بدأت إيران تلملم أوراقها بعد صدمة العقوبات التى فرضت عليها بتفعيل آلية الزناد ووافق عليها مجلس الأمن لتأخذ مسارها نحو التطبيق.
حيث تعتزم طهران بناء برنامجها الخاص بالصواريخ الباليستية؛ مشددة على أنها لن تتخلى عن طموحها النووى. فيما أكدت أنها لن تتأثر بالعقوبات المفروضة عليها.
وكان لها موقف من تصريحات الوكالة الدولية للطاقة الذرية التى حملت تلميحات بوجود أنشطة نووية غير سلمية فى إيران وهو ما نفته طهران بشدة.
وكانت إيران قد أعلنت منتصف الشهر الجارى، تحررها من قائمة قيود فرضها عليها الاتفاق النووى عام 2015، وذلك مع انتهاء مدة الاتفاق المبرم قبل عشر سنوات، معتبرة أن على مجلس الأمن التعامل مع القرار الدولى (2231) على أنه منتهٍ اعتبارًا من 18 أكتوبر الماضى.
بماذا ردت إيران على تصريحات جروسى؟
اعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائى، اليوم الخميس أن تصريحات مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسى عارية تماما من الصحة وأنه يدرك تمامًا الطبيعة السلمية للبرنامج النووى الإيرانى، وقال بقائى يجب على جروسى ألا يعبر عن آراء لا أساس لها.
وكان جروسى قد قال فى وقت سابق - وفق صحيفة "نويه تسورخر تسايتونج" السويسرية - بأن معظم اليورانيوم الإيرانى المخصب بنسبة 60% لا يزال فى المنشآت النووية فى أصفهان وفوردو، وبعضه فى نطنز.
وجدد بقائى اتهامه لجروسى بأنه من خلال تصريحاته هذه قد مهد الطريق لإسرائيل والولايات المتحدة لقصف المواقع النووية الإيرانية فى يونيو الماضى.
وحمل بقائى الوكالة مسؤولية تبرير القصف الإسرائيلى الذى بدأ فى اليوم التالى لتصويت مجلس محافظيها على إعلان أن إيران انتهكت التزاماتها بموجب معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية؛ مصيفا أنه"يتعين على غروسى الإحجام عن إبداء آراء لا أساس لها عن برنامجنا النووى... إنه يدرك تمامًا طبيعته السلمية".
تعليق بقائى، جاء ردا على تصريح جروسى حول رصد حركة بالقرب من مخزون إيران من اليورانيوم المخصب، مشيرًا إلى أن هذا "لا يعنى وجود نشاط تخصيب".
وكان جروسى قد أكد أن الوكالة تجرى عمليات تفتيش فى إيران، ولكن ليس فى المواقع الثلاثة التى قصفتها الولايات المتحدة فى يونيو.
وأضاف قائلًا: نحاول إعادة ترتيب الأمور، ونجرى عمليات تفتيش فى إيران، ليس فى كل المواقع التى ينبغى لنا القيام بذلك فيها، لكننا نعود تدريجيًا. لا نفتش الأماكن المتضررة... نحن فى نقاش مع إيران".
وردًا على سؤال بشأن ما لاحظته الوكالة الدولية للطاقة الذرية فى إيران، قال "لا نرى أى شيء يدعو إلى افتراض وجود أى عمل جوهرى هناك".
ومضى قائًلا: "هذه مواقع صناعية كبيرة تشهد حركة ونشاطًا مستمرًا، ونحن نسارع إلى الإشارة إلى أن هذا لا يعنى وجود نشاط تخصيب".
كمية اليورانيوم المخصب..
أشار تقرير مسرب للوكالة الدولية للطاقة الذرية - خلال سبتمبر - إلى أن إيران كانت تمتلك 440 كيلوجرامًا من اليورانيوم المخصب حتى يونيو. ويقدر جروسى الآن هذا المخزون بحوالى 400 كيلوجرام.
أكد مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن الوصول إلى اليورانيوم سيعتمد على استعداد طهران للتعاون.
وأضاف متسائلا "هل سنتمكن من الوصول إلى هذا اليورانيوم؟ وماذا سيحدث له حينها؟ هل ستحتفظ به إيران، أم ستخفض مستويات تخصيبه مجددًا، أم ستنقله إلى الخارج؟"، مضيفًا: "الجلوس معًا على الطاولة يوفر علينا خطر جولة أخرى من القصف والهجمات".
ما العقوبات المفروضة على إيران ؟
أعيد مؤخرا فرض مجموعة عقوبات أممية على إيران على خلفية برنامجها النووى سبق أن رفعت بموجب اتفاق العام 2015. وفرضت العقوبات مجدداً بعدما فعّلت بريطانيا وفرنسا وألمانيا -المعروفة بدول الترويكا- "آلية الزناد" المدرجة فى الاتفاق، متّهمة طهران بعدم الايفاء بالتزاماتها.
وتستهدف العقوبات شركات ومنظمات وأفراداً يساهمون بشكل مباشر أو غير مباشر فى برنامج إيران النووى أو تطوير صواريخها الباليستية.
تشمل العقوبات حظراً على الأسلحة التقليدية مع منع أى بيع أو نقل للأسلحة إلى إيران.
وبموجب العقوبات، تحظر الواردات والصادرات أو نقل مكوّنات أو تكنولوجيا مرتبطة ببرنامجيها النووى والباليستى.
كما تجمد أصول كيانات وأفراد فى الخارج تعود إلى شخصيات أو مجموعات إيرانية على صلة بالبرنامج النووى.
ويمنع الأشخاص الذين يصنّفون على أنهم مشاركون فى نشاطات نووية محظورة من السفر إلى الدول الأعضاء فى الأمم المتحدة.
ويتعين كذلك على الدول الأعضاء فى الأمم المتحدة تقييد الوصول إلى منشآت مصرفية ومالية يمكن أن تساعد برنامجى إيران النووى والباليستى. وتجمد أصول أى شخص ينتهك نظام العقوبات حول العالم.