قالت ميليسا فيلمنج وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة، إنّ نظام الأمم المتحدة بأكمله يركز على مساعدة الأطفال في غزة، وبخاصة منظمة يونيسيف ووكالة أونروا على الأرض، موضحة: "كانت أونروا مسؤولة عن تعليم الأطفال، وقد أعادت تنظيم صفوفها بالفعل، وبدأت بإنشاء مراكز تعليمية في أماكن مؤقتة ليكون للأطفال مكان آمن للذهاب إليه".
وأضافت "فيلمنج"، في حوارها مع الإعلامية مارينا المصري، عبر قناة "القاهرة الإخبارية": "نأمل أن يكون آمنا، لأن المدارس -نفسها- كانت أهدافا أيضا حتى يتمكنوا من استئناف التعليم.. نحن نركز كثيرا، فقد انتشر سوء التغذية على نطاق واسع، فالأطفال يتضورون جوعا، لذلك يركز برنامج الأغذية العالمية على إعادة تغذيتهم بطريقة مسؤولة وتزويد الأطفال بالعناصر الغذائية التي يحتاجونها لاستعادة صحتهم تدريجيا ليصبحوا بصحة جيدة من جديد".
وحول الحملات المتعلقة بالتطعيمات والتغذية وغيرها، وموعد فتح إسرائيل المعابر من الجانب الفلسطيني بشكل دائم للسماح بدخول مزيد من المساعدات للأطفال والمدنيين، قالت: "لقد بدأت إسرائيل في السماح بدخول المزيد من المساعدات لكننا ما زلنا نقول إن ذلك غير كافٍ، ومع ذلك تقوم الأمم المتحدة حاليا بعمليات توزيع مساعدات، واستأنفنا تشغيل المخابز، وأصبح بإمكاننا الدخول إلى المجتمعات المحلية لضمان وصول المساعدات إلى الناس بكرامة دون الاضطرار إلى السير لمسافات طويلة وتعريض حياتهم إلى الخطر من أجل الحصول على صندوق الطعام".
أعربت ميليسا فيلمنج وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة، عن تمنيها أن تكون الأوضاع أفضل في غزة بعد اتفاق وقف إطلاق النار في شرم الشيخ، موضحة، أنه لا تزال هناك قنابل تسقط ولا يزال القتال مستمرا، ولكن هناك ارتياح كبير لدى الناس، ولديها، ولدى مَن تعرفهم شخصيا وتتواصل معهم.
وأضافت "فيلمنج"، : "أعرف أبًا، وهو أحد الناجين من غرق السفينة التي تحدثت عنه في كتابي، وقد عاد إلى غزة مع ابنته وزوجته، وتمكن من شراء دجاجة للمرة الأولى منذ عامين، وكان ذلك وقع كبير عليه وعلى ابنته".
وتابعت: "كانت ابنته تبكي فرحا لأنها تمكنت من أكل قطعة صغيرة من لحم الدجاج، وبدأت الأشياء البسيطة تعود شيئا فشيئا وتدرك في مثل هذه المواقف أن كل ما يريده الناس بسيط جدا .. لُقد دُمر منزله بالكامل، وهو يعيش الآن في خيمة على الشاطئ، لكن أسرته بأمان وستبدأ تدريجيا في الحصول على الطعام ونأمل أن تتمكن ابنته قريبا من العودة إلى المدرسة أو يُعاد بناء منزلهم في نهاية المطاف".
تحدثت ميليسا فيلمنج وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة، عن جهود توثيق ما فعله الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، مؤكدة، أن الأمم المتحدة أدانت في كل مرة يُقتل فيها صحفي، كما تطرقت إلى كيفية اتخاذ خطوات لمحاسبة مَن ارتكب الانتهاكات القانونية في غزة، موضحةً، أنها تحدثت في الأسبوع الماضي في مؤتمر حول الإفلات من العقاب عن الجرائم ضد الصحفيين وضرورة وضع حد لذلك.
وواصلت "فيلمنج"، : "حضر المؤتمر العديد من الحكومات جميعها أدلت ببيانات قوية تؤكد أن الجرائم ضد الصحفيين يجب أن تتوقف وأنه لا بد من تحقيق العدالة بشأن تلك الجرائم".
وتابعت، أنّ الصحفيين في الماضي كانوا يستطيعون ارتداء سترة مكتوب عليها "صحافة" في منطقة الحرب، ولم يكن أحد يجرؤ على لمسهم ولم يكن أي طرف مقاتل يقترب منهم، لكن الأمر الآن أصبح أشبه بأن تلك الكلمة باتت هدفا في حد ذاتها.
قالت ميليسا فيلمنج وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة، إنّ الأمم المتحدة تحاول إعادة تأهيل مستشفيات قطاع غزة حتى يتمكن الناس من تلقي العلاج الطبي، ولا يزال الأمر صعبا، وما زال غير كافٍ، لذا، نواصل الدعوة إلى المزيد من الوصول.
وأضافت "فيلمنج" : "في الوقت نفسه، يعمل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي على إزالة الأنقاض لأن ذلك يشكل خطرا كبيرا أيضا".
وتابعت، أنّ هناك أنقاض في كل مكان ومبانٍ مدمرة وذخائر منفجرة، لذلك، تعمل فرق نزع الألغام بالأمم المتحدة على تحديد مواقع هذه الذخائر غير المنفجرة، وسيكون من المأساوي أن ينجو شخص من القصف ثم يموت في أثناء سيره بالشارع.
وأوضحت ميليسا فيلمنج وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة: "لا يزال أمامنا الكثير لنفعله، ونحن فقط في حاجة إلى أن تتوقف القنابل".