ارتفاع سكر الدم أو فرط سكر الدم، قد يكون علامة تحذيرية رئيسية على احتمال تعرض كليتيك للإجهاد، ورغم ارتباطه غالبًا بمرض السكري، إلا أن ارتفاع مستويات الجلوكوز باستمرار قد يُسبب تلفًا كلويًا ويزيد من خطر الإصابة بأمراض الكلى المزمنة، وفقًا لتقرير موقع "تايمز أوف انديا".
وتلعب الكلى دورًا حيويًا في تصفية الفضلات، والحفاظ على توازن السوائل، وتنظيم ضغط الدم، ومع ذلك، عندما يظل سكر الدم مرتفعًا لفترات طويلة، فقد يُلحق الضرر بالأوعية الدموية الدقيقة ومرشحات الكلى، مما يُضعف قدرتها على العمل بشكل صحيح، ومع مرور الوقت، قد يؤدي هذا إلى مضاعفات خطيرة مثل انخفاض كفاءة الكلى، واحتباس السوائل، وحتى الفشل الكلوي إذا تُرك دون علاج.
لماذا يؤثر ارتفاع السكر في الدم على الكلى؟
وفقًا لدراسة نُشرت في مجلة الرابطة الثنائية الاتجاه بين مرض السكري وأمراض الكلى: الآليات والإدارة، فإن ارتفاع نسبة السكر في الدم بشكل مستمر يسبب تلف الأوعية الدموية الصغيرة ووحدات الترشيح في الكلى، مما يؤثر على أداء وظائفها وزيادة خطر الإصابة بأمراض الكلى المزمنة.
نظام الفلتر تحت الضغط
تحتوي كل كلية على ملايين من وحدات الترشيح الدقيقة، تُسمى النيفرونات، والتي تعمل باستمرار على تنقية الدم، وعندما يظل مستوى السكر في الدم مرتفعًا، فإنه يُلحق الضرر بالأوعية الدموية الصغيرة وهياكل الترشيح داخل الكليتين.
وهذا يمكن أن يسبب:
تضييق وانسداد الأوعية الدموية، مما يقلل من تدفق الدم إلى الكلى.
يسبب تسرب البروتين في البول (بيلة ألبومينية)، وهو علامة مبكرة على تلف الكلى.
زيادة الضغط الداخلي في المرشحات (الترشيح الزائد)، مما يؤدي إلى تفاقم الإصابة بمرور الوقت.
دور ضغط الدم والسموم
غالبًا ما يترافق ارتفاع سكر الدم مع ارتفاع ضغط الدم، ويؤديان معًا إلى تسريع تلف الكلى، كما يؤدي ارتفاع مستويات الجلوكوز إلى تراكم الفضلات الأيضية والسموم، مما يُسبب التهابًا وتندبًا في أنسجة الكلى.
الدورة المفرغة
مع تراجع وظائف الكلى، تقل كفاءة الجسم في التخلص من الجلوكوز والفضلات، وهذا بدوره يُصعب التحكم في مستويات السكر في الدم، مما يُؤدي إلى دورة من تدهور صحة الكلى، وقد لاحظ الخبراء أن ارتفاع سكر الدم واختلال وظائف الكلى قد يتداخلان، مما يُفاقم كلتا الحالتين.
أعراض أمراض الكلى الناتجة عن ارتفاع نسبة السكر في الدم
ظهور البروتين في البول (الزلال الدقيق في البول)
من أقدم وأكثر المؤشرات موثوقية على تلف الكلى وجود البروتين في البول، وهذا يعني أن مرشحات الكلى أصبحت مسربة، مما يسمح بمرور البروتينات الأساسية.
زيادة التبول أو التبول الليلي
ارتفاع مستويات الجلوكوز يُجبر الكلى على بذل جهد أكبر للتخلص من السكر الزائد، مما يؤدي إلى كثرة التبول، خاصةً ليلاً، ومع مرور الوقت، قد يُرهق هذا الكلى ويؤدي إلى الجفاف.
التورم أو الانتفاخ (الوذمة)
عندما تكافح الكلى لتصفية السوائل بشكل فعال، فإنها قد تتراكم في الجسم، مما يؤدي إلى تورم ملحوظ في القدمين أو الكاحلين أو حول العينين.
ارتفاع ضغط الدم المستمر
ارتفاع سكر الدم قد يُفاقم ارتفاع ضغط الدم، وهو مؤشر رئيسي على إجهاد الكلى، حيث غالبًا ما تُسرع هذه العلاقة الثنائية من تراجع وظائف الكلى.
انخفاض وظائف الكلى
مع تفاقم الضرر، تقل قدرة الكلى على تصفية الفضلات، وقد لا يُسبب هذا أعراضًا فورية، ولكن غالبًا ما يُكتشف من خلال فحوصات الدم والبول التي تُظهر انخفاضًا في معدل الترشيح (eGFR) وارتفاعًا في مستويات الفضلات.
الأسباب الرئيسية وعوامل الخطر لأمراض الكلى:
مرض السكري (النوع الأول والثاني)
السبب الأكثر شيوعًا لمرض الكلى المرتبط بارتفاع سكر الدم، حيث يزيد داء السكري غير المُسيطر عليه بشكل كبير من خطر تلف الكلى المزمن، وكلما طالت مدة وشدة ارتفاع سكر الدم، زاد خطر الإصابة بأمراض الكلى، لذلك يساعد التحكم المنتظم في مستوى الجلوكوز على تأخير الضرر أو منعه.
ارتفاع ضغط الدم
يؤدي ارتفاع ضغط الدم مع ارتفاع نسبة السكر في الدم إلى زيادة الضغط على مرشحات الكلى الحساسة، مما يؤدي إلى تفاقم الضرر على المدى الطويل.
عوامل نمط الحياة
إن زيادة الوزن، والتدخين، واتباع نظام غذائي سيئ، واتباع نمط حياة غير مستقر، كلها عوامل تساهم في مقاومة الأنسولين والضغط على الكلى.
العوامل الوراثية والعرقية
يزيد وجود تاريخ عائلي لأمراض الكلى أو داء السكري من خطر الإصابة، كما أن بعض المجموعات العرقية أكثر عرضة للإصابة بمضاعفات الكلى السكرية.
ماذا تفعل إذا كان لديك ارتفاع في نسبة السكر في الدم لحماية الكلى؟
الفحص المنتظم والكشف المبكر.
الحفاظ على السيطرة الصارمة على نسبة السكر في الدم.
إدارة ضغط الدم.
عادات نمط الحياة الصحية.
رعاية المتابعة المنتظمة.
حتى لو كنت تشعر بصحة جيدة، فاحرص على إجراء فحوصات دورية لصحة الكلى، خاصةً إذا كنت مصابًا بداء السكري أو ما قبل السكري، غالبًا ما تحدث التغيرات المبكرة دون أعراض واضحة.