أكرم القصاص

المصريون ينتظرون ثمارا لجهدهم وصبرهم.. حكومة وبرلمان حقيقيان وليسا افتراضيين

الأربعاء، 12 نوفمبر 2025 10:00 ص


ربما يكون علينا أن نتذكر، ونذكر كل الأطراف فى الدولة بما واجهته مصر طوال 14 عاما، وما مر بها من تحديات واختبارات، تفرض على كل من يتولى مسؤولية أن يكون على قدر هذه المسؤولية، وأن يستوعب مطالب وأحلام وطموحات المصريين، الذين قدموا الكثير وتحملوا وصبروا ومن حقهم أن يجنوا ثمار هذا الجهد، نقول هذا بمناسبة الانتخابات التى يفترض أن تفرز مجلس نواب، وقبلها مجلس شيوخ، وهى مؤسسات يفترض أنها تقوم بدور تشريعى ورقابى، وتنوب عن المصريين فى تخطيط ما يلزم من قوانين ورقابة على أداء الحكومة والموازنة.


وما زلنا نرى أن الرئيس عبدالفتاح السيسى هو الطرف الأكثر فهما وإدراكا لمطالب الجمهور، وقلق وتساؤلات المواطنين، وأنه على مدى السنوات الماضية كان صاحب أكثر المبادرات التى واجهت مشكلات وأزمات مزمنة، منها فيروس سى والعشوائيات، وحرص على ألا تكون مواجهة الإرهاب مبررا لترك عملية بناء الدولة والتنمية، وأصر على أن تسير عملية البناء مع مواجهة التحديات، والإصلاح الاقتصادى لعلاج التقاطعات والتشابكات المتعلقة بالاقتصاد، وفى سبيل الإصلاح الاقتصادى كانت هناك تضحيات ودرجات من التحمل والصبر من المصريين الذين قدموا كثيرا من التضحيات، ودفعوا ثمنا غاليا للاستقرار والبناء ومواجهة التحديات، ويفترض أن يجدوا ثمار هذا الجهد وعوائده على حياتهم ومستقبل أبنائهم.


قلنا إن الرئيس عبدالفتاح السيسى وجه بالبدء فى حوار وطنى لا يستبعد أحدا، ويناقش كل القضايا والتحديات بصراحة وحرية، وانعقد الحوار واستمر لأكثر من عامين وبلغ أعوامه الثلاثة فى أبريل الماضى، وتضمن مناقشات وجلسات وأنتج توصيات، ووجه الرئيس الحكومة بأن تبدأ فى تنفيذها، لكن الحكومة أقامت لجنة مشتركة مع الحوار، انبثقت عنها لجنة ونامت التوصيات.


التوصيات نتاج مناقشات شارك فيها خبراء وأحزاب، وأكاديميون، وحقوقيون ومجتمع مدنى، وأنفقت عليها الدولة وقتا ومالا وجهدا، لكنها ذهبت أدراج «اللجان»، بينما تبحث الحكومة عن تطوير الإعلام وهو ليس من مهامها، وتعقد لجنة تنبثق عنها لجنة، وتتجاهل أن حوارا استغرق أكثر من عامين تضمن كل ما يمكن من مناقشات وأفكار وآراء، ولو كان لدينا حكومة عاقلة لمدت أيديها لتقرأ التوصيات التى هى نتاج عقول وكفاءات، لكنها النفسية التى تصور لبعض المسؤولين أنهم فى منافسة وليسوا فى مهمة، والنتيجة أن هناك انفصالا بين الحكومة والمجتمع والمصريين الذين لا يرون سوى استعراض ولجان ومنتديات وافتتاحات لا تنعكس عليهم ولا يظهر لها أفق مفيد.


نعود لنكرر أن الرئيس عبدالفتاح السيسى هو الذى يخرج ليشرح ويجيب ويتابع آراء المواطنين، ويعرف مواطن القلق والتساؤل، ويشير ويوجه الحكومة إلى ما يفترض أنه دورها، وأن رضا المواطنين ضرورى جدا، وأن المواطن لن يأكل اللجان ولن يلبس المنتديات، ولن يستمتع بطلعة الوزراء والمحافظين وهم يمثلون أنهم يعملون، ولديه مطالب واحتياجات، ينتظرها، وهو الذى يصبر ويساند الدولة فى كل موقف، لا ينتظر ثمنا، ولكن ينتظر حكومة حقيقية وليس مجرد حكومة افتراضية.


الواقع أن المواطن ينتظر أدوارا للحكومة ومجلس النواب والأحزاب والتيارات السياسية، أكبر من هذا الوجود الباهت، وقد أصابه الملل من جمود وبرودة، وغياب الخيال والأفكار الخلاقة، ولا يرى سوى أفكار ريعية لصالح أقليات وليست للجميع، المواطن بحاجة إلى مسكن مناسب للأغلبية وليس كومباوندات يتفرج عليها، ويحتاج إلى علاج مناسب، وحكومة وبرلمان يعرفان أن أغلبية المصريين من الطبقة الوسطى، يحتاجون إلى سياسات توفر فرص عمل وتعطى أملا ولا تنطلق من غياب للفهم أو الابتكار، وتكافؤ فرص حقيقى لصالح الأكفأ، وأمل حقيقى بعيدا عن هذا الوجود الصامت المتجاهل، ونفس الأمر فى مجلس نواب يشرع ويراقب ويحاسب ويتحدث باسم الشعب وليس باسم أعضائه.


الشعب المصرى واع وعميق، ولهذا يوجه له الرئيس التحية دائما، لأنه شعب يستوعب ويتفهم ويقدر، ويحتاج إلى مسؤولين يفهمون العمل ويتجاوزون الجمود إلى حركة لصالح الأغلبية.. هناك حاجة لحكومة تقرأ وتعرف، وبرلمان يتحدث ويحاسب ويستمع لصوت الناس، وإلا يكون هناك فراغ يسمح بالعودة للوراء أو يعيد مشاهد تخلص منها المصريون ولا يريدون عودتها، من حكومة ونواب وأحزاب.


 

 




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب