نقيب الأطباء البيطريين فى حوار خاص لـ«اليوم السابع»:تحميل الطب البيطرى وحده مسؤولية الحيوانات الضالة ظلم..لا نملك حصرا دقيقا لأعداد كلاب الشوارع.. صناعة الدواجن تعانى فوضى ونستهلك سنويا مليارا و300 مليون دجاجة

الخميس، 09 أكتوبر 2025 01:00 م
نقيب الأطباء البيطريين فى حوار خاص لـ«اليوم السابع»:تحميل الطب البيطرى وحده مسؤولية الحيوانات الضالة ظلم..لا نملك حصرا دقيقا لأعداد كلاب الشوارع.. صناعة الدواجن تعانى فوضى ونستهلك سنويا مليارا و300 مليون دجاجة نقيب الأطباء البيطريين فى حوار خاص لـ«اليوم السابع»

آية دعبس

- نقيب الأطباء البيطريين: لا نملك حصرا دقيقا لأعداد كلاب الشوارع.. صناعة الدواجن تعانى من فوضى.. نستهلك سنويا مليارا و300 مليون دجاجة.. تحسين سلالات الماشية مشروع قومى ضخم يتطلب تدخل الدولة لدعم صغار المربين
 

- نقيب الأطباء البيطريين: العجز فى أطباء المجازر يستدعى تحركا عاجلا من الدولة لفتحه الباب لانتشار أمراض خطيرة كالسل والبروسيلا لتوقف التعيينات منذ أكثر من 30 عاما.. واللجوء لشركات استثمار محترفة الحل الأمثل
 

فى حوار شامل، تناول الدكتور مجدى حسن، النقيب العام للأطباء البيطريين، عددا من الملفات الحيوية والشائكة التى تواجه المهنة والدولة على حد سواء، حيث كشف عن آخر مستجدات أزمة وقف تعيين الأطباء البيطريين لأكثر من 30 عاما، والمخاطر الصحية المترتبة على العجز الشديد فى المجازر والوحدات البيطرية، كما يطرح رؤية النقابة لحل أزمة الكلاب الضالة بطريقة علمية، ويقيم توجيهات الرئيس السيسى بشأن الثروة الحيوانية، ويعرض خطة النقابة لتطوير هذا القطاع الاستراتيجى، بالإضافة إلى تشخيص دقيق لأزمات صناعة الدواجن وسوق الدواء البيطرى، ورؤيته لإصلاح اتحاد المهن الطبية.. وإلى نص الحوار:

ما آخر مستجدات ملف تعيين الأطباء البيطريين؟

تتجه الدولة لتقليل عدد الموظفين بالجهاز الإدارى، ما أوقف التعيينات منذ أكثر من 30 عاما وأدى إلى عجز خطير فى كل الجهات، خاصة المجازر المسؤولة عن فحص اللحوم، وهو ما يهدد بانتشار أمراض مثل السل والبروسيلا التى تنتقل عبر اللحوم وتؤثر على صحة الإنسان. ورغم اهتمام الدولة بالأطباء البشريين والصيادلة، يبقى للطبيب البيطرى دور أساسى ضمن منظومة «الصحة الواحدة»، نظرا لوجود أكثر من 200 مرض مشترك بين الإنسان والحيوان.

وماذا عن موافقة الجهاز المركزى للتنظيم والإدارة على تعيين 4700 طبيب؟

الجهاز وافق مبدئيا على توظيف 4700 طبيب بيطرى على مدار عامين، مع طرح خيارين: الاستعانة عبر الصناديق الخاصة أو التعيين الرسمى الذى يتطلب موافقات عليا، لكن بسبب رفض الأطباء العقود المؤقتة وسعيهم للتعيين الدائم، تعطل التنفيذ حتى الآن، النقابة تتابع الملف مع الجهات المعنية بعد أن تحول المسار من الاستعانة إلى التعيين.

ما رأيكم فى حملات القضاء على كلاب الشوارع؟

الكلاب الضالة مشكلة حقيقية، لكن لا يمكن حلها دون معرفة عددها الفعلى ووضع ميزانية من وزارة المالية، القضية مسؤولية تشاركية تضم وزارات البيئة والزراعة والتنمية المحلية والصحة، إضافة إلى القوات المسلحة والداخلية، وليست مسؤولية الطب البيطرى وحده.

وهل لديكم رؤية لمعالجة المشكلة؟

دورنا ينحصر فى التطعيم والعلاج والتعقيم، أما وضع استراتيجية الدولة الشاملة فهو مسؤولية الحكومة، ونحن مستعدون لتقديم الدعم الفنى والعلمى.

كيف ترون دعوة الرئيس لاستبدال سلالات الماشية المحلية؟

نشكر الرئيس على اهتمامه، والهدف هو تحسين إنتاجية صغار المربين الذين يملكون 80% من الثروة الحيوانية، لكن اختيار السلالات المناسبة يتطلب دراسات بحثية ومناخية ووراثية طويلة، والدولة هى المسؤولة عن استيرادها وإكثارها وتوزيعها بما يتناسب مع ظروف المربين.

ما ملامح خطة النقابة لتنمية الثروة الحيوانية؟

نسعى لتطوير منظومة الطب البيطرى بإنشاء «خريطة وبائية» للحيوانات والدواجن، تتضمن تتبع الأمراض وتحليل العينات الدورية. كما نطالب بعودة المحاجر البيطرية إلى الموانئ لتكون تحت إشراف الدولة، لأن موقعها الحالى قرب المناطق السكنية يمثل خطورة، فالحجر لمدة 21 يوما ضرورى للفحص، غياب البيانات الوبائية يخيف المستثمرين، لذا نعتبر هذا الملف «أولوية».

كيف يمكن زيادة إنتاج الدواجن وتقليل الفاقد؟

نفتقر إلى نظام منظم يربط بين شركات إنتاج الجدود واحتياجات السوق، فكل شركة تعمل منفردة، ما يؤدى إلى تخمة أو نقص. نحتاج إلى خطة تحدد بدقة عدد الجدود والأمهات وكتاكيت التسمين المطلوبة، مع رقابة على الأعلاف وجودة الكتاكيت، وخريطة وبائية لأمراض الدواجن، غياب هذه المنظومة هو سبب مشكلات الصناعة.

كيف ترون الخلافات داخل اتحاد المهن الطبية؟

الاتحاد يضم أربع نقابات، هى: «الأطباء، الصيادلة، الأسنان، البيطريين»، وكل منها تمثل 25%، موارد الاتحاد تأتى من اشتراكات الأعضاء والدمغة الطبية على الأدوية، بينما أرباح الشركات التابعة محدودة، فمثلا شركة الثروة الحيوانية تحقق 24 مليون جنيه سنويا فى حين تُصرف 180 مليونا شهريا للمعاشات، لا توجد منافسة بين النقابات، بل نطالب بتطوير الاتحاد لضمان استمراريته.

ولماذا طالبتم بإسناد استثمارات الاتحاد لشركة متخصصة؟

نهدف إلى تطبيق الحوكمة وتحسين الأداء المالى عبر ثلاثة محاور:
• مكتب محاسبة للمراجعة المالية.
• تقوية الإدارة القانونية.
• إدارة المحافظ المالية بواسطة شركة متخصصة.
الاعتماد الحالى على الفوائد البنكية لم يعد كافيا بعد خفض الفائدة إلى 22%، نريد استثمارا آمنا ومدروسا يحافظ على رأس المال ويواكب التضخم بدلا من تجميد الأموال فى البنوك.

هل تؤثر زيادة المعاشات على الصندوق رغم التحذيرات من العجز؟

كان يجب عرض الأمر على أكثر من خبير اكتوارى، من ناحية مالية الزيادة غير آمنة، لكن من ناحية إنسانية معاش 2000 جنيه لا يكفي. لذا تم رفعه استجابة لضغوط الجمعية العمومية رغم تأثير ذلك على الموارد، كما أن صرف المعاش شهريا بدلا من ربع سنوى قلل العائد البنكى، القرار يحتاج إلى دراسة أعمق لضمان الاستدامة.

سوق الدواء البيطرى يعانى فوضى وغياب التسعيرة وانتشار الغش.. ما السبب؟

تسجيل الدواء يتم بهيئة الدواء المصرية، بينما الخدمات البيطرية تشخص الأمراض فقط، ما أدى لضعف الرقابة، كما أن نقص الأطباء البيطريين ترك فراغا استغله غير المتخصصين لصرف الأدوية، فزادت الفوضى والغش. الحل هو تعيين الأطباء وتفعيل الرقابة لضمان أن الأدوية مسجلة ومصرح بها.

ماذا عن أزمة الأعلاف؟

البحث العلمى ساهم فى تطوير تركيبات أعلاف أكثر كفاءة، لكننا ما زلنا نستورد الذرة وكُسب فول الصويا، الدولة تعمل حاليا على مشروعات توسعية لتقليل الاستيراد وتحقيق الاكتفاء التدريجى.

ما أبرز التحديات التى تواجه الطب البيطرى فى مصر؟

الثروة الحيوانية تمس الأمن القومى لأنها مصدر البروتين الحيوانى، والتحدى الأكبر هو نقص الكوادر بسبب توقف التعيينات، نطالب الدولة بإنهاء هذا الجمود دعما لرؤية القيادة فى تحقيق الأمن الغذائى.

بعد عام ونصف اْام من توليكم المسؤولية، ماذا تحقق؟

ورثنا نقابة بعجز 21 مليون جنيه، وبدأنا بإعادة تنظيمها إداريا وماليا، استعنا بمكتب محاسبة وشركة موارد بشرية، وطبقنا نظام «أودو» للميكنة وربط الفروع الـ27 رقميا.
رفعنا الودائع البنكية من 67 إلى 85 مليون جنيه، ونعمل على استغلال الأصول غير المستخدمة.
أطلقنا مشروع علاج يغطى 80% من تكلفة الدواء حتى سقف 100 ألف جنيه سنويا، يشمل الأسنان والعلاج الطبيعى والعمليات، وأنشأنا صندوقا لعلاج السرطان ودعم أطفال الأعضاء المتوفين.

هل تشعر أن النقابة عبء ثقيل؟

بالفعل المسؤولية كبيرة وتستهلك وقتى بالكامل، لكنها واجب يجب أداؤه بأمانة، مستمر فى العمل حتى نصل بالنقابة للمستوى الذى يليق بأعضائها.

p
 



أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب