في قلب حي غرب مدينة أسيوط، كانت شوارع منطقة المصلى تضيق وسط منازل قديمة متداعية وشبكات مياه وصرف متهالكة، بدأت ملامح حياة جديدة تتشكل المشروع الذي طال انتظاره صار واقعًا ملموسًا، إذ أطلقت الدولة خطة تطوير شاملة أعادت رسم ملامح المنطقة وحوّلتها إلى نموذج حيّ لتدخل الدولة في عمق المناطق الأكثر احتياجًا، تنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية وعلى رأسها الرئيس عبد الفتاح السيسي، الرامية إلى تحسين جودة الحياة وتحقيق العدالة الاجتماعية.
من الإهمال إلى الأمل
لسنوات طويلة، عانى أهالي منطقة المصلى من ضعف الخدمات الأساسية، وتهالك البنية التحتية، وغياب التخطيط العمراني المنظم حيث كانت الشوارع تغرق بمياه الصرف في الشتاء، والأسلاك الكهربائية العشوائية تهدد المنازل الصغيرة. لكن مع إطلاق المحافظة خطة لتطوير المناطق غير المخططة، جاء المشروع ليضع حدًا لهذه المعاناة، ويعيد للمنطقة وجهها الحضاري المفقود.
180 منزلًا.. بداية التحول
مشروع تطوير منطقة المصلى شمل إعادة تأهيل 180 منزلًا، ضمن خطة المحافظة الشاملة لتطوير المناطق الأكثر احتياجًا. وخلال الافتتاح، أزاح اللواء الدكتور هشام أبو النصر، محافظ أسيوط، الستار عن اللوحة التذكارية إيذانًا بانتهاء المرحلة الأولى من المشروع، مؤكدًا أن الأعمال لم تقتصر على الشكل الخارجي بل طالت كل تفاصيل الحياة اليومية داخل المنازل.
تضمن المشروع تجديد شبكات مياه الشرب والصرف الصحي والكهرباء، واستبدال الوصلات القديمة بأخرى جديدة أكثر أمانًا، إلى جانب تركيب سيراميك حديث للأرضيات ودهان واجهات المنازل بألوان موحدة تعكس روح التجديد. كما تم تركيب بلاط الإنترلوك في الشوارع الداخلية لتسهيل حركة المشاة وتحسين المظهر العام.
دعم شامل.. عمراني واجتماعي
ولم يتوقف التطوير عند البنية التحتية فقط، بل امتد إلى الجوانب الاجتماعية والاقتصادية للأسر المستفيدة. يقول المحافظ:المشروع لا يقتصر على التطوير العمراني، بل يمتد ليشمل دعمًا اجتماعيًا واقتصاديًا متكاملًا، بتزويد المنازل بالأجهزة الضرورية كالـثلاجات والغسالات والبوتاجازات، وتأثيثها بالأسِرّة والدواليب، لتصبح بيئة صالحة للمعيشة الكريمة. هذا التكامل جعل من تطوير المصلى نموذجًا جديدًا في تنفيذ مشروعات التطوير الحضري، يجمع بين البناء المادي والبناء الإنساني، ليعيد رسم مفهوم “العدالة الاجتماعية” في صورتها العملية.
المجتمع المدني والتعليم الفني.. شركاء في النجاح
تميز المشروع بتعاون مثمر بين الجهات التنفيذية ومؤسسات المجتمع المدني، التي ساهمت في توفير الدعم المادي واللوجستي لإنجاح الأعمال. ولم يقتصر الدعم على التبرعات، بل شارك فيه شباب التعليم الفني بالمحافظة من خلال ورش المدارس الصناعية التي قامت بتصنيع جزء من الأثاث والأجهزة، في تجربة رائدة لربط التعليم بسوق العمل والإنتاج.
الأهالي يردون الجميل
في لفتة رمزية تعبّر عن امتنان الأهالي لما تحقق، أهدى شباب منطقة المصلى درعًا تذكاريًا إلى محافظ أسيوط اللواء الدكتور هشام أبو النصر، تقديرًا لجهوده في خدمة المواطنين وسعيه لتحسين أوضاع المناطق المهمشة، مؤكدين أن التطوير غيّر حياتهم إلى الأفضل وخلق بيئة أكثر أمانًا ونظافة.
خطة متكاملة للمستقبل
وأشار المحافظ إلى أن مشروع المصلى ليس سوى نموذج أولي لخطة استراتيجية متكاملة لتطوير المناطق غير المخططة والعشوائية بمحافظة أسيوط، وتشمل مناطق زرزارة والفواخير وغيرها، مؤكدًا أن هذه الجهود تأتي تنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية للنهوض بالمواطن البسيط وتحسين مستوى معيشته في كل المحافظات.
وأضاف أن هذه المشروعات تمثل خطوة نحو تحقيق التنمية المحلية المستدامة، من خلال دمج البعد الاجتماعي والاقتصادي في عمليات التطوير، لتصبح كل منطقة بعد تأهيلها نقطة انطلاق جديدة نحو حياة أفضل.
من نموذج إلى تجربة قابلة للتعميم
نجاح تجربة المصلى فتح الباب أمام تطبيق نفس النهج في مناطق أخرى، حيث أصبح المشروع شاهدًا على ما يمكن أن تحققه الإرادة السياسية حين تتلاقى مع الجهود التنفيذية والمجتمعية. فالمشهد اليوم مختلف تمامًا: بيوت ملوّنة متناسقة، شوارع نظيفة، خدمات متطورة، وسكان يبتسمون بفخر.
.jpg)
عقب التطوير
.jpg)
تطوير المنطقة
.jpg)
المنطقة عقب تطوير وإعادة افتتاحها
.jpg)
المنطقة عقب تطويرها