على سعته وموقعه الاستراتيجى بالقرب من الأهرامات.


هذا بخلاف الإيرادات السياحية التى بلغت حوالى 13.6 مليار دولار فى 2023، وارتفعت خلال السنة المالية 2024/2025 بنسبة 16.3%، لتسجل نحو 16.7 مليار دولار، فإذا استمر معدل النمو الطبيعى حتى بدون المتحف عند 12-15% سنويا، فالإيرادات السياحية يجب أن تصل إلى حوالى 19-20 مليار دولار بحلول نهاية 2026، أما مع التأثير الإيجابى لافتتاح المتحف الكبير كعامل جذب عالمى جديد، والحملات الترويجية المصاحبة، والتغطية الإعلامية الدولية، فمن المنطقى توقع قفزة أكبر قد تدفع الإيرادات إلى نطاق 22-25 مليار دولار.


خاصة أن المتحف سيكون محفزا لإطالة مدة الإقامة السياحية وزيادة الإنفاق اليومى للسائح، خاصة فى شريحة السياحة الثقافية ذات القوة الشرائية الأعلى، التجربة تظهر أن السائح الثقافى ينفق ضعف ما ينفقه سائح الشواطئ تقريبا، وهذا وحده كفيل برفع متوسط الإيرادات بشكل ملموس حتى لو كانت الزيادة فى أعداد السائحين محدودة نسبيا.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب