فيسبوك
واتساب
دخلت خدمة الواي فاي كولينج سوق الاتصالات المصري كأحدث التقنيات التي تعيد رسم ملامح المكالمات الصوتية، وتتيح هذه الخدمة للمستخدمين إجراء واستقبال المكالمات عبر شبكات الإنترنت اللاسلكية، بدلًا من الاعتماد الكامل على أبراج المحمول، وهو ما اعتبره خبراء خطوة مهمة لمعالجة مشكلات ضعف التغطية في بعض المناطق، وقد بدأت الخدمة رسميًا في مصر نهاية العام الماضي.
الميزة الأهم لهذه التقنية أنها توفر حلًا عمليًا في المناطق التي تعاني من ضعف الشبكة، سواء في الأدوار الأرضية أو المباني المغلقة أو المناطق البعيدة عن أبراج التغطية.
ومن المزايا اللافتة أيضًا أن الخدمة لا تفرض أي رسوم إضافية، حيث تحسب المكالمات بنفس سعر الدقيقة العادية، ما يجعلها في متناول المشتركين من دون عبء مالي إضافي، كما أنها لا تحتاج إلى رقم جديد أو شريحة مختلفة، بل تعمل تلقائيًا على الرقم الأصلي للمستخدم.
جانب آخر يرفع من قيمة الخدمة هو وضوح الصوت واستقرار المكالمات بفضل الاعتماد على الإنترنت الثابت، وهو ما يقلل من مشكلات التشويش أو انقطاع الاتصال المفاجئ.
ولا يتوقف الأمر عند ذلك، إذ إن المكالمات عبر الواي فاي لا تستهلك من باقة الإنترنت المنزلي بشكل منفصل، ما يجعلها خيارًا اقتصاديًا وعمليًا في الوقت نفسه.
لكن رغم كل هذه المزايا، لا تخلو التجربة من بعض التحديات، فأول ما يواجه المستخدم هو أن جودة الخدمة تعتمد بالكامل على قوة شبكة الواي فاي؛ فإذا كانت الإشارة ضعيفة أو غير مستقرة، تصبح المكالمات معرضة للتقطيع أو الانقطاع.
كما أن الميزة غير متاحة على جميع الأجهزة، إذ يشترط أن يكون الهاتف حديثًا ويدعم الخدمة تقنيًا، وهو ما قد يحرم شريحة من المستخدمين من الاستفادة منها.
ولا يمكن إغفال أن انقطاع الإنترنت المنزلي يؤدي إلى توقف الخدمة بالكامل، وهو ما يضعها في موقف حساس مقارنة بالاعتماد المباشر على أبراج المحمول.
إضافة إلى ذلك، تشير بعض الملاحظات إلى أن بعض خدمات المكالمات التقليدية، مثل تحويل المكالمات أو المكالمات الجماعية، قد لا تعمل بالكفاءة نفسها عبر الواي فاي كولينج، وهو ما يجعل التجربة في حاجة إلى تحسينات مستقبلية.
وتمثل هذه الخدمة خطوة متقدمة في تطوير سوق الاتصالات المصري، فهي تمنح المستخدمين مرونة أكبر وتحل كثيرًا من المشكلات المزمنة المرتبطة بالتغطية، لكنها في الوقت نفسه تضع على عاتق المشتركين مسؤولية التأكد من قوة شبكاتهم المنزلية ومن ملاءمة أجهزتهم.
