أكرم القصاص

السلام والردع «الرشيد» من شرم الشيخ.. انتصارات السادات ورؤية السيسى

الخميس، 09 أكتوبر 2025 10:00 ص


فى شرم الشيخ، أحد أهم منتجعات سيناء، التى استردها المصريون بانتصار أكتوبر، ثم مفاوضات سلام القوة، وفى الثانية ظهر يوم 6 أكتوبر 2025، كانت أول جلسة المفاوضات لوقف الحرب على غزة، التى استمرت عامين، فى نفس الساعة بعد 52 عاما على بداية العبور، الذى عاصرناه، وتم بعد خطة علمية وخداع استراتيجية وبطولات أسطورية، للمقاتل المصرى العظيم، الذى رسم خطوط النصر واستعادة الأرض.
كان أعضاء وفد حماس يحضرون المفاوضات، ويتجولون فى الشوارع ويدلون بأحاديث علنية للفضائيات والكاميرات تتابعهم، بكل حرية.
كانت هذه شهادة لما تضمنه مصر من أمن لكل من يستظل بها، ومكان يبدو مناسبا للتفاهم والتفاوض والاختلاف بين أعداء، من الاحتلال وحماس، فى وجود وسطاء، من الولايات المتحدة، وقطر وتركيا ومصر، شهودا وأطرافا فى أصعب لحظات التفاوض.


الواقع أن هذا المشهد، بقدر ما يعبر عن مكانة مصر، فهو أيضا يزيح غبارا وترابا ومزايدات وأكاذيب، تم إطلاقها طوال 24 شهرا ضد مصر وقيادتها، وهى الطرف الأكثر بذلا للجهد والأكثر فهما لكل الأطراف، التفاوض يتم بناء على مخطط الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، ولا يحتوى كلمة واحدة عن التهجير، المخطط الذى أحياه الاحتلال وتيار التطرف الصهيونى بقيادة بنيامين نتنياهو، وتصدت له مصر بيقين وإصرار، وواجهت بسبب هذا حملات أكاذيب ممنهجة بدأها نتنياهو أمام محكمة العدل الدولية، وفندتها مصر بالبينة والقرائن، كما اتهم الاحتلال مصر بتهريب السلاح للمقاومة، فى محاولة للتغطية على فضائح الفساد داخل جيش الاحتلال وفشل فى تقديم برهان على ادعاءاته، ولم يجرؤ نتنياهو على إعلان اتهاماته ولجأ إلى التسريب والتلقيح عن تحركات عسكرية فى سيناء، واكتفت مصر بالتأكيد على أن قواتها المسلحة تحمى أمنها القومى وترابها من كل اتجاه، فهو جيش الانتصار والردع.


كل هذه الوقائع، من مفاوضات فى شرم الشيخ تستضيفها مصر، التى لم تخف أبدا انحيازها للقضية والحق الفلسطينى ومع هذا تحظى بثقة دولية وإقليمية لاحتضان المفاوضات، وهى التى قدمت أول وقف للنار، بجانب أن خطة ترامب لتبادل المحتجزين وإنهاء الحرب، تضمنت بنود خطة مصر لإعادة الإعمار والتعافى، فى وجود سكان غزة، على الخطة المصرية التى أصبحت عربية إسلامية بل وتحظى بتأييد أوروبى فرنسى وغربى عموما.


وفى كلمته بأكاديمية الشرطة، وجه الرئيس عبدالفتاح السيسى الدعوة للرئيس الأمريكى دونالد ترامب لحضور توقيع اتفاق إنهاء الحرب فى غزة، وهى خطوة تشير إلى ثقة مصر فى ذاتها، وتفتح مجالا لنهاية أطول جولة مواجهة، فقد تخطت العامين، بينما لم تكن تتجاوز أسابيع، ثم أنه انعكست فى تحولات ضخمة، حيث أنهت أو كادت وجود حزب الله فى لبنان، وأخرجت إيران من الصورة، وساهمت فى سقوط نظام الأسد فى سوريا، وكشفت عن تحالف تنظيم الإخوان مع نتنياهو ضد مصر ودورها الذى أثبتت المواجهة أنه بلا بديل.


بناء على كل هذا، فقد كشفت هذه الحرب، عن دور مصر الواضح، ثم أنها أعادت فى ذكرى انتصار أكتوبر التأكيد على ما حققه الرئيس الراحل أنور السادات من إنجاز ضخم فى الحرب والسلام، وأطاحت بكل الأكاذيب التى رددها خصوم السادات حول بنود سرية أو تنازلات، بينما الحقيقة أن مصر تمتلك الردع بشكل كامل، وتمد قواتها على كامل أراضيها، من دون التفات لصياح هنا وشكاوى هناك، وتؤكد أيضا بعد نظر وقوة الرؤية لدى الرئيس عبدالفتاح السيسى وهو ابن القوات المسلحة، فى تحديث وتقوية القوات المسلحة ومضاعفة قدراتها بشكل يمنحها قوة الردع، بالنظر والخطوط الحمراء، وتجاوز الفخاخ والدعاوى الصبيانية، للهتافين والحناجر الساذجة، وتبعد المقارنة بين 6 أكتوبر وغيرها من تواريخ لا يمكن تقييمها أو قراءتها، بينما انتصار 6 أكتوبر لا يزال ماثلا، أما الذين يسارعون بإعلان انتصارات ولا يرون الدمار، أو يرددون أقوال الإرهابيين عن القاعد والمجاهد، فهم ممن يعانون أعراض الارتباك والتشويش، الذى لا يفرق بين نقد الأفلام وتحليل السياسة، وما تعانيه بعض التيارات من اليسار واليمين، من اختلاط المفاهيم، لدرجة عدم رؤية كيف تبنى تنظيم الإخوان رؤية نتنياهو ضد مصر، أو كيف اتسع صدر مصر لاستضافة بعض ممن زايدوا عليها ورددوا أكاذيب الاحتلال ضدها، ومع هذا كانت الحارس بلا بديل.

اليوم السابع
 

 




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب