تمر، اليوم، ذكرى ميلاد الكاتب والأديب المصرى الكبير توفيق الحكيم، الذى يعد أحد أيقونات الثقافة فى مصر والوطن العربى، وواحد من أكثر أدباء ومفكرى عصره تأثيرا فى داخل المجتمع، وقد ولد فى مثل هذا اليوم 9 أكتوبر عام 1898، وخلال حياته الأدبية أثرى المكتبة العربية بالعديد من الروايات والقصص والمقالات والسير والدراسات، وذلك بالإضافة إلى العديد من القضايا التى أثارها وأشيع عنه عداوته للمرأة، حيث أطلق عليه "عدو المرأة"، كما أشيع عنه أيضًا أنه "بخيل".
حديث نجيب محفوظ عن توفيق الحكيم
حسب ما ذكره أديب نوبل المصري العالمي نجيب محفوظ داخل صفحات كتاب الملف الشخصي لتوفيق الحكيم من تأليف إبراهيم عبد العزيز: هناك أشياء اشتهر بها توفيق الحكيم مثل "بخله" وعدائه للمرأة وهذه أمور نستطيع أن نسميها شعارات وجد فيها الحكيم نوعا من الفن وهو يتمسك بها على هذا الأساس، أما فى الواقع فهو لم يكن عدوًا للمرأة، بل كان من أكبر أنصارها ومحبيها، ثم هو يظهر البخل فى أشياء صغيرة، فإنها كانت دائما تثير فكاهة عميقة، وعندما تأتى لواقع الحياة تجد أنه أبعد اما يكون عن البخل، وأنا أذكر أنه قام بتزويج ابنتي زوجته "ناجا ونورا" تماما مثل ابنته، وهذا شىء يندر أن يقوم به إنسان، ولو كان بخيلا لم يكن سيزوج ابنته، وأذكر أنه فى شارعنا كان يوجد رجل "بك" موظف كبير وكان بخيلا إلى درجة أنه لم يكن يوافق على زواج ابنته، حتى هربت وتزوجت وذلك أعفى نفسه من أى التزامات بتجهيزها، أما توفيق الحكيم فقد كان كريما وأنا اعرف ظروفا فقد فيها ما يعثر ثروة ضخمة عندما تضربها فى أرقام اليوم، ولكن توفيق الحكيم تقبل الأمر ببساطة وبفلسفة، ولذلك يندر أن أكون رأيت شخصية يكرم توفيق الحكين لأنه كرم يخفيه يعكس بعض الناس الذين يتظاهرون بالكرم، ويحبون أن يعرف الناس أنهم كرماء.
ويمكن لظروف الانتخابات والسياسة، فينفقون أموالا كثيرة، وينجحون فى إخفاء بخلهم وتقديرهم، لكن الذى طبع الكرم ويخفيه هو كريم أصيل لأنه يعمل الكرم للكرم، لا لكى تقول عليه أنه كريم، بل يتركك لتقول عليه أنه بخيل.
وهكذا كان توفيق الحكيم كريما، وكان أكرم ما يكون مع أسرته، مشغولا بأبنائه كأب، فخوراً بالمرحوم اسماعيل، ويريد أن يطمئن دائما على زينب ومستقبلها بل حتى على ابنتى زوجته، ولكنه كأن كأديب مشغولا كثيرًا بأدبه فيهيأ له أنه ظلم اسرته، وأن هذا الوقت الذى انشغل فيه بالأدب كان يجب أن يكون من حقهم، وهذا غير صحيح، لأن الحكيم رب الاسرة ق أعطاهم حقهم وأكثر، وكان عليه أن يعطى أدبه حقه أيضا، ولكنه كان يرى أن كل الوقت كان من المفترض أن يكون لأسرته، ولم يقل بهذا أحد، لأن أسرته لم تكن ستطبق تفرغه لهم.