هذا ما يفعله التوتر والقلق فى نوبات الإكزيما.. اعرف روشتة الأطباء

السبت، 01 نوفمبر 2025 07:00 ص
هذا ما يفعله التوتر والقلق فى نوبات الإكزيما.. اعرف روشتة الأطباء التوتر

كتبت مروة محمود الياس

تُعدّ الإكزيما واحدة من أكثر اضطرابات الجلد ارتباطًا بالعوامل النفسية، إذ يبدو الجلد في لحظات التوتر وكأنه يترجم ما تعجز النفس عن قوله. فالحكة، والاحمرار، وجفاف الجلد ليست دائمًا مجرد استجابة لمهيّجات خارجية، بل قد تكون صدى مباشرًا لما يجري في أعماق الجهاز العصبي والجهاز المناعي عندما يواجه الإنسان ضغوط الحياة اليومية.

وفقًا لتقرير نشره موقع Everyday Health، فإن العلاقة بين التوتر والإكزيما ليست عابرة أو سطحية، بل هي شبكة معقّدة من التفاعلات بين الهرمونات، والمناعة، والأعصاب، تجعل الجلد مرآة دقيقة للحالة النفسية. وتوضح الدراسات أن التعرض المستمر للضغوط يُنشّط ما يُعرف بمحور الوطاء – الغدة النخامية – الغدة الكظرية (HPA axis)، وهو النظام المسئول عن إفراز هرمون الكورتيزول. وعندما يظل هذا الهرمون مرتفعًا لفترات طويلة، تبدأ الاستجابة الالتهابية في الازدياد، مما يُضعف حاجز الجلد ويجعل البشرة أكثر عرضة للجفاف والتهيّج.

الجلد تحت الحصار العصبي

عندما يتعرض الإنسان للتوتر، لا يتأثر الدماغ وحده. فالأعصاب الطرفية في الجلد تُطلق مواد كيميائية مثل الهيستامين، تُسبّب الحكة والاحمرار. ومع كل نوبة من الحكة، يتفاقم الالتهاب، مما يدخل المصاب في دائرة مغلقة من التوتر والأعراض الجلدية. بعض الدراسات الحديثة تشير أيضًا إلى أن القلق الناتج عن ظهور الإكزيما في أماكن ظاهرة من الجسم، مثل الوجه أو اليدين، يمكن أن يُضاعف التوتر النفسي، وهو ما يعيد إشعال المرض من جديد.

من الأعصاب إلى المناعة

يُظهر البحث الطبي أن التوتر لا يقتصر تأثيره على الأعصاب فقط، بل يمتد إلى جهاز المناعة، إذ يُحدث اضطرابًا في التوازن بين الخلايا المناعية المسئولة عن مقاومة الالتهابات. هذا الاضطراب يؤدي إلى إفراز أجسام مضادة من نوع IgE، وهي المسؤولة عن ردود الفعل التحسسية التي تُشعل الإكزيما. ومن هنا تأتي أهمية السيطرة على الحالة النفسية باعتبارها جزءًا أصيلًا من العلاج.

الجانب النفسي للإكزيما

لا يُمكن تجاهل الأثر النفسي العميق الذي تُسببه الإكزيما المزمنة، إذ تؤكد الدراسات أن المرضى الذين يعانون منها لفترات طويلة أكثر عرضة للاكتئاب والقلق واضطرابات النوم. فالحكة الليلية تمنع الراحة، والتوتر المتكرر يزيد من إفراز هرمونات اليقظة، مما يُصعّب الدخول في نوم عميق. كما أن الشعور بالحرج من مظهر الجلد يُضاعف من المعاناة النفسية.

استراتيجيات السيطرة على التوتر والإكزيما

يرى أطباء الجلد أن التعامل مع الإكزيما لا يكتمل دون معالجة الجذر النفسي. فممارسات التأمل الواعي وتمارين التنفس العميق ثبت أنها تقلل من نوبات الالتهاب عبر تهدئة محور التوتر في الجسم. كما أن الأنشطة البدنية المعتدلة مثل المشي أو اليوغا تساعد على ضبط إفراز الكورتيزول وتحسين جودة النوم.
وينصح الخبراء أيضًا بتجنب المنبهات العصبية مثل الكافيين في ساعات المساء، والحرص على بيئة نوم هادئة خالية من الإضاءة الزائدة أو الشاشات الإلكترونية.

من المهم أن يُدرك المصابون بالإكزيما أن الدعم الاجتماعي جزء من التعافي؛ فالمشاركة في مجموعات دعم، أو التحدث مع مختص نفسي، قد يخفف من الشعور بالعزلة ويُساعد في بناء نمط حياة أكثر توازنًا. كما أن ترطيب الجلد المستمر وتجنّب المواد المهيجة يُكمل الجانب الجسدي من العلاج.لقد بات معروفًا أن علاج الإكزيما لا يقتصر على الكريمات والمراهم، بل يشمل توازنًا دقيقًا بين الجسد والعقل. فكلما تمكّن المريض من تهدئة توتره، هدأ جلده معه.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة