<< والدة حكمة نوفل تعرضت لغازات سامة فولدت رضيعة مشوهة وتوفيت بعد أيام
<< مدير الإغاثة الطبية: ارتفاع ملحوظ لحالات التشوه ولا أرقام رسمية
<< الطفلة مريم بعد إصابتها بكسر في الجمجمة: حرمونى من طفولتى
<< مدير مستشفى العودة: أنواع الأسلحة المستخدمة محرمة دوليا تؤدى إلى تشويه الأطفال
<< هلا أبو دهليز بعد فقدان شعرها: نفسي أكون جميلة
<< لانا الشريف بعد تشوه وجهها: لم يعد أحد يحبني
حكمة نوفل، رضيعة لم تبلغ سوى أيام، ولدت خلال الحرب بتشوهات خلقية قاسية ومعقدة في وجهها، حيث تعرضت والدتها أثناء العدوان للغازات السامة ورائحة الصواريخ، بجانب معانتها من المجاعة والمياه الملوثة وغير الصحية، مما أثر على وجه الرضيعة، لتفجع أسرتها بوجهها الممتلئ بالتشوهات، ومع عجز النظام الصحي من التعامل مع تلك الحالة كان مصيرها الوفاة بعد أسابيع قليلة من ولادتها.

الطفلة حكمة نوفل
تدهورت الحالة الصحية لحكمة نوفل بسبب احتياجها إلى عمليات جراحية معقدة وعلاج طويل بالخارج، حيث تقول والدة الطفلة، إن درجة التشوه مرتفعة بسبب مخلفات الحرب واستنشاقها غازات او كبريت من مخلفات الصواريخ، مشيرة إلى أنها لم تستطع معرفة وجود تشوهات خلقية لدى طفلتها بسبب عدم توافر الفحوصات الطبية في المستشفيات نتيجة الحرب.

الطفلة حكمة نوفل في غزة
فى زوايا لا ترى من شوارع غزة المهدمة، لا ينتهى أثر القصف بانتهاء دوي الانفجار، هناك ذرات معدنية، وشظايا، ومواد كيميائية تبقى فى التراب، فى المياه، وتواصل عملها بصمت، حيث تعطل نمو أجساد جديدة وتترك أطفالاً يحملون أجناسا من الندب والتشوه، ومع تشوه الجسد تبرز معركة ثانية وهي تنمُّر المجتمع، عزلة المدارس، وفقدان الطفولة، هذا التحقيق يحاول تتبّع المسارات الثلاثة، البقايا الحربية، النتائج الصحية والولادية، وتأثيرات التنمر النفسى والاجتماعى على مستقبل هؤلاء الأطفال.
تقرير الأمم المتحدة عن تشوه الأطفال
تأثيرات الحرب على الأطفال
التشوه لم يضرب فقط الأطفال بل أيضا طال الأجنة، وهو ما كشفه بيان وزارة الصحة الفلسطينية في 3 مايو الماضي، والتي طالبت بالتحقيق في نوعية الأسلحة التي يستعملها الاحتلال وتتسبب في ولادة أطفال مشوهين، موضحة أن مثلث الفقر والقصف والجوع ضرب القطاع خلال الحرب، و40% من الأدوية و60% من المستلزمات الطبية غير متوفرة، وهو ما تسبب في وفيات جماعية، خاصة أن هناك 20 مستشفى يعمل بشكل جزئي و18 خرج عن الخدمة تماما.
عانت والدة الرضيعة حكمة نوفل، والتي وضعت طفلتها في مستشفى ناصر الطبي، طوال فترة الحمل من عدم توافر طعام صحى أو مياه صحية، خاصة أن المعلبات لم تكن صحية، بجانب نقص فى المكملات أثناء الحمل، مما جعلها تتعرض لسوء التغذية والتي سببت التشوه.
انهيار القطاع الصحى في غزة
ويقول والد الطفلة في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، إنه عرض حالة ابنته قبل وفاتها على وفد طبي مصري متخصص داخل غزة، والذين أكدوا له أن الحالة معقدة وبحاجة لسلسلة العمليات الجراحية على فترات ويمكن التعامل معها طبيا خارج القطاع بشكل أفضل.
تحذيرات منظمة الصحة العالمية
ويوضح أنه لم يتواجد في غزة مستلزمات ولا إمكانيات طبية لمعالجة الطفلة،، واحتاجت لبعض المستلزمات الطبية الخاصة وحليب الأطفال وحفاضات، مشيرا إلى أنه حصل على تحويلة طبية لعلاجها في الخارج إلا أن غلق الاحتلال للمعابر تسبب في عدم سفرها مما أدى لوفاتها.
حكمة نوفل التي كانت عائلتها تستغيث من أجل إنقاذها رحلت منذ أيام، لكنها قد لا تكون الوحيدة، في ظل استشهاد مئات الأطفال داخل القطاع بسبب تأخر تحويلهم للعلاج في الخارج وعدم خضوعهم للعمليات الجراحية اللازمة.
وأبرزت منظمة الصحة العالمية ظاهرة الانتشار السريع للأمراض المعدية في غزة على مستوى الأطفال، على رأسها الأمراض الجلدية، خاصة مع تعطل المرافق الصحية وشبكات المياه والصرف الصحي، داعية لتعجيل وصول المساعدات الإنسانية إلى مختلف أنحاء القطاع، بما في ذلك الوقود والمياه والغذاء والمستلزمات الطبية.
وحذرت المنظمة في بيان لها من أن الأضرار التي لحقت بشبكات المياه والصرف الصحي وتناقص مستلزمات التنظيف أدت إلى استحالة الالتزام بالتدابير الأساسية للوقاية من العدوى ومكافحتها داخل المرافق الصحية، مؤكدة أن توقف أعمال التطعيم الروتيني للأطفال ونقص الأدوية اللازمة لعلاج الأمراض السارية ومحدودية الاتصالات التي بدورها تقيد القدرة على الكشف المبكر عن الأوبئة المحتملة.
الأرقام الرسمية لحالات تشوه الأطفال
وأكد الدكتور عائد ياغي، مدير جمعية الإغاثة الطبية في غزة، تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" أنه لا توجد أرقام رسمية معلنة بشأن عدد التشوهات بين الأطفال بسبب الحرب على القطاع ولكن حسب شهادات الأطباء فإن هناك ارتفاع ملحوظ لحالات التشوه.
ويضيف مدير جمعية الإغاثة الطبية في غزة، أن هذه التشوهات سببها تعرض النساء الحوامل للغازات السامة المنبعثة من القذائف والصواريخ والأسلحة التي يستخدمها جيش الاحتلال وهي أسلحة غير معروفة و التي يعتقد بأنها محرمة دوليا.
ويشير إلى دراسات سابقة أجريت في القطاع كانت تتحدث بأن 28 % من التشوهات الخلقية عند الأجنة هي نتيجة الظروف البيئية التي تعيش فيها النساء الحوامل، وفي الحالات العادية التشوهات الخلقية تصل إلى 1.5 %.

أرقام عن تشوهات الأطفال في غزة
تضاعف معدل انتشار العيوب الخِلقية
وفي عام 2020، وثقت دراسة استقصائية ارتفاع في كل من العيوب الخِلقية والولادات المبكرة في غزة بعد حرب 2014، حيث وجدت أنه بين 2011 و2016، تضاعف معدل انتشار العيوب الخِلقية بين المواليد الجدد في غزة تقريبًا، حيث ارتفع من 1.1% إلى 1.8%.
عبر صفحته على "فيسبوك"، نشر الدكتور محمد أبو سلمية صورة لرضيعة تعاني من تشوه خلقى، عبر ورم ضخم نادر يع

تشوه الأطفال في غزة
رف طبيا بـ" Sacrococcygeal Teratoma"، تلك الطفلة التي وُلدت في 22 سبتمبر الماضي بمدينة غزة تعرضت والدتها أثناء الحرب للغازات السامة ورائحة البارود والدخان، إضافة إلى الغذاء والماء الملوثين وغير الصحيين.
خلال تدوينته أكد "أبو سلمية"، أن هذه الحالة ليست مجرد واقعة طبية، بل انعكاس للكارثة الإنسانية التي عاشها القطاع خلال الحرب، وسط عجز المنظومة الطبية في استئصال هذا المرض، بجانب عدم توافر الوسائل الطبية لتشخيص الرضيعة بشكل دقيق.
اليونيسف: إنهاء العنف من أجل الأطفال ليس خيارا
وأكدت منظمة "اليونيسف"، خلال بيان لها في 2 يوليو الماضي، أن ما لا يقل عن 12.2 مليون طفل استشهدوا أو شوهوا أو نزحوا في صراعات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في أقل من عامين، وهو ما يعادل نزوح طفل واحد كل خمس ثوان، وقتل أو تشويه طفل واحد كل 15 دقيقة، موضحة أن نصف أطفال المنطقة - البالغ عددهم 220 مليون طفل - يعيشون في بلدان متأثرة بالنزاعات.
تقرير اليونيسيف حول تشويه الأطفال بغزة
وقالت المنظمة إن إنهاء الأعمال العدائية - من أجل الأطفال - ليس خيارا، بل هو ضرورة ملحة والتزام أخلاقي، وهو السبيل الوحيد لمستقبل أفضل، لافتة إلى أن العنف يستمر في تعطيل كل جانب تقريبا من جوانب حياتهم، حيث يتم تدمير المنازل والمدارس والمرافق الصحية
ولفتت إلى أن 45 مليون طفل في جميع أنحاء المنطقة سيحتاجون إلى مساعدات إنسانية في عام 2025 بسبب استمرار المخاطر والضعف الذي يهدد حياتهم، مقارنة بـ 32 مليون طفل في عام 2020 بزيادة قدرها 41% في خمس سنوات فقط.

أرقام عن تشوه الأطفال في غزة
أسلحة محرمة دوليا
ويؤكد الدكتور محمد صالحة، مدير مستشفى العودة تل الزعتر بشمال غزة، أن هناك تشوهات كثيرة للأطفال خاصة الأجنة، حيث ولدت طفلة بدون دماغ في مستشفى العودة خلال الحرب، وكل ما يحدث في القطاع شيء يفوق العادة، موضحا أن أنواع الأسلحة المستخدمة محرمة دوليا تؤدى إلى تشويه الأطفال والأجنة بجانب أزمة النزوح المستمر للأسر والعائلات.
ويشير "صالحة"، في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن المستشفى ليس لديها أي أدوية أو إمكانيات لعلاج التشوهات الخلقية، قائلا :"لا يوجد علاجات للعمل اليومي فما بالنا بعلاجات متعلقة بتشوهات الأجنة والأطفال خاصة أنه تم إخلاء مستشفى العودة إجباريا من الشمال، ويتم العمل الآن من خلال مستشفى العودة بالنصيرات بالمنطقة الوسطى ومن خلال مراكز الرعاية الاولية في غزة والوسطى وخان يونس".
ضحايا لم يرتكبوا جرائم
الطفل رامز الناعوق، لم يتجاوز الثلاثة أعوام، يعاني من تشوه خلقي أيضا في جفونه العلوية والسفلية، مما جعله غير قادر على إغلاق عينيه التي تنزف دما بشكل مستمر، ويعاني من التهابات شديدة قد تؤدى إلى فقدانه بصره في أية وقت.
رامز الناعوق
تلك التشوهات التي يعاني منها "الناعوق" تجعله غير قادر للتعرض للشمس، ولا يستطيع الخروج إلى الشارع أو التعرض للنور، بجانب معاناته من ضعف البصر مما يجعله غير قادر على اللعب من أقرانه من الأطفال، ومع ضعف الإمكانيات الطبية عجز عن إيجاد علاج يواجه تلك الالتهابات في ظل انهيار المنظومة الصحية خلال الحرب.
حرمونى من طفولتى.. صرخة مريم إبراهيم بعد تشوه وجهها
بينما الطفلة مريم إبراهيم ابنة الـ12 عاما، التي تعيش في مدينة خان يونس التي أصيبت خلال الحرب بكسر في الجمجمة تسبب في تشوه وجهها، ظهرت في فيديو تصرخ قائلة: "حرمونى من طفولتى، كنت جميلة للغاية قبل الإصابة، لكن إصابتي جعلتهم يسخرون من شعري ورأسي".

الطفلة المصابة مريم إبراهيم
إصابة "مريم"، جاءت بسبب شظية إسرائيلية اخترقت رأسها تسببت لها في كسور، مما جعل الأطباء يضطرون لإزالة العظمة الأمامية في الجهة اليسرى، ليتغير معها شكل رأسها الطبيعي، وجعلها تعاني من آلاما حادة في الرأس، وتشنجات متواصلة.

الطفلة الفلسطينية مريم إبراهيم
وتقول والدة مريم إبراهيم في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، إن ابنتها أصيبت في الرأس ما أدى إلى كسر فى جمجمة، والأطباء أزالوا عظمة من الجهة اليمنى لحين استقرار الحالة ومن ثم استرجاع العظمة، موضحة أن ابنتها تحتاج للعلاج بالخارج لاسترجاع العظمة.
وتضيف، أن الإصابة تسببت في تشوه بوجه ابنتها وهذا أثر بشكل سلبي على حالتها الصحية، وفي ظل عدم وجود إمكانيات طبية في المستشفيات بعد أن استهدفها الاحتلال أصبح علاجها داخل القطاع أمرا صعبا، متابعة :"نحن نعيش في خيمة وحياة المخيمات صعبة للغاية ولا تطاق وتزيد من انتشار الأمراض، وهذا انعكس على صحة مريم وأدى إلى انتشار الالتهابات والحبوب في وجهها بسبب المياه ملوثة".

مريم إبراهيم
وتشير والدة مريم إبراهيم، إلى أن الأسرة تعرضت للمجاعة خلال الحرب، قائلة إن ابنتها تعاني كل يوم وتزداد حالتها سوءا، وتتعرض للتنمر من قبل زميلاتها في شارع، حيث يخافون منها ومن شكل رأسها ونتمنى أن يصل صوتها للعالم وتعالج في الخارج.
وأكدت منظمة الصحة العالمية في بيان لها في 14 أكتوبر، أن أكثر من 15600 مريض بحاجة إلى إجلاء طبي من غزة بشكل عاجل، مشيرة إلى أنه يجب تعزيز مراقبة تفشي الأمراض في القطاع غزة، وإعادة فتح الممرات الطبية إلى الخارج، خاصة أن أكثر من 15 ألف شخص بترت أطرافهم جراء الحرب .
تشوه أطفال غزة بسبب الحرب
زيادة في نسبة تشوه الأطفال
وتؤكد الدكتورة سهى شعث، الطبيبة الصيدلانية بمستشفى الأوروبى بغزة، أن هناك زيادة فعلية في نسبة تشوه للأطفال بمختلف أعمارهم التي تستقبلها المستشفيات نتيجة الأسلحة والظروف الكارثية التي مر بها القطاع، إى أنه لا يوجد إحصائيات دقيقة.
وتضيف "شعث"، أن تشوه الأطفال له عدة أسباب الأول الأسلحة المستخدمة والتى لها تأثير كبير، ثم الظروف الصعبة والنزوح المستمر التي عاشها السكان، وكذلك قلة التغذية الضرورية للأم الحامل، بالإضافة إلى الحالة النفسية، وقلة الرعاية الصحية للأم نتيجة تدمير معظم عيادات رعاية الأم والطفل، خاصة أن أهم الخطوات خلال الحمل هي المتابعة الدورية وهذا أمر صعب كان صعبا للغاية بسبب ظروف العدوان والنزوح.
قصف إسرائيلي يدمر طفولة "هلا"
لم يختلف وضع "هلا أبو دهليز"، ابنة الـ12 عام عن وضع قرينتها مريم إبراهيم، بعدما سقطت أرجوحتها على رأسها بسبب قصف إسرائيلي على منزل أسرتها مما تسبب لها في تشوهات واقتلاع شعرها من جذوره، وتغير كبير في وجهها جعلها تحتاج إلى عدة عمليات جراحية وتجميلية وسط عجز القطاع الصحي داخل غزة في التعامل مع إصابتها.
انتشار حالات تشوه الأطفال داخل مستشفيات غزة
رسالة واحدة وجهتها الطفلة الفلسطينية، بعد إصابتها خلال الحرب "نفسي أكون جميلة مثل أطفال العالم"، أصبحت كل أمنياتها أن يعود وجهها الجميل مثلما كان قبل الحرب، خاصة أن الإصابة غيرت كثيرا من ملامحها مما جعلها تتعرض أيضا للتنمر من أصدقائها.
حال هلا أبو دهليز كان أفضل من مريم إبراهيم، بعدما تمكنت من السفر للعلاج خارج القطاع بعد حصولها على تحويلة طبية، مما جعل فرص علاجها من هذا التشوه كبيرة، بينما تظل مريم إبراهيم قابعة داخل القطاع لا تجد علاجا.
وفي 21 مايو أدانت لجنة حقوق الطفل التابعة للأمم المتحدة، العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، والتي تقتل وتشوه النساء والأطفال، موضحة أن مثل هذه الهجمات تحدث على نطاق واسع، وتدفع الوضع الإنساني إلى "نقطة حرجة".
وأضافت خلال بيانها الذي نشرته عبر موقعها الرسمي، أنه لا يوجد مبرر لأفعال تتحدى بوضوح القانون الدولي الإنساني، وكذلك القانون الدولي لحقوق الإنسان، بما في ذلك اتفاقيات حقوق الطفل، واتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها، لافتة إلى أهمية رأي محكمة العدل الدولية الاستشاري بشأن العواقب القانونية الناجمة عن سياسات وممارسات إسرائيل في الأرض الفلسطينية المحتلة، إلى جانب أوامرها باتخاذ تدابير مؤقتة تتعلق بالقضية التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد تل أبيب بشأن تطبيق اتفاقية منع الإبادة الجماعية في غزة.
وحثت اللجنة، إسرائيل على اتخاذ إجراءات فورية لضمان حق جميع الأطفال الفلسطينيين في الحياة والبقاء والنمو، ووقف قتل وإصابة الأطفال في غزة، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ودون قيود إلى جميع أنحاء القطاع.
وجه لانا الشريف يتحول من الجمال الوسامة للتشوه
على الجانب الأخر فإن إصابة الطفلة لانا الشريف، التي لم تتجاوز الـ10 سنوات من عمرها مختلفة عن السابقين، فهي لم تصاب برصاصة أو شظايا لكن حالتها النفسية واستمرار الخوف كانا سببا في تعرضها للبهاق وحدوث تشوهات في وجهها ورأسها.

لانا الشريف قبل وبعد تشويه وجهها
"كنت جميلة والآن لا أحد يحبني"، عبارة صغيرة خرجت من فتاة لم تتجاوز الـ10 سنوات من عمرها أثارت حالة كبيرة من التفاعل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كانت تتمتع بالطلة المميزة والوسامة والجمال، ولكن فجأة حولت صواريخ الاحتلال هذا الوجه البرئ الذي يجذب انتباه الأقارب والجيران من كثرة حلاوته إلى تنمر من قبل صديقاتها بعد أن أدت الحرب والشظايا وغبار القصف إلى إصابها بالبهاق، لتتعرض الطفلة لسخرية من أقرانها، وتعيش معها أسرتها مأساة أخرى بجانب معاناة النزوح المتكرر ونقص الطعام والشراب.

الطفلة لانا الشريف
والدة لانا الشريف، تؤكد في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن الخوف والرعب كانا سببا إصابتها بالبهاق"، حيث إن ابنتها تحتاج بشكل سريع علاج بالليزر لمحاولة الشفاء من هذا المرض الذي أثر بشكل سلبي ليس فقط على نفسية الطفلة بل على أسرتها بالكامل، وحول حياتهم إلى جحيم.
وتضيف الأم أن علاج ابنتها مكلف للغاية وغير متوفر داخل القطاع بعدما تدمرت المستشفيات والنقص الشديد الذي تعاني منه غزة في الأدوية، لافتة إلى أن أكثر ما يؤلمها هو تعرض ابنتها للتنمر بشكل متكرر، والبكاء المستمر نتيجة شعورها بابتعاد الأطفال عنها، والتعب الذي يظهر عليها نتيجة نفسيتها السيئة.
"أفضل أمنية لي أن تستطيع ابنتى السفر للعلاج خارج القطاع ليعود وجهها الجميل مرة أخرى وتستطيع أن تلعب مع صديقاتها مرة أخرى، وتوفر لها كل متطلباتها البسيطة التي حرمت منها طوال الشهور الماضية"، هذه كانت رسالة والدة الطفلة للمجتمع الدولي لمحاولة إنقاذ ابنتها.
التشوه وسوء نفسية الأطفال
وتربط الدكتورة أمل أبو عبادة، الإخصائية النفسية في برنامج غزة للصحة النفسية، بين انتشار البهاق بين الأطفال، والأوضاع النفسية المتأزمة التى تزيد من تفاقم الوضع الصحي والطبي للمواطنين الذين يعانون من أمراض مزمنة، مؤكدة ضرورة التفريق بين سبب الإصابة بهذا المرض وتفاقم الأعراض.
وتشير في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، إلى أن هناك أسباب متعددة للأمراض منها البيولوجي والجيني والبيئي وغيره، ولكن الوضع النفسي يفاقم تلك الأمراض ويؤثر سلبا على ظهور الأعراض وعلاجها، خاصة القلق والخوف يؤثر سلبا.
وتوضح أنه لا يوجد سبب واحد للأمراض، حيث هناك عدة عوامل تلعب دور في تكوينها، موضحة أن بعض الأطفال مثل لانا قد يكون لديهم القابلية الجينية لظهور مرض البهاق بجانب عوامل وراثية إلى جانب الأوضاع النفسية.